سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

“الاحتلال يسرق تاريخ عفرين”

رامان آزاد –

 لا تتوقف جرائم الاحتلال على الانتهاكات بحق الأهالي ومختلف أنواع الجرائم الموصوفة بالجرائم ضد الإنسانيّة، بل تعمل على سرقة التاريخِ وتغييرِ الهويةِ الثقافيّةِ والتاريخيّة لعفرين، وتنبشُ الأراضي بحثاً عن الآثار واللقى وتسرقها بدعم مباشر من الاستخباراتِ التركيّة.
تحت عنوان “النبي هوري” في عفرين إلى الفناء بفعل الاحتلال التركيّ، نشر موقع عفرين نيوز 24 صوراً حديثة لموقع النبي هوري التاريخيّ، تُظهر استمرار عملية الجرف والبحث عن الآثار والتخريب المتعمد وسرقة ما تبقى من آثار في الموقع الذي تزيد مساحته على عشرات الهكتارات. وذكر الموقع أنّ سلطات الاحتلال جلبت فرق مختصة بالبحث عن الآثار ونقلتها إلى تركيا بحماية الاستخبارات التركية التي تشرف بشكل مباشر على تلك العمليات.
وكانت منظمة حقوق الإنسان في عفرين قد أكدت في وقت سابق أن مسلحي تركيا واستخباراتها قد “نهبوا ذخائر القديسين “كوزما” و”دميانوس” و”الغيوري” وقاموا باستخراج تابوتين من القطع الأثرية والنقود المعدنية ولوحات الفسيفساء والتماثيل”، كما نشر أحد العاملين في مجال الآثار ويدعى (محمد علوش) على صفحته الشخصية على الفيسبوك صوراً لثلاث لوحات فسيفسائية تم استخراجها من المكان نفسه حيث عرضها للبيع بشكل علني قبل أن يقوم بحذفها إثر احتجاج النشطاء.
وبحسب منظمة حقوق الإنسان في عفرين أيضاً فإنّ “عمليات النهب وسرقة الآثار شملت المدرج الأثري الواقع في القلعة وتجريفها وتدميرها بشكل كامل، وكذلك سور القلعة والمسرح الروماني والكاتدرائية الكنسية والبوابات والأبراج والمدرج الذي يعتبر من أكبر مسارح الشرق القديم ويضم 24 صفاً من المقاعد الموزعة على طابقين والمداخل الهندسية”.
إضافة إلى ذلك، فأن عمليات النبش طالت قبر “النبي هوري- أوريا بن حنان” أحد أبرز قادة النبي داوود، وتخريب البناء الهرمي الذي يضم ضريح النبي هوري الأثري وإشادة بناء إسمنتي مؤلف من طابقين ضمن الموقع بجوار الضريح إضافة إلى تدمير أجزاء من البيت الروماني المكتشف ولوحة الفسيفساء الموجودة فيه، وكذلك تعرض الطبقات الأثرية للتخريب وتدمير الكثير من معالم الموقع وتفاصيله ولا سيما السور الغربي الذي قام الجيش التركي بتدمير جزء منه لتتمكن الآلات الثقيلة من الدخول إليه.
بالتوازي مع ذلك، وتحت غطاء النهب والسرقة والتخريب، يواصل الاحتلال التركي عمليات تغيير معالم المنطقة لتتناسب مع معالم البناء التركيّ وهو ما يدخل في إطار عمليات التشويه المتعمد والقضاء على الذاكرة التاريخيّة والثقافيّة.
موقع النبي هوري من أهم المعالم الأثريّة في منطقة عفرين، وهي بقايا مدينة قديمة يعود إنشاؤها إلى نهاية القرن الرابع قبل الميلاد، وقد عملت بعثة آثار فرنسيّة على التنقيب في الموقع منذ عام 1952م، قبل أن تتوقف عمليات التنقيب قبل الأزمة السوريّة بسنوات قليلة.
نشرت منظمة حقوق الإنسان في عفرين خبراً حول استمرار عمليات الحفر والنبش بحثاً عن الآثار، وقالت إنّ المرتزقة التابعة لفصيل الجبهة الشامية بقيادة المدعو جمعة الجبلي الملقب أبو أحمد المسيطرين على قرية أرندة بناحية شيه 5/11/2019م، يستمرون بتجريف التربة في تل أرندة بحثاً عن الآثار واللقى مستخدمين الآليات الثقيلة من الجرافات على أمام مرآي قوات الاحتلال التركيّ، لدرجة أنّه تم القضاء على التل بشكل نهائيّ وتمت تسويته مع إلحاق الأضرار الكبيرة بحقول الزيتون المحيطة والمقدرة بأكثر من 500 شجرة زيتون قُطع بعضه والآخر طُمر تحت التراب. كما قامت عناصر من الفصيل نفسه (مرتزقة الجبهة الشامية) بتاريخ 15/03/2020م بعمليات الحفر في الموقع الكائن بين قريتي شيتكا وكاخرة المعروف باسم “بيري تل”، إضافة إلى الحفر وتجريف التربة في موقع تل زرافكة بتاريخ 25/05/2020م.