يوماً بعد يوم، تتوضح الحقائق التي تظهر الوجه الحقيقي لمرتزقة داعش وداعميهم الحقيقيين، فالحجج التي بموجبها يتم الاختطاف والقتل والاحتلال من قبل الدولة التركية اليوم في مقاطعة عفرين، هي ذاتها التي روج لها مرتزقة داعش أثناء احتلالهم لمناطق الشمال السوريّ وعلى وجه الخصوص الرقة، مع اختلاف الأشكال والألبسة والشعارات.
أبناء قرية النيربية الواقعة في مناطق الشهباء، مازالوا بانتظار أولادهم الذين اختطفهم مرتزقة داعش عام 2014م ولم يتلقوا أية أنباء عنهم إلى اليوم، على الرغم من البحث الطويل لعوائلهم عن أي أثر يدل على مصيرهم.
هنا في هذه القرية التي تشكل الزراعة مصدر رزق أبنائها البالغ عددهم ألف نسمة تقريباً، والتي سيطر عليها الجيش الحر عام 2013م ولتأتي مرتزقة داعش وتحتلها مع حلول شهر أيار عام 2014م، يكشف أبناؤها عن العلاقات المتنامية بين مرتزقة داعش ومرتزقة الاحتلال التركي، ويذكر عمار ولو أن عائلةً تُعرف باسم عائلة «شمو» كانت تقطن في المنطقة الواقعة بين قرية النيربية والعلقمية، وكانت السبب في اختطاف أبناء قرية النيربية البالغ عددهم 12 فرداً من قبل مرتزقة داعش، إذ كان أبناء تلك العائلة منضمين إلى مرتزقة داعش، وبعد تحرير قريتهم على أيدي قوات سورية الديمقراطية، توجهت هذه العائلة برفقة مرتزقة داعش إلى منطقة الباب، وتلك العائلة اليوم منضوية تحت سقف الفصائل المرتزقة التابعة للاحتلال التركي ويتواجد عدد من أبنائها في عفرين حالياً.
ويؤكد الأهالي أن عدداً كبيراً من مرتزقة الاحتلال التركي المتواجدين في عفرين اليوم هم من مرتزقة داعش، فقط قاموا بتغير ملابسهم وأشكالهم.
وليد عبد الله ولو البالغ من العمر 40 عاماً وشقيقه أحمد هم من بين المخطوفين، ويقول عمار ولو: «إن غالبية أهالي قرية النيربية هجروا قريتهم في فترة سيطرة مرتزقة داعش، والرجال الباقون كانوا يضطرون لقضاء معظم لياليهم في الأراضي الزراعية نتيجة المداهمات اليومية للمنازل»، وأشارت عليه زوجة وليد بأنَّ مرتزقة داعش دمرت مستقبل أولادها، وإلى اليوم لم تحصل على أية معلومات عن زوجها، وأكَّدت على أن مرتزقة داعش قاموا بسرقة محتويات منزلها في شهر رمضان، وهذه الأفعال ذاتها تحدث اليوم في مدينة عفرين وقراها.
محمود محمد نور محو هو الآخر من بين الذين اختطفهم مرتزقة داعش في مدينة الرقة أثناء عودته من باشور كردستان برفقة ثلاثة شبان آخرين من القرية. وأكد محمد نور الشقيق الأصغر لمحمود إن والده توجه عدة مرات إلى مدينة الرقة أثناء سيطرة داعش آنذاك للاستفسار عن مصير ولده، ولكن رغم كبر سن والده ذي السبعين عاماً، إلا أن مرتزقة داعش أهانوه وقالو له: «أنتم كفار وليس لكم الحق بالعيش ولا يتوجب دفن جثثكم، بل رميها للكلاب». وتم تهديده بالقتل إن عاود السؤال عن ولده مجدداً.
هذا ويمارس مرتزقة الاحتلال التركي الخطف بغرض طلب الفدية في عفرين، وهو ما حدث مع أشخاص عدة منهم صبحي ناصر من قرية كرزيلا، وطلب منه دفع أربعة آلاف دولار، وصبحي صطاف من القرية ذاتها طولب بمبلغ مليون ومئتي ألف ليرة سورية كفدية، إضافة للسرقة العلنية لممتلكات المدنيين منذ اليوم الأول للاحتلال حتى في شهر رمضان المبارك. وكانت الحجة الأساسية التي جمعت بها الاستخبارات التركية عدداً كبيراً من الفصائل المتطرفة، هي محاربة الكرد الملحدين ونشر الإسلام، وأظهرت مقاطع فيديو متعددة وجود عناصر من داعش والنصرة ضمن الفصائل المرتزقة الموالية لتركيا في عفرين ولاسيما الفيلق الثالث الذي يضم تلك المجموعات وغالبيتهم منتشرون اليوم في ناحية شرا وشيه وراجو، وتوعدت تلك الفصائل عبر الفيديوهات المتعددة الكرد بالعقاب إن لم يتبعوا الدين الإسلامي.