No Result
View All Result
المشاهدات 0
محمد القادري_
جاء الإسلام منسجماً مع الأعراف المجتمعية والإنسانية، لذلك فقد أمر بالعرف في قوله تعالى: “خُذ ِالْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ”، ومما تعارفت عليه الشعوب هي، أعيادها الوطنية، وذكريات انتصارها، وخلاصها من الاحتلال، والظلم، والعيش بأمان على أرض الوطن، والمسلمون يحتفلون كل عام، بعيد رأس السنة الهجرية، والهجرة ما كانت إلا نقطة تحول تاريخية في الإسلام، حيث كان النبي صلى الله عليه وسلم في مكة محارباً هو وأصحابه، وأهل بيته، ويتعرضون للتعذيب والأذى، ليس لهم أي مكانة اجتماعية، أو تأثير في القرارات عند قبيله قريش، أي لم يكن لهم أي كيان كإدارة، أو دولة، ولكن حينما هاجر النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة، أسس أول كيان حكومي، وإداري هناك، لذا فالمسلمون يحتفلون بهذه الذكرى في أنحاء العالم الإسلامي كافة؛ لذلك، فإن أي دولة، أو إدارة تحتفل بتكوينها، أو إنشائها، أو خلاصها من الظلم، فهو أمر شرعي، يرضاه الله تعالى ورسوله، وترضاه الأعراف المجتمعية، لذلك نقول: “إن الاحتفال بعيد النوروز، أمر شرعي؛ لأن الشعب الكردي انتصر فيه على الظلم، وأشعل شعلة التحرر والنصر، معلناً أنه شعب قوي، وأبي، ويحق له أن يكون حراً، يعيش على أرضه، ويبني وطنه، ويستذكر أمجاده الخالدين”، لذا، فالاحتفال بالأعياد الوطنية، هو إظهار حب المواطن لوطنه، وكان تحتفل بعيد النوروز معظم الشعوب على مر التاريخ والأزمنة، وكانت أعياد النوروز تقام كل عام في الولايات الإسلامية على مر العصور، ولم ينكرها أحد من الفقهاء المسلمين، أو العلماء، وبالعكس تماماً، فإن الاحتفال بعيد الكرد هو رمز لوجودهم وتعبير لإحياء تراثهم النبيل الموغل في القدم.
No Result
View All Result