سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الإيزيديون يُحيكون إرادتهم بريادة المرأة الحرة في شنكال

تقرير/ نشتيمان ماردنلي –

روناهي/ قامشلو- رداً على المجزرة التي اُرتكِبت بحق الشعب الإيزيدي في شنكال خلال الفرمان الرابع والسبعين ، نظمت المرأة نفسها لتتسلح بالمقاومة ضد همجية مرتزقة داعش، متعهدة بتحرير أبناء شعبها.
يصادف الثالث من آب الذكرى السادسة لمجزرة شنكال التي حصلت في عام 2014, ذاك اليوم الأسود على الإنسانية بأكملها نتيجة صمت دولي مُعتاد لم يلتزم بحماية الشعوب من الطائفية وعدم محاسبة مرتكبي الإبادات بحق الشعوب, حيث اُرتكبت هذه المجزرة على يد مرتزقة داعش إثر هجوم وحشي على شنكال راح ضحيته الآلاف من الشعب الإيزيدي من أطفال ونساء وشيوخ إلى جانب سبي النساء الإيزيديات وبيعهن في أسواق المناطق التي كانت تحت سيطرة المرتزقة آنذاك, حتى فتحت قوات حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب، والمرأة باب الإنقاذ لأهالي شنكال ومدت لهم يد العون وحمتهم من همجية داعش.
الجبال احتضنت الإيزيديين
استنكاراً لمجزرة شنكال في ذكراها السادسة تحدثت الإدارية في لجنة البلديات والبيئة في مقاطعة قامشلو شرمين شاقو من الشعب الإيزيدي في لقاء أجرته صحيفتنا معها عن مجزرة شنكال الأكثر إرهاباً حسب وصفها، حيث بدأت حديثها قائلةً: “ما كانت الإبادة الرابعة والسبعون على شعبنا الكردي الإيزيدي التي ارتكبتها مرتزقة داعش سوى متابعة للفكر العثماني المهيمن في إبادة الكرد، حيث تعد هذه المجزرة الأكثر إرهاباً خلال قرون والتي أدت إلى قتل واغتصاب وتشريد الآلاف, حيث هُجِّر المئات من أهالي شنكال إلى الجبال هرباً من جرائم المرتزقة، وباتوا هناك جياعاً ومرضى حيث فقد الكثيرون منهم حياتهم دون تدخل دولي يحمي الإنسان ويحافظ على حقوقه للعيش بكرامة في أرضه”.
في أعقاب تلك المجزرة استطاعت كل من قوات حزب العمال الكردستاني ووحدات حماية الشعب ووحدات حماية المرأة إعادة العديد من النساء والأطفال الذين تم اختطافهم من قبل مرتزقة داعش إلى ذويهم وتحرير المحاصرين منهم على الجبال الوعرة بفتح ممرٍ آمن يصل بين شنكال وروج آفا لإيصال الشعب الإيزيدي إلى المناطق الآمنة.
وبهذا الخصوص تابعت شرمين بالقول: “وصلت قوافل مثقلة بالقهر والظلم من شعبي الإيزيدي إلى روج آفا, هنا حيث اختلطنا مع آلامهم وآمالهم مع بعضها البعض, ومشاركة تلك المعاناة معهم, الأكثرية من المهجّرين والأكثر ضرراً كان من النساء الذي هُجِّروا قسراً من التجاوزات التي كانت تنفذ عليهم بلاإنسانية, والهدف من مجزرة كهذه استهدفت المرأة في المرتبة الأولى هو نفي اسم الشعب الكردي عن طريق نفي المرأة الحرة التي لطالما تكافح لأجل كرديتها ووطنيتها، والتي أصبحت شعلة تحتذي بها كافة نساء العالم على مرِّ سنوات من الثورة بريادة المرأة, وحاولوا بكافة الأشكال البعيدة عن الأخلاق كسر إرادتها من كافة النواحي, حيث راح ضحية هذه الإبادة آلاف النساء والكثيرات منهن لم يقبلنَ بهذا التجاوز الوحشي بحقهن فسلمن أرواحهن للموت وقمنَ بالانتحار”.
تجاوز آلام المجزرة بالمقاومة
وأضافت شرمين بأن الشعب الإيزيدي تجاوز هذه الأفعال الوحشية من “سبي وتشريد واختطاف وقتل” بالمقاومة لكنه لم ولن ينسى, وعلى وجه الخصوص المرأة التي واجهت ضعف عائلتها وأطفالها بالقوة وحملت فوق طاقتها أضعافاً لتمدهم بالمقاومة وتستمد منهم أمل البقاء, فتيقنت بأنه بعد هذه المجازر التي مرت على الشعب الإيزيدي أنه لن يحمي أرضها وحقوقها وثقافة شعبها غيرها فاستطاعت تنظيم نفسها أكثر لإدارة شؤونها وشؤون محيطها والدفاع عن مكتسبات أرضها بنفسها، ولم تسمح بأن تذهب دماء آلاف الشهداء على أرض شنكال سدىً”.
اختتمت الإدارية في لجنة البلديات والبيئة في مقاطعة قامشلو من الشعب الإيزيدي شرمين شاقو حديثها مستذكرةً جميع شهداء مجزرة شنكال الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الحرية، وشددت بالقول: “سنبقى مستمرين على نهج الشهداء الذين أصبحوا طريق النجاة وشعلة الحرية التي لن تنطفئ على مر العصور إلى أن تتحرر الأراضي المستعمرة لتكون حرة خالدة كخلود شهداء الحرية الذين تنحني القامات إجلالاً لهم، كما لكل امرأة شاركت بتحرير أرض شنكال والإنجاز التاريخي الذي حققوه في دحر الاحتلال والإرهاب ووضع نهاية للمجزرة والفرمان الذي تمت حياكته ضد شعبنا”.
وكانت الإحصائيات الأخيرة للأشخاص المعتقلين والمختطفين وشهداء المجزرة وضحاياها بتاريخ 3- 6-2019 والتي وثقت من قبل بعض المؤسسات والمراكز هنالك كما يلي:
“عدد الشعب الإيزيدي الذي كان في شنكال 550 ألف، والأشخاص الذين تواجدوا في المجزرة 360 ألف شخصاً. عدد الأطفال الذين فقدوا آبائهم 1759 طفلاً، عدد الأطفال الذين فقدوا أمهاتهم 407 طفلاً. الأطفال الذين فقدوا أمهاتهم وآبائهم 2745 طفلاً. الأشخاص الذين بقوا مجهولي المصير220 شخصاً”.
أما عدد المقابر الجماعية التي حصلت على يد مرتزقة داعش في شنكال 80 مقبرة، وعشرات القبور الفردية، وعدد الأماكن الدينية التي تم تفجيرها في شنكال من قبل المرتزقة 68.
وعدد المهجرين من الشعب الإيزيدي إلى خارج البلاد 10 آلاف مهجراً، وعدد المختطفين 3504 امرأة و2869 رجلاً.
وبالنسبة للأشخاص الذين تم تحريرهم من أيدي المرتزقة فبلغ عددهم 1184 امرأة و337 رجلاً و1020 طفلة و935 طفلاً، أما الذين بقوا أسرى لدى مرتزقة داعش 2941 من بينهم 1344 امرأة و1597 رجلاً.