No Result
View All Result
المشاهدات 0
في ظلّ الصراعات المحتدمة في الشرق الأوسط لن يقتصر التأثير على الإنسان كونه كائناً حياً فقط، بل سيمتدُّ ليكون خطراً وجودياً على الإنسان والعمران، بمعناه الوجودي والتاريخي كتعريفاتهِ المتعلقة بالهوية والتراث والثقافة.
فما هو دور الإعلام ووسائله المتعددة في وقف هذا التهديد الوجودي؟
لا شكّ في أنَّنا أمام مرحلة جديدة من تفاعل وسائل الإعلام والصحافة بالثقافة والحضارة والتراث؛ مرحلةٍ متعددة الجوانب، ومعقدة إلى حدٍّ كبير، وبخاصة في ظلِّ نمو كبير في قطاعات الإعلام، أصبحت مصدراً هامّاً للمعلومة كوسائل التواصل الاجتماعي، لكن ليست المعلومة بوصفها الدقيق دائماً!
إنّ نسبة استخدام الانترنيت، وهو أحد أهم وسائل الحصول على المعلومة، في ازدياد مستمر، وأصبح بإمكان الإنسان اليوم زيارة الموقع الأثري عبر هاتفه المحمول، وبإمكانه مشاهدة أي تجربة تراثية، والاطلاع على العديد من وجهات النظر والنصوص عن تاريخ ووقائع المكان، وذلك أتاح إلى حدٍّ ما، ما تسميه الباحثة الأردنية دانه فراس «ديمقراطية المعلومة، وتكافؤ الفرص» وهذا ما تجده «تقدماً إيجابياً نحو نشر الوعي حول التراث وأهميته».
وأوردت هذه الباحثة مثالاً على الأثر الإيجابي لديمقراطية المعلومة، إذ تشير إلى أن «موقع البترا في الأردن بلغ عدد زوّاره من خلال خرائط غوغل إلى ما يقارب 24 مليون زائر في عام 2016م فيما لا يتجاوز عدد الزوار الفعليين للموقع (زيارة ميدانية)، الـ 400ألف زائر في العام نفسه».
وهنا علينا أن نرصد الدور الإعلامي في الحفاظ على التراث والإرث الثقافي والحضاري، فالواقع في الشرق الأوسط والدمار الذي حدث تحديداً في سوريا والعراق، يفرض سؤالاً وهو هل تسهم وسائل الإعلام من خلال نشرها الواسع لخبرٍ ما عن التراث في تحفيز بعض الجهات على تخريب وتدمير المواقع والمصادر التراثية؟»
وأعتقد أنّ للإعلام دور -غير مقصود- في تحفيز بعض الجهات على تدمير وتخريب هذا التراث، وكذلك «للصحافة دور كبير في نشر الوعي عن التراث، ولهذا الدور تاريخ عريق، وقد تطور هذا الدور اليوم ليصبح مصدراً هامّاً ورئيساً».
إلّا أنَّ وسائل التواصل الحديثة، وازدياد سرعة الحصول على المعلومة، خلق مشكلة متمثّلة في «كثرة المصادر، وبالتالي يصعب علينا أحياناً معرفة الموثوق منها».
ففي الماضي كان الكاتب أو الإعلامي الصحفي تؤثر ميوله على كتاباته، لكن المعلومة لها مصداقية بسبب وجود وسائل متعددة للتدقيق قبل النشر، أما اليوم فعليك كمتلقي للمعلومة أن تتأكد بنفسك من صحتها ومصداقية مصدرها!.
لقد لعبت وسائل الإعلام دوراً كبيراً في توثيق التراث تاريخياً وإلى يومنا هذا، إلا أن عملية التوثيق في وقتنا هذا تتميز بـ اللاخطية والمتشعبة، وهذا التشعبات غيرت علاقتنا مع المواد التراثية، وبالرغم من ذلك هناك ما يربط الشخص بشكل مباشر مع التراث، وذلك من خلال تقديم الإعلام للمعلومة على شكل نص أو فيديو أو صورة أو نماذج ثلاثية الأبعاد مما يخلق تفاعلاً حيوياً بين المعلومة ومتلقيها.
ولذلك نجد أن هناك صلات وشبكة روابط بين الواقع والمواقع والمعالم والشخصيات التاريخية، ولّدتها وسائل الإعلام الحديثة، وهذه الصلات تضفي طابعاً جديداً على المفاهيم التراثية وتعيد التأكيد على أهمية المحافظة على التراث الحضاري والثقافي.
No Result
View All Result