أُعلن في 23/3/2019 رسميّاً حملة تحرير الباغوز عن النهاية الجغرافية لمرتزقة “داعش”، إلا أنّ ذلك لم يكن يعني نهاية الأفكار الظلاميّة وحملته من الخلايا النائمة التي تنشطُ من وقتٍ لآخر، وتنفذ عمليات إرهابيّة تهدد الأمن والاستقرار وحياة الأهالي، ليؤكد من خلالها المرتزقة بقاءهم، ما فرض استمرارَ العملياتِ الأمنيّة والعسكريّة لملاحقة الخلايا النائمة وتنفيذ العملياتِ النوعيّة ضدهم بالتعاون مع التحالف الدوليّ لاحتواء التهديدات المحتملة.
عمليات أمنيّة تستهدف المرتزقة والعملاء
عقدت الرئاسة المشتركة لهيئة الداخلية في إقليم شمال وشرق سوريا، الاثنين 30/9/2024، اجتماعاً موسعاً ضم كافة الأقسام الإدارية والأمنّية والإدارات العامة في المقاطعات، لمناقشة أعمالها خلال شهري آب وأيلول، وتقييم الأداء العام.
وقالت الرئاسة المشتركة في تقييمها: استغلت الخلايا الإرهابيّة النائمة استمرار عدوان الاحتلال التركيّ ونفذت 28 تفجيراً عبر العبوات الناسفة والألغام، ما أدى لزيادة التحديات الأمنية التي تواجه القوات، وبالمقابل عملت القوى الأمنية بكل طاقتها لترسيخ الأمن والاستقرار وألقى جهاز الأمن العام القبض على عدد كبير من الجواسيس وعناصر الخلايا الإرهابيّة: “80 جاسوساً يعملون لصالح الاستخبارات التركية، و147 عنصراً من عناصر خلايا “داعش” الإرهابيّ، و35 عميلاً يعملون لصالح النظام السوري، و75 مرتزقاً يعملون لصالح الاحتلال التركي.
وكان المركز الإعلاميّ لقوات سوريا الديمقراطيّة قد أعلن في 6/9/2024، إلقاء القبض على 34 من خلايا مرتزقة داعش، وقُتل خمسة آخرين أثناء تنفيذ 16 عملية خاصة خلال شهري تموز وآب الماضيين، ضمن مناطق متفرقة من شمال وشرق سوريا، قُتل خمسة مرتزقة خلال العمليات، من بينهم ثلاثة متزعمين خطرين في صفوف داعش ومتزعم رابع كان قد خَطَّط وشارك في الهجوم على “سجن الصّناعة” بحي “غويران” بمدينة الحسكة في كانون الثّاني عام 2022. وكشف المركز عن أماكن تنفيذ العمليات وهي: الرقة، الكرامة، ديرالزور، مركدة، الصور، قامشلو، الحسكة.
ملاحقة واعتقال خلايا داعش
أحصى المرصد السوري مشاركة التحالف الدولي في سبع عمليات مع قوات سوريا الديمقراطية، أسفرت عن اعتقال 13 من مرتزقة وقيادات “داعش” ومقتل 6 منهم، ففي 23 آب، نفذت دورية عسكرية تابعة لقوات سوريا الديمقراطية بالتعاون مع قوات “التحالف الدولي” عملية أمنية استهدفت منزلاً في بلدة البصيرة بريف دير الزور الشرقي، أسفرت عن مقتل شخص يُتهم بالانتماء إلى “داعش”.
في 8 أيلول نَفذَت فرق العمليات العسكريّة TOL في قوات سوريا الديمقراطية، بالتعاون مع قوات التحالف الدوليّ، عمليتين أمنيتين متزامنتين بريف الحسكة، الأولى في قرية “العريشة” بريف الحسكة، واستهدفت المرتزق المدعو “محمد محمد” الذي ينحدر من قرية “المرعية” بريف دير الزور، والثانية في قرية “أبيض”، بريف الحسكة، وتمكنت القوات من إلقاء القبض على المرتزق المدعو “حسين موسى” الذي ينحدر من القرية نفسها.
ـ 11 أيلول، قُتل مرتزق من خلايا “داعش” باستهدافه بطائرة مسيّرة لقوات “التحالف الدولي”، خلال مروره عبر دراجة نارية في قرية عطالة التابعة للشدادي بريف الحسكة الجنوبي، بعد قيامه بزرع عبوة ناسفة أمام طريق دورية عسكريّة مشتركة كانت بين قوات “التحالف الدولي” وقوى الأمن الداخلي “الآساييش” في المنطقة، وفككت قوات “التحالف الدولي” العبوة وأبطلت مفعولها عقب استهداف العنصر.
ـ 15 أيلول، قُتل أربعة من مرتزقة “داعش”، بينهم “أمير”، بعملية إنزال جوي نفذتها قوات “التحالف الدولي” في محيط مدينة الرقة، ووفقاً لمعلومات المرصد السوري لحقوق الإنسان، فإنّ أفراد الخلية انطلقوا من ريف دير الزور واستقروا في الرقة، وكانوا تحت أنظار قوات “التحالف الدوليّ” التي تراقب تحركاتهم.
ـ صباح 16 أيلول، نفذت قوات أمريكيّة غارة جوية على معسكر تدريب لمرتزقة “داعش” في وسط سوريا، ما أسفر عن مقتل 28 مرتزقاً داعشياً، بينهم أربعة من متزعميهم.
ـ في 13 أيلول، نشر مرتزقة من خلايا “داعش” مناشير ورقية في مدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي، موضحين فيها إن “الزكاة” المفروضة تقتصر على مستثمري النفط الذين يعملون مع “الإدارة الذاتية” وقوات سوريا الديمقراطية، وأكد مرتزقة “داعش” في منشوراتهم أنّهم لا يستهدفون أصحاب المحال التجاريّة في المنطقة.
ــ 14 أيلول نفَّذت وحدات مكافحة الإرهاب YAT التّابعة لقوّات سوريا الدّيمقراطيَّة، عمليّة أمنيَّة دقيقة ومُحكمة بمشاركة ودعم من قبل قوّات التحالف الدّولي في قرية “الشّنينة” بريف الرقَّة الشّماليّ، استهدفت تفكيك خليَّة خطيرة لأ “داعش” الإرهابيّ، وكانت تَضُمُّ متزعّمين بارزين.
ــ 15 أيلول، نفذت عملية أمنيّة مشتركة بين جهاز الأمن العام وقوات مكافحة الإرهاب، أسفرت عن إلقاء القبض على ثلاثة من مرتزقة داعش، ممن نشطوا في جمع ما يسمى “الزكاة” وفرض الإتاوات على المدنيين، مستخدمين التهديد والترهيب ضد من يمتنع عن الدفع.
ــ 16 أيلول ألقت قوى الأمن الداخلي (القوات الخاصة HAT)، بعملية مداهمة القبض على داعشيين يعملان على تجنيد الأشخاص لصالح مرتزقة داعش في بلدة العريشة التابعة للشدادي.
ــ 17 أيلول نفذ قسم العمليات الأمنيّة ضمن فرق العمليات العسكريّة TOL، التابعة لقوات سوريا الديمقراطية، عملية أمنيّة في مدينة الرقة، استهدفت خلية لمرتزقة “داعش” الإرهابي وهما محمد الرخص وأحمد الرخص، وكانا ينشطان في توزيع الأسلحة والمعدات العسكريّة.
ــ 23 أيلول أُلقي القبض على الإرهابيّ المدعو “مُحمَّد الجوجه” الملقَّب بـ”أبي عبّود” المنحدر من قرية “قصور سلّوم” بريف حلب، مع إرهابيٌّ آخر، والمدعو “الجوجه” كان يعمل على تهريب ما يُسمّون ”أشبال الخلافة” من المُخيَّمات، وله علاقات وثيقة مع قيادات ومتزعّمي مرتزقة داعش”.
عمليات إرهابيّة
أحصى المرصد السوري 204 عملية نفذها مرتزقة من خلايا “داعش” في مناطق “الإدارة الذاتية” منذ مطلع العام 2024، عبر هجمات مسلحة واستهدافات وتفجيرات، واستشهد فيها 73 شخصاً هم: 61 من مقاتلي قوات سوريا الديمقراطيّة وقوى الأمن الداخليّ وتشكيلات عسكريّة و22 مدنيّاً بينهم طفل وشابة و4 حراس منشآت، وخلال الشهر الأخير نفذ المرتزقة 25 عملية واستشهد 8 أشخاص بينهم امرأة و7 من القوات العسكريّة.
وجغرافياً توزعت عمليات المرتزقة كما يلي: 21 عملية في دير الزور، و3 عمليات في الرقة، وعملية واحدة في الحسكة. وجاءت في تفاصيلها كما يلي:
-29 آب، أُصيب مقاتلان من قوات سوريا الديمقراطيّة، بجروحٍ بليغة بانفجار لغم أرضيّ زرعه مرتزقة “داعش”، تزامناً مع مرور سيارة عسكريّة تُقِل مقاتلين من “قسد” في حاوي الجرذي الشرقي.
-30 آب، استهدف مرتزقة “داعش” بالرصاص المباشر، منزل ومحل أحد المدنيين في قرية أبريهة شرق دير الزور لإرغامه على دفع “الزكاة”.
-31 آب، هاجم مرتزقة من “داعش” يستقلون دراجات نارية، بقذيفة آر بي جي، دورية عسكريّة لقوات سوريا الديمقراطية، في الشارع العام في بلدة جديد بكارة بريف ديرالزور الشرقي.
-1 أيلول، استهدف مسلحون من مرتزقة “داعش” بالأسلحة الرشاشة سيارة عسكريّة تابعة لقوات سوريا الديمقراطية في قرية الزر بريف دير الزور الشرقي.
-2 أيلول، أصيب مقاتلان من قوات سوريا الديمقراطية بجراح متفاوتة، جراء استهداف سيارة عسكريّة من قبل خلايا “داعش” بالأسلحة الرشاشة، لدى مرورها قرب دوار العتال في بلدة الشحيل بريف دير الزور الشرقيّ.
-3 أيلول، هاجم مرتزقان من خلايا “داعش” يستقلان دراجة نارية، سيارة تقل مدير لجنة المنظمات التابع لمجلس دير الزور المدني في مناطق “الإدارة الذاتيّة”، أثناء مرورها في بلدة الكبر بريف دير الزور، وألقيا قنبلة يدويّة على السيارة.
-5 أيلول، استهدف مرتزقة من خلايا “داعش” بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة، صهريج نفط، بين بلدتيّ جديد بكارة وجديد عكيدات شرقي دير الزور، ما أدى لتضرر الصهريج وتدفق الحمولة أرضاً.
-6 أيلول، استهدف مرتزقان من “داعش” بقنبلة يدوية منزلاً في بلدة ذيبان بريف دير الزور الشرقي، لعدم دفع صاحبه الذي يملك محلاً لبيع الأجهزة الخليوية الزكاة.
-7 أيلول، أطلق مرتزقان النار وفقدت شابة تدعى رقية أحمد الحلو” (25 سنة) حياتها، وهي نازحة من البوكمال عند دوار العتال بين بلدتي الشحيل والبصيرة بريف دير الزور الشرقي بإطلاق مرتزقين النار عليها مباشرة.
-7 أيلول، استهدف مرتزقة من خلايا “داعش” بالرشاشات الثقيلة ثلاثة صهاريج محملة بالنفط تابعة لـ “الإدارة الذاتية”، في بلدة الدحلة في ريف دير الزور الشرقي. كما هاجم مرتزقة من خلايا “داعش” يستقلون دراجة نارية حاجزاً طياراً لقوى الأمن الداخليّ “الأسايش” في بلدة الصبحة بريف دير الزور الشرقي، واستخدموا الأسلحة الرشاشة.
-10 أيلول، استهدف مرتزقة “داعش”، تجمع صهاريج نفط تابعة لـ”الإدارة الذاتية” عند منطقة الحراقات في بادية الدحلة شرقي دير الزور.
-12 أيلول، انفجر لغم أرضي زرعه مرتزقة “داعش” على طريق الحاوي في الجرذي الشرقي شرقي دير الزور، تزامناً مع مرور سيارة عسكريّة تابعة لـ”قسد”، ما أسفر عن إصابة شخصين هما السائق ومقاتل. وفتح مرتزقان من “داعش” يستقلان دراجة نارية، النار على “محلات” مواطن في مدينة الشحيل شرقي دير الزور، للضغط عليه وإرغامه على دفع الزكاة.
-13 أيلول، ألقى مرتزقة من خلايا “داعش” قنبلة يدوية على مقر لقوات سوريا الديمقراطية في بلدة حزيمة شمال الرقة، وفروا هاربين.
-14 أيلول، اُستشهد عضو من قوى الأمن الداخلي “الأسايش” من عشيرة “الشبلي السلامة”، بتعرضه لإطلاق نار مباشر من قبل مرتزقة من خلايا “داعش” قرب مطعم في شارع هشام بن عبد الملك وسط مدينة الرقة.
-15 أيلول، هاجم مرتزقة من خلايا “داعش” يستقلون ثلاث دراجات ناريّة، صهريج مياه عسكريّ تابع “لقسد” بالأسلحة الرشاشة في بلدة أبو خشب بريف دير الزور الغربيّ.
-16 أيلول، استشهد مقاتل من “الدفاع الذاتيّ باستهداف مرتزقة “داعش” صهريج مياه عسكريّ في بلدة جديدة بكارة بريف دير الزور الشرقي. واستهدف مرتزقة من خلايا “داعش”، بالرصاص المباشر، ثلاثة صهاريج نفط على طريق الطبقة أ الرصافة، بريف الرقة الجنوبي.
-21 أيلول، استهدف مرتزقة من “داعش” بصاروخ موجه، صهريجاً لنقل النفط، في قرية العزبة شمال مدينة ديرالزور.
-22 أيلول، هاجم مرتزقة من خلايا “داعش”، بالأسلحة الرشاشة، صهريج نفط تابع لـ”الإدارة الذاتية” في بلدة جديد عكيدات شرق دير الزور.
-23 أيلول، استشهد مقاتلان من قوات سوريا الديمقراطية في بلدة “الحوايج” شرق دير الزور بتعرضهما لطلقات ناريّة أطلقها مرتزقان يستقلان دراجة ناريّة، وفي حادث ثانٍ استهدف مرتزقان من خلايا “داعش” يستقلان دراجة نارية بالأسلحة الرشاشة سيارة عسكرية لمقاتلي قسد بين مدينة البصيرة وبلدة أبرهة شرقي دير الزور.
ــ 26 أيلول، استشهد ثلاثة أعضاء من قوى الأمن الداخلي بينهم المسؤول في قوى العمليات مروان أوسو، أثناء تأديتهم واجباتهم على الطريق الواصل بين مدينتي الهول والشدادي.
-27 أيلول، استهدف مرتزقة من خلايا “داعش” صهريج نفط قادم من حقل العمر النفطي بريف دير الزور الشرقي.
عمليات في البادية
وشهدت البادية السوريّة، عمليات متواصلة للمرتزقة وتمثلت بهجمات ونصب كمائن واستهداف قوات حكومة دمشق والمجموعات المسلحة الموالية لها، في محيط جبل البشري بريف الرقة ومحور أثريا والرهجان ومحاور أخرى بريف حماة الشرقي إضافة لبادية السخنة وتدمر بريف حمص الشرقي، وبادية دير الزور فضلاً عن الحدود الإداريّة بين الرقة ودير الزور.
ووثق المرصد 14 عملية نفذها مرتزقة “داعش” وأسفرت عن مقتل 24 من قوات حكومة دمشق والمسلحين الموالين لها وثمانية من المدنيين بينهم طفل. وتوزعت العمليات كما يلي: ثلاث عمليات في بادية دير الزور، وثلاث عمليات في بادية حمص، وثلاث عمليات في بادية الرقة، وخمس عمليات في بادية حماة. وقتل خمسة من “داعش” بالقصف الجوي الروسيّ على البادية.
تجاهل دولي للمختطفين لدى “داعش”
رغم انقضاء نحو 66 شهراً على الإعلان الرسمي للتحالف الدولي بالقضاء على مرتزقة “داعش” كقوة مسيطرة في شمال وشرق سوريا، وبرغم التطورات التي جرت على مدار الفترة الماضية، فإن الصمت لا يزال متواصلاً من قبل جميع الأطراف حول قضية المختطفين لدى مرتزقة “داعش” دون تقديم أي إجابة عن مصير آلاف المختطفين، حيث تتواصل المخاوف على حياة ومصير المختطفين ومنهم الأب باولو داولوليو والمطرانين يوحنا ابراهيم وبولس يازجي، وعبد الله الخليل وصحفي بريطاني وصحفي سكاي نيوز وصحفيين آخرين، إضافةً لمئات المختطفين من أبناء كوباني وعفرين، بالإضافة لأبناء دير الزور.
من جهة ثانية، فمع عمليات تحرير قوات سوريا الديمقراطية لمناطق منبج والطبقة والرقة وريف دير الزور فر المئات من مرتزقة “داعش إلى إدلب، وكثير منهم انضموا إلى مرتزقة الاحتلال التركيّ ويتم ذلك عبر أقنية استخباراتية إعادتهم إلى مناطق كري سبي/ تل أبيض أو سري كانيه تمهيداً لإسناد مهام لهم في مناطق الإدارة الذاتيّة.