سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الأهل ودورهم الريادي في تشجيع أبنائهم على الرياضة

تقرير/ جوان روناهي –

يُعتبر تشجيع الأهل لأبنائهم على ممارسة هواياتهم خطوة في الطريق الصحيح إلى جانب منحهم دفعة معنوية كبيرة والثقة بالنفس وصولاً لإخراج كل الطاقات التي بداخلهم في سبيل تسخريها في أي هواية يحبونها ويمارسونها، وفي مجال الرياضة نجد بأن الأهل في بعض العائلات يقفون وراء بروز مواهب أبنائهم واستمرارهم بممارستها، وفي هذا التقرير نتناول نموذجاً من الأهل ممن كانوا داعمين لأبنائهم للوصول للنجاح والتميز.
مهدت حالة الأمن والاستقرار المتوفرة في مدننا بروج آفا وشمال سوريا بفضل تضحيات أبنائها وقيامهم بواجب الحماية في داخل وخارج هذه المدن إلى خلق أجواء مناسبة لممارسة كل فرد في المجتمع هوايته والاستفادة من طاقته في مختلف المجالات، وفي المجال الرياضي والذي يشهد لدينا زخماً في المواهب المتواجدة ومن كلا الجنسين، تبرز الكثير من المواهب ولكنها تتطلب الصقل والمتابعة والاهتمام، وأهمها تشجيع الأهل للأبناء، فوجود مدرب مختص يهتم بتلك الموهبة وينيمها أمر مطلوب ورئيسي، ولكن لن تنجح أية خطوة وفي أي مجال كان بدون دعم الأهل لأبنائهم، والطفل والطفلة والشابة والشاب الرياضي اليوم يعتبر تشجيع الأهل لهم بمثابة دافع كبير وراء استمرارهم والرفع من معنوياتهم، وإخراج كافة طاقاتهم في الملاعب والصالات الرياضية، فدور الأهل كبير في الارتقاء بموهبة أبنائهم، والعمل على استمرارها، ووصولها للنجومية والشهرة.
هي صديقة وليست ابنة!!!
في حر الصيف وفي قسوة برودة الشتاء تشاهده متابعاً ومرافقاً لابنته رهف حتى يرشدها في المباراة ويفرح بفوزها ويحزن عند خسارتها، هذا الأب المثالي هو عماد مجيد حسين ابن مدينة قامشلو وعمره 45 عاماً، له دور كبير في انخراط رهف في لعبة كرة القدم للسيدات وذكر عن هذا الأمر: “ننحدر من عائلة الكل يُحب لعبة كرة القدم وهذا الأمر انعكس على ابنتي رهف أيضاً وجعلها تعشق لعبة كرة القدم”. ونوّه بأنه من الصعب دخول فتاة لمعترك مجال الرياضة ولعبة كرة القدم، ولكنه مؤمن بفكرة إعطاء الحرية للفرد في الحياة لاختيار طريقه وأخذ قراراته، واليوم رهف هي صديقته قبل أن تكن ابنته، وهي تتبادل معه الحديث في جميع أمور الحياة.
“أحضرُ أغلب التمارين والمباريات التي تلعبها وأقرأُ في نظراتها بأنها تستمد القوة مني وتأخذ دافعاً كبيراً لتقديم كل ما لديها من طاقات في المباراة، أنا لا أفرض عليها اللعب مع أي نادٍ ولكن نتشاور لنرى ما هو الصح ونسلكه” هذا ما أكده حسين بخصوص تشجيعه لابنته رهف.
وتابع بأنه يجب على المعنيين تقديم كافة أنواع الدعم لسيدات كرة القدم ليستطيع النادي تكثيف الحصص التدريبية، وأوضح بأن مركز رهف في تشكيلة النادي هي مدافعة ولكن هي مهاجمة وتتمتع بالقدرة على التسجيل وهذا الأمر يُعيق تطورها كلاعبة وهدفه إيصال رهف إلى النجومية، وهذا الأمر سوف يتحقق في يوماً من الأيام لا محال.
رهف من مواليد قامشلو عام2000م، وهي لاعبة كرة قدم في صفوف سيدات نادي قامشلو تمتاز بتنفيذ الضربات الحرة والتسجيل منها رغم مركزها الحالي هو كقلب دفاع، لعبت باسم نادي الجهاد قبل فترة ببطولة للسيدات بدمشق وتم استدعائها لمنتخب سوريا رهف محظوظة لأن هناك من يدعمها وهو والدها الدافع الأكبر لها بالانخراط في مجال لعبة كرة القدم، حيث أشادت بدوره وقالت: هو مثلي الأعلى ويشجعني على إكمال مسيرتي الكروية التي بدأتها قبل أربعة أعوام، ويحثني على متابعة المباريات المحلية ومشاهدة المباريات العالمية، والتركيز على تنفيذ الضربات الحرة المباشرة وينصحني بعدم الغرور والتواضع ومحبة زميلاتي في نادي قامشلو للسيدات والتحلي بالأخلاق الرياضية”. ونوهت بأنها أُجبرت على اللعب في مركز الدفاع لأنهم لا يملكون لاعبات تمتلكن الخبرة في هذا المركز، بالإضافة بحسب قوة النادي المنافس لهم في المباراة يتغير مركزها رغم إن مركزها الحقيقي هو قلب الهجوم.
وأكدت: “سأتابع طريقي في لعبة كرة القدم للوصول للنجومية، وسأضع بصمة الفتاة الكردية في الرياضة المحلية والخارجية بشكلٍ دائم”.
عائلة رياضية الأب مدرب والابن لاعب
جميل العيش وسط عائلة رياضية فهذه الحالة تمنحك الراحة التامة بعدم منع أي أحد منها ممارستك لهوايتك الرياضية أو الفنية حتى، فالكثير من الآباء أبعدوا أبنائهم عن الرياضة والفن بحجة الدراسة، والأجمل أن تكن مدرباً لابنك وهذا من الحالات النادرة طبعاً التي تحدث في عالم كرة القدم.
كسرى محمد، عمره 42 عاماً وهو من الحكام المُعَتمدين في إقليم الجزيرة وهو مدرب لابنه ويرافق ابنه أحمد في جُل تمارينه ومبارياته، كسرى من أبناء مدينة قامشلو لكن انتقل للسكن إلى مدينة رميلان منذ أكثر من 10 أعوام، وقد روى لنا تجربته مع ابنه وكيف اكتشف موهبته، ولماذا يدعمه لممارسة رياضة كرة القدم.
الأب كسرى ذكر: “نحن عائلة رياضة بامتياز وكان شقيقي لاعب كرة قدم ويلعب في مركز حارس المرمى وكان من لاعبي منتخب سوريا وهو مسعود محمد ولعب مع أندية: الجهاد، رميلان، الجيش، زاخو بباشور كردستان، ويلعب حالياً مع أحد أندية الدرجة الرابعة بألمانيا، وأنا أيضاً كنت لاعباً وكان مركزي حارس للمرمى ولاحظت بأن ابني أحمد يمتاز بصفات الحارس المميز وهو في المرحلة الابتدائية، فصقلت تلك الموهبة وشجعته على اللعب، وأعمل بكل طاقتي لكي أوفر له كل الأجواء المناسبة لمتابعة هوايته المفضلة لعبة كرة القدم، وأنا أدربه كون المنطقة تفتقر لمدربين هذا المركز ونخرج في تمارين حسب توفر الوقت لدي، علماً أنه يتدرب حالياً مع نادي الجهاد بقامشلو.
أحمد كسرى محمد يبلغ من العمر ثلاثة عشر عاماً تلك الموهبة المميزة والفتى الأنيق يلعب في مركز حارس المرمى هذا المركز الهام في تشكيلة الفريق بحيث يمثل نصف الفريق أن لم يكن كله، أحمد يلعب مع نادي جودي في دوري إقليم الجزيرة وانضم مؤخراً لتمارين نادي الجهاد رغم صغر سنه وذلك لكسب الخبرة والتعلم على اللعب مع الكبار منذ الآن.
أحمد الذي كان من الواضح على سمات وجهه المعنويات العالية ولعلى بأن مرافقة والده له دور كبير في ذلك، هذا ما أكده في حديثه لصحيفتنا: “أنا محظوظ كوني من عائلة رياضية ووالدي هو السند والدافع المعنوي لي لممارسة هوايتي وهي لعبة كرة القدم، هو ينصحني ويشرف على مِراني أيضاً غير المران مع النادي”. وأضاف بأن أي مباراة يتابعها والده تجعله يحس بقوة في داخله فيحاول أن يقدم كل ما لديه، وأن يحمي عرين مراماه وأن لا يهز شِباكه في المباراة.
وقال أيضاً: “أطمح للنجومية بكل تأكيد، ولعلى فضل والدي علي كبير ويترتب عليَّ ترجمته على أرض الواقع، وأن أكون حارساً مميزاً، بالإضافة إلى ذلك أفكر أن أكن مدرساً لمادة الرياضة في حياتي المستقبلية، وأن أكون قريباً من الرياضة أينما أحل”.
عنوان التفوق والنجاح هو الدعم والاهتمام    
نستشِف من كُل ما ذُكر بأن دور الأهل كبير جداً في دعم موهبة أبنائهم وجعلهم يخطون بثقة خطواتهم في الحياة، بالطبع الكثير من اللاعبين قد حُرموا من إكمال مسيرتهم الرياضية لأسباب مختلفة، منها منع الأهل لذلك بحجة الدراسة علماً أن اللاعب ليس شخص متخلف أو لا يمتلك الشهادات، على العكس فالكثيرين هم أطباء ومهندسين ومعلمين وإلخ…
بنفس الوقت هناك من حُرِم من الدراسة ومن ممارسة هوايته المفضلة في الرياضة بسبب الأوضاع المعيشية الصعبة وأُجبِروا على ترك الرياضة والدراسة ومساعدة عوائلهم.
إلى جانب ذلك عليَّ القول بأنه يجب على الأبناء الذين يحصلون على الدعم من أهلهم تقدير ذلك، ورده بحب والديهم والعمل على النجاح في كافة المجالات وترجمة ذلك في فائدة المجتمع بأكمله، بالإضافة لوضع بصمتهم في الحياة ليُثبِتون أنفسهم كأشخاص إيجابيون فهم كنز لوطنهم.