الشدادي/ حسام الدخيل ـ أعرب العديد من أهالي مدينة الشدادي عن رِضاهم باستخدام الطاقة الشمسية، رغم تكلفتها التي تتجاوز الـ 1000 دولار أمريكي لتركيب النظام الكامل، فيما لفتنَ إلى أن “الطاقة الشمسية أنقذت الزراعة في المنطقة”.
في ظل المشاكل المتكررة في الكهرباء النظامية وكهرباء الأمبيرات، لجأ العديد من الأهالي في منطقة جنوب الحسكة إلى استخدام الطاقة الشمسية كحلٍّ بديل للحصول على الكهرباء.
تأتي هذه الخطوة بعد أن أصبحت الانقطاعات المتكررة للكهرباء النظامية وعدم استقرار كهرباء الأمبيرات تُشكّل عبئاً كبيراً على حياتهم اليومية.
اللجوء لاستخدامها رغم تكلفتها
أعرب العديد من الأهالي عن رضاهم باستخدام الطاقة الشمسية، رغم تكلفتها التي تتجاوز الـ 1000 دولار أمريكي لتركيب النظام الكامل، ويقول المواطن “خضر الدنهو” المنحدر من قرية الحريري بريف مدينة الشدادي جنوب الحسكة: “رغم التكلفة العالية، إلا أن الطاقة الشمسية توفر لنا استقراراً في الكهرباء، وهو ما كنا نفتقِده منذ فترة طويلة”.
ويضيف: “نحن اليوم نملك الكهرباء على مدار الساعة، بعيداً عن الأعطال المتكررة التي تصيب التيار الكهربائي الحكومي، والذي إن أتى في أحسن الأحوال، لا تتجاوز تغذية الخطوط الأربع ساعات يومياً، وأيضاً، نحن بعيدون اليوم عن عنجهية أصحاب مولدات الأمبير، الذين يرون أنفسهم بمثابة وزراء للكهرباء، ويتحكمون بمصير الأهالي”.
ومشروع كهرباء الأمبيرات، هو مشروع استثماري خاص، ظهر بعد اندلاع الأزمة السوريّة، وفقدان حكومة دمشق قدرتها على تغذية المناطق بالكهرباء، حيث تمت تغذية الأحياء والقرى بالكهرباء عن طريق مولدات ضخمة أطلق عليها السوريين لاحقاً أسم “كهرباء الأمبيرات”، نسبةً إلى عدد الأمبيرات التي يسحبها كل شخص.
بين عامي 2011 و2021، تراجعت قدرة السلطات على تأمين التيار الكهربائي في سوريا بنسبة 57 في المئة، وفق تقرير للأمم المتحدة. ودفع ذلك سوريين في مختلف المناطق إلى الاعتماد، مُجبرين، على الطاقة الشمسية، لا بوصفها خياراً صديقاً للبيئة.
وعلى الرغم من توفرها بكثرة في الأسواق، وعشرات الحاويات التي تحوي معدات للطاقة الشمسية التي تدخل إلى إقليم شمال وشرق سوريا من المعابر، إلا أن نسبة السكان الذين يستخدمونها، لا تتجاوز الـ 5% من نسبة السكان، بحسب المواطن “بسام الأسعد”. والذي أكد إن هناك قسم كبير من الأهالي لا يستطيعون تركيب منظومات الطاقة الشمسية بسبب تكلفتها الباهظة.
وتُكلّف تغذية منزل بستة أمبيرات من الكهرباء مولدة عبر الطاقة الشمسية، أكثر من الـ 1000 دولار أمريكي، أي قُرابة الـ 16 مليون ليرة سوريّة. حيث يبلغ ثمن اللوح الواحد بسعة 5400 كيلو واط، قرابة الـ 100 دولار أمريكي، بينما يبلغ ثمن البطارية الأنبوبية الهندية بسعة 240 أمبير، 185 دولار أمريكي. بينما يبلغ ثمن الجهاز المفتوح بسعة 4200 كيلو، قرابة الـ 285 دولار أمريكي.
الطاقة الشمسية أنقذت الزراعة في المنطقة
بالإضافة إلى تغذية المنازل بالكهرباء، لجأ المزارعون في منطقة جنوب الحسكة إلى تغذية مشاريعهم الزراعية بمنظومات الطاقة الشمسية.
واعتاد المزارعون على ري أراضيهم عبر تشغيل مضخّات تستخدم الكهرباء أو مولدات تعتمد على المازوت المدعوم. لكن؛ سنوات الحرب وانقطاع التغذية بالتيار على وقع شحّ المحروقات ورفع الدعم عنها تدريجياً، ذلك دفع المزارعين إلى البحث عن خيارات بديلة.
ويقول المزارع “خليل الإبراهيم” المنحدر من بلدة أبو فاس جنوب الحسكة، إن الطاقة الشمسية أنقذت ما تبقى من الزراعة في المنطقة التي تعتبر سلة سوريا الغذائية.
ويضيف: “الطاقة الشمسية كانت الخيار الأفضل للمزارعين في المنطقة وخاصةً بعد قلة المحروقات الموزعة للمزارعين من قِبل لجان الزراعة، وتعتبر طاقة مستدامة وتُستهلك على مدار عدة سنوات، على العكس من محركات الديزل التي تحتاج إلى كميات كبيرة من المحروقات بالإضافة إلى الزيوت المعدنية، والأعطال المتكررة بسبب رداءة المحروقات”.