قالت هيئة الأمم المتحدة المعنية بتغيّر المناخ، هذا الأسبوع إنها ستمنح حصة أكبر من شارات الحضور لمؤتمر الأطراف التاسع والعشرين cop29، للمنظمات غير الحكومية من البلدان النامية في محاولة لجذب أصوات أكثر تنوعاً في قمة المناخ السنويّة.
قامت اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ بتعديل الخوارزمية المستخدمة لتخصيص الشارات لمجموعات المراقبين هذا العام استجابة لطلبات الحكومات لمعالجة اختلال التوازن طويل الأمد في التمثيل العالمي للمشاركين من المجتمع المدني والأوساط الأكاديمية والمجتمعات الأصلية.
قمم المناخ وعدد المُراقبين تاريخيّاً
لقد شكّل الحضور من الدول الصناعية الغنية تاريخياً أكبر مجموعة من المراقبين في قمم المناخ.
فقد جاء نصف المراقبين في مؤتمر المناخ الثامن والعشرين في دبي العام الماضي من مجموعة من دول أوروبا الغربية والولايات المتحدة وكندا وأستراليا، على الرغم من أن الدول في هذه المجموعة تمثل 12% فقط من سكان العالم.
وفي هذا الأسبوع، كتب الأمين التنفيذي لاتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، سيمون ستيل، في مقدمة كتيب للمراقبين: “نحن بحاجة إلى أن تعكس عملية مؤتمر الأطراف والمشاركة فيه حقيقة مفادها أن أزمة المناخ تضرب المجتمعات في كل جزء من العالم”.
ترحيب دول الجنوب بالإصلاحات
ورّحب النشطاء في الجنوب العالمي بالإصلاحات، في حين أعربت بعض المجموعات الخضراء في الشمال العالمي بهدوء عن مفاجأتها وخيبة أملها إزاء التخفيضات الكبيرة في حصصها المخصصة والطريقة التي تم بها تنفيذ التغييرات.
قال مدير مركز أبحاث “باور شيفت أفريكا” ومقره نيروبي في كينيا محمد أدو: “أخيراً، حصلنا على توزيع أكثر عدالة لشارات المراقبين”، مضيفاً “من الطبيعي أن يتمكن الأشخاص من البلدان الأكثر عرضة لأزمة المناخ من حضور الاجتماعات التي من المفترض أن تعالج احتياجاتهم”.
لفترة طويلة للغاية، كانت الغالبية العظمى من شارات مؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغيّر المناخ من نصيب أشخاص من جزء صغير من العالم، ولكنه يعاني من انبعاثات عالية بشكلٍ غير متناسب.
قالت ستيلا هيرشمان: إن مرصد المناخ، وهو مركز الأبحاث البرازيلي الذي تعمل به، “حصل لأول مرة على عدد من الشهادات يقترب مما طلبناه”، وتابعت “بغض النظر عن عدد الشارات التي طلبناها في السنوات السابقة، لم يحصلوا إلا على واحدة أو اثنتين، ولكن هذا العام، طلبوا ثماني شارات وحصلوا على سبعة”.
وقالت هيرشمان: “أعتقد أننا سنرى هذا العام مشاركة المزيد من بلدان الجنوب العالمي في المفاوضات”.
رسالة شكوى
ومع ذلك، فقد صُعقت بعض مجموعات الشمال العالمي بحجم التغييرات وتأثيرها على قدرة عامليها على الوصول إلى قمة المناخ.
ومازالت العديد من المنظمات المناخية التي تتمتع بحضور كبير تاريخياً في مؤتمرات المناخ لم تتلقَ حتى الآن سوى عدد قليل من تصاريح حضور مؤتمر المناخ التاسع والعشرين، أو في الحالات الأكثر تطرفاً شارة واحدة فقط لكل منها.
رئيس منظمة Citizens’ Climate International جوزيف روبرتسون التي تتخذ من الولايات المتحدة مقراً لها، والتي تدرب المتطوعين على الضغط على ممثليهم السياسيين، وهو يقود وفداً مشتركاً مع منظمات شريكة تحصل عادةً على نحو 12 شارة، بعضها يمنحها لنشطاء من بلدان الجنوب العالمي، ولكن هذا العام، حصلت المنظمة على شارتين فقط، وبالتالي اضطرت إلى إعادة النظر في خططها للقمة.
وبيّن متحدث باسم اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ إن “مجموعة أوروبا الغربية ودول أخرى” حصلت على 40% من العدد الإجمالي لشارات المراقبين في التخصيص الأولي لمؤتمر الأطراف التاسع والعشرين، والذي تم في آب/ أغسطس.
أعرب أكاديمي مُقيم في الولايات المتحدة وهو منسق دائرة الأبحاث والمنظمات غير الحكومية المستقلة (RINGO) – إحدى أكبر مجموعات المراقبين – عن مخاوفهم.