No Result
View All Result
المشاهدات 0
بيريفان العمر –
عانت شعوب الشرق الأوسط من ظلم الأنظمة الديكتاتورية القمعية، وبخاصة الشعب الكردي الذي بقي دائماً عرضة للإنكار والإبادة الثقافة والمجازر الجماعية والهجرة والفقر والحرمان، حيث يقول القائد والمفكر الكردي عبد الله أوجلان: “سنعيد بناء نظام جديد لإدارة الشعوب الحرة، والذي يمكنه أن يحوّل الشرق الأوسط إلى شرق أوسط جديد وديمقراطي تسود فيه العدالة والمساواة”.
لأن أساس هذا المفهوم هو العيش المشترك وإخوة الشعوب والمساواة بين شعوب ومكونات المنطقة، بحيث يُدير الشعب نفسه بنفسه، ويعمل على إيجاد المساواة والعدالة الاجتماعية والحفاظ على حقوق جميع الشعوب والمكونات بعيداً عن ذهنية التفرقة العنصرية والقوموية والشوفينية، وبناء مجتمع أخلاق سياسي أيكولوجي مستند إلى نظام كونفدرالي ديمقراطي على أساس مفهوم الأمة الديمقراطية، هذا المفهوم الذي سيخلق مفهوماً جديداً لتاريخ الشرق الأوسط.
ومفهوم الأمة الديمقراطية مفهوم اقتصادي كومينالي وهو الحل الأنسب لجميع شعوب المنطقة، وهو مفهوم فكري مُستنبط من الواقع الذي تعيشه الشعوب في هذه المنطقة، حيث حلل فيه القائد جميع الأمور التي تتعلق بتغيير ذهنية الشعوب وبالأخص ذهنية الشعب الكردي، ومن هنا نقول بأن الشرق الأوسط من أكثر مناطق العالم قابليةً لتحقيق مشروع الأمة الديمقراطية؛ لأنه من المناطق التي تمتلك أرضية خصبة وتتقارب فيها شعوبها وتتمازج ثقافاتهم وأديانهم ومعتقداتهم المختلفة. على اعتبار أن المفهوم القومي هدفه ربحي صرف يستند إلى ذهنية آلية التحكم بالسوق ولقمة عيش المجتمع ويهدد ثقافته ولغته، ومن خلاله تتحوّل جميع مؤسساته وكأنه معبد تُعبد فيها السلطة، كي تستطيع السيطرة على عقول وقلوب وآمال جميع شرائح المجتمع، وذلك عن طريق زرع الخوف والرعب والسيطرة على أذهانهم بالشعارات الجميلة الخالية القيّم.
وأخيراً بإمكاننا القول؛ إن الحل الأمثل للتغلب على جميع هذه المشاكل هو تنظيم المجتمع نفسه بنفسه بكل شرائحه وأديانه ومذاهبه وثقافاته عبر آلية اللجان والمجالس والكومونات ويجب أن تنطلق الإدارة من القاعدة إلى الهرم؛ أي يكون الشعب المصدر الأساسي الذي تصدر عنه القرارات، كما يجب أن تكون الإدارة للمجتمع نفسه وأن يشارك الجميع في صنع القرار، دون تمييز في اللون والعرق والجنس واللغة والدين والمذهب، ولا يتحقق ذلك إلا عن طريق تطبيق مفهوم الأمة الديمقراطية الذي سيكون الحل لجميع القضايا العالقة في منطقة الشرق الأوسط.
No Result
View All Result