يقول علماء الآثار والأنثربولوجيا إن مصطلح “ميثوس” في اللغة اليونانية يعني “حكاية”, وكلمة ” أسطورة” في اللغة العربية مأخوذة ومقتبسة من كلمة – هستوريا (Historia) اليونانية التي تعني في العربية حكاية أو قصة، إلا أن كلمة أسطورة تعني حكاية غير واقعية أو عكس الحقيقة. وفي حقيقة الأمر أن مصطلح وكلمة /Historia/ تعني في اللغتين اللاتينية والعربية – تاريخ و/الكلمة/ أصبحت بحد ذاتها علماً، ومن هنا أصبحت كلمة/ميثوس/ اليونانية المترجمة إلى العربية بعكس /لوغوس/ أو كلمة/هستوريا/ والبعض يلفظها ويكتبها/استوريا/ . فهي تعني شيء لا وجود له في الواقع بمعنى أنها خرافة أو /خروفة/ ومصطلح /مثيلوجيا/ تعني الأساطير.
منذ منتصف القرن العشرين المنصرم قام علماء الغرب ينظرون نظرة مختلفة، فأخذوا بنظرة جديدة وأفرغوا لفظ/ ميثوس/ من معناه القديم كقصة خرافية، وكإعادة اعتبار أعطوه معنى يتوافق ونظرة الشعوب القديمة له، ومع فهم المجتمعات القديمة لمثل هذه القصص التي عاشتها كقصص حقيقية عاشتها فعلاّ، وكقصص لها قدسية يحتذى بها، وذات مغزى وأبطالها إلهة يحملون صفة إلوهية وأخرى إنسانية، وقوى خارقة وبشر من الواقع متفوقون. وقد تكون نظرة تصور بشري، وانعكاس لظروف طبيعية واجتماعية..
وعطفاً على ما سبق من كلام، فالأسطورة هي نص أدبي دوِّن (بتشديد حرف الواو) في أبهى حلة فنية ممكنة. على أنها صيغة لها تأثير كبير في النفوس، وهي ذات موضوعات شمولية كبرى مثل الخلق والتكوين وأصول الأشياء والموت والعالم الآخر، ومحورها الآلهة وأنصاف الآلهة. وتنتقل الأسطورة كقصة عن طريق التقليد الشفهي.. اما الحكاية الشعبية التي هي في الذاكرة الشعبية “الخروفة”, فهي كالخرافة لا تحمل طابع القداسة. ولا دور للآلهة فيها، كما أن الخرافة لا تتطرق إلى موضوعات الحياة الكبرى كما في الأسطورة. ولا شأن فيها لقضايا الانسان المصيرية، بل حدودها الحياة اليومية والحالات الدنيوية العادية. وأحياناً نجد تداخل الحدود بين المنتجات الفكرية مثل الحكاية الشعبية، والخرافة، والحكم، والأمثال الشعبية، بحيث أنها تسجل وتلعب دوراً ثقافياً مثل الدور الذي تلعبه الأسطورة بشكل أقل تأثيراً وتأييداً. أما أبطال المنتجين الفكريين المتشابهين الحكاية الشعبية والخرافة هم من الانس أو الجن ولا دور للآلهة فيها وهذا هو الفرق بين الحكاية الشعبية والأسطورة، فالأسطورة وخاصة اليونانية تمجد الآلهة والآلهة عند اليونان لها صفتان صفة إلوهية وصفة بشرية، وهنا نجد مساحة واسعة للعقل الفاعل. لأن العقلانية هي السمة المميزة والحاسمة للبشر. ومع ذلك يبقى الفرق بين الأسطورية والحكاية غير واضح بالنسبة للإنسان المعاصر، فإن كلا النوعين القصصيين من السرد يخبران المعجزات الخارقة، وأن مغامرات الأبطال، من بشر وحيوان وآلهة، الموهوبين بصفات خارقة للطبيعة.. وللأسطورة صيغة مؤثرة في الذات مما جعل لها أتر على الأدب والشعر، وخلقت الاسطورة فنوناّ ثانية كالمسرح الذي بدء أعماله بتمثيل الأساطير الأولية أثناء الأعياد الدينية. كما دفعت فنوناً أخرى إلى الظهور مثل “الموسيقا” و”الغناء”.. وبشكل عام؛ فإن تعبير الأسطورة يمتزج في أذهان الكثر من البشر بتعبير الحكاية الشعبية و”الخرافة” رغم البعد بينهما.