سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

الأزمة السورية بين الحوار والمساومة

مركز الأخبار ـ قال عضو الهيئة السياسية في مجلس سوريا الديمقراطية، حكمت حبيب، بأن القمة الروسية الأمريكية المقبلة سينجم عنها اتفاقيات ستنعكس على الأراضي السورية وستخرج إيران من سوريا مقابل سيطرة روسيا والنظام على إدلب، مشيراً بأن انهيار الدولة التركية بات وشيكاً بعد تحولها لدولة استبدادية.
تصريحات عضو الهيئة السياسية بمجلس سوريا الديمقراطية، حكمت حبيب، هذه جاءت خلال لقاء حصري مع وكالة أنباء هاوار، بخصوص التطورات الأخيرة التي يشهدها الجنوب السوري من اتفاقيات بين النظام السوري وما يسمى «المعارضة المسلحة» بوساطة روسية، والانتخابات التركية الأخيرة وانعكاساتها على الأزمة السورية.
ورداً على سؤال حول المتغيرات التي يشهدها الجنوب السوري من اتفاقيات وإخراج المجموعات المرتزقة المسلحة باتجاه الشمال، قال حبيب: «لقد قلنا منذ البداية بأن مناطق ما يسمى خفض التصعيد ماهي إلا امتيازات دول، ودليل ذلك ما يحدث الآن على الأرض في الجنوب، حيث أن إسرائيل سمحت للنظام السوري بالتقدم في الجنوب بعد الاتفاق مع روسيا لإبعاد إيران عن المناطق الحدودية».
ويرى السياسي، بأن المرحلة المقبلة ستشهد إبعاد إيران عن المشهد السوري بشكل كامل، مضيفاً: «بحسب مجريات الأحداث؛ فإن هناك اتفاق ضمني بين الولايات المتحدة وروسيا لإبعاد إيران عن الملف السوري وحصل ذلك بتعهد روسي للولايات المتحدة وإسرائيل، الأمر الذي سيؤدي لخلافات بين روسيا وإيران». ونوه حبيب، بأنهم كمجلس سوريا الديمقراطية يأملون بحل للجنوب السوري لتجنيب المدنيين المزيد من القتل والدمار، خصوصاً مع إدراك ما يسمى «المعارضة» بأنها لا تستطيع مواجهة النظام وروسيا ولكنها بقيت متعنتة ورفعت من سقف مطالبها باعتبارها تمثل أجنده خارجية وليست صاحبة قرار. وشهدت الآونة الأخيرة، في الجنوب السوري وخصوصاً محافظة درعا اتفاقية أخرى بين النظام السوري والمجموعات المسلحة المعارضة بوساطة روسية، تقضي بإخراج المجموعات المسلحة من الجنوب والتوجه إلى الشمال السوري.
كما أشار حكمت حبيب في حديثه، إلى أن «القمة الروسية الأمريكية التي ستقام خلال الأيام القليلة القادمة سيكون لها انعكاسات على الأزمة السورية وستأخذ الولايات المتحدة تعهدات من روسيا لإبعاد إيران عن المنطقة وبالمقابل إطلاق يد روسيا ربما للسيطرة على إدلب في المرحلة المقبلة».
وستشهد العاصمة الفنلندية هلسنكي يوم 16 تموز المقبل، قمة روسية أمريكية للتباحث حول العديد من الملفات ومن أبرزها الأزمة السورية. وعن أهمية الحوار السوري ـ السوري، قال حبيب: «نحن مستعدون للحوار لتحقيق تطلعات الشعب بحياة كريمة حرة وبناء نظام ديمقراطي لامركزي يتوافق عليه السوريون تحت أي عنوان».
وأوضح حكمت حبيب: «بعد انعقاد مؤتمر مجلس سوريا الديمقراطية خلال هذا الشهر نأمل أن ننطلق بحلة جديدة وصيغة عمل جديدة ونتجه نحو الحوار والتواصل مع القوى في الداخل السوري بعيداً عن القوى الخارجية وما طرح في جنيف وآستانة، لأننا ندرك بأن الحل الوطني والحوار هو الوحيد للأزمة السورية». وبخصوص انتهاك الدولة التركية لسيادة الدول المجاورة واحتلال أراضيها، لفت حبيب قائلاً: «الدولة التركية متجهة من دولة علمانية شبة ديمقراطية إلى دولة استبدادية، الأمر الذي سيفضي إلى تحرك الشارع التركي عاجلاً أم آجلاً، وما حدث من استهداف لقنديل ومناطق شرق العراق كان بمثابة دعاية إعلامية وترويج للانتخابات». وبيّن حبيب: «أدخلت تركيا المرتزقة إلى سوريا بصفقة قبضت ثمنها من المجتمع الدولي وخصوصاً الدول الغربية، وبدلت مسمياتهم خلال الفترة السابقة ولكنها ستتخلى عنهم في النهاية».
وأشار إلى أن «العلاقة بين روسيا والولايات المتحدة تكتيكية وليست استراتيجية وحكومة العدالة والتنمية هي جزء من أدوات المشاريع الجديدة في المنطقة بعد تحولها إلى نظام رئاسي، الدولة المركزية ستفضي بتأجيج الصراع الداخلي وستنتقل من حالة الاستقرار إلى الانهيار ولا سيما الانهيار الاقتصادي أولاً وذلك واضح للجميع».
وفي السياق السوري ذاته؛ وضحت إلهام أحمد إلى أن هنالك محادثات تجري في الوقت الحالي بين مسؤولين من النظام والمجالس المحلية لمدينة الطبقة لإعادة خبراء وموظفي السد للعمل مع إدارة السد، وأكدت أن من الممكن أن تستمر المحادثات لتشمل مجالات خدمية أخرى.
في تصريح خاص للرئيسة المشتركة لمجلس سوريا الديمقراطية إلهام أحمد لوكالة أنباء هاوار عن الوضع الحالي في مدينة الطبقة ومدى صحة تسليم سد الطبقة للنظام وعودة مؤسسات الأمن للمدينة قالت: «منذ فترة ويتم تداول معلومات على مواقع التواصل الاجتماعي، منها تابعة للنظام ومنها لأطراف أخرى حول تسليم مدينة الطبقة للنظام، نعم بالأساس نحن لم نسلك طريق العسكرة لحل قضايانا مع النظام، بل الحوار كان ولا زال خيارنا الأصح لحل كافة القضايا، لكن عندما تعرضنا لهجوم دافعنا عن نفسنا، لذلك من البديهي أن تبدأ المحادثات حول القضايا الخدمية الضرورية بالنسبة لشعبنا، وسابقاً كنا قد صرحنا أن الثروات الطبيعية هي ملك لكل السوريين، من حق الجميع أن يستفيد منها». وبينت إلهام أحمد إلى أن حقيقة ما يجري الآن هو أن هنالك محادثات تجري بالمستوى المحلي، مسؤولين عن المؤسسات الخدمية من طرف النظام ومسؤولين في المجالس المحلية لمدينة الطبقة ومؤسساتها الخدمية، يتم التفاهم في تلك المفاوضات على أن يعود موظفو السد القدماء والخبراء للعمل مع إدارة السد التابعة للإدارة المدنية لمدينة الطبقة، وإعادة تأهيل السد وتصليح أعطابها.
وأكدت إلهام أحمد: «إن هذه المفاوضات هو أمر طبيعي لأنه يخدم السوريين، وقد تستمر هذه المحادثات لتشمل مجالات أخرى خدمية، أما ما يخص الملف الأمني فهو ملف حساس جداً، يتعلق بالقضايا القومية، وتحقيق الديمقراطية. فهو غير مطروح على طاولة المحادثات. وما يتم الترويج له ورجوع المربعات الأمنية بعيد عن الصحة».