روناهي/ قامشلو- أصدرت هيئة التربية والتعليم في شمال وشرق سوريا قراراً ببدء العام الدراسي الجديد لعام 2020-2021 رسمياً بتاريخ 4/10/2020 في جميع مناطق شمال وشرق سوريا، وعلى ضوء هذا القرار اتخذت هيئة التربية والتعليم بإقليم الجزيرة إجراءات احترازية من أجل وقاية الطلبة من جائحة كورونا.
استمراراً لسير العملية التعليمية ومنعاً لحصول الركود التعليمي في المنطقة ستعاود مدارس شمال وشرق سوريا افتتاح أبوابها أمام الطلاب للبدء بعام دراسي جديد من الممكن أن تكون من أصعب من الأعوام السابقة, فكيف ستكون آلية العودة إلى المدرسة في ظل انتشار جائحة كورونا؟!
خطوات احترازية قبل بدء المدارس
لمعرفة المزيد حول افتتاح المدارس والإجراءات التي يتخذها كوادر التعليم ومخاوف أهالي الطلاب، أجرت صحيفتنا استطلاعاً للآراء التقينا من خلاله مع ناديا سليمان من أهالي قامشلو والأم لطالبين في المدارس الابتدائية التابعة للإدارة الذاتية الديمقراطية، حيث عبرت عن أهمية عودة أطفالها للمدارس بأن متابعة سير العملية التربوية والتعليمية أصبح ضرورة فائقة لامتداد فترة ابتعاد الطلاب عن تعليمهم، وبذلك تراجعت مستوياتهم في جملة المواد المدرسية مما أدى إلى تراكم وركود المعلومات في أذهانهم.
وتابعت: “من المؤكد أننا نواجه مخاوف عدة بخصوص احتمال تعرض أطفالنا للإصابة بفيروس كورونا عند عودتهم إلى مقاعدهم المدرسية، ولدينا تساؤلات ما إن كانت المدارس مستعدة بالشكل الكامل لاستقبال الأطفال في ظل الجائحة المنتشرة على نطاق واسع في مناطقنا, ولكن بالرغم من كم الأسئلة من المخاوف إلا أننا لا نستطيع إبعاد أطفالنا عن المدارس أكثر من ذلك, فالحلول الأولية التي طبقت على أرض الواقع خلال العام المنصرم قبل انتهاء العام الدراسي من إكمال العملية التعليمية عن طريق الإنترنت (أونلاين) إلى جانب الجزء الإيجابي منه إلا أنه لم يكن كافياً بالنسبة لأطفال بحاجة إلى التعليم بشكل مباشر بينهم وبين مدرسيهم، الشيء الذي كان يرسخ المعلومة في أذهانهم بالشكل الأوضح, فقد واجهتنا الكثير من التحديات في بداية تجربة التعليم عن بعد”.
واختتمت ناديا سليمان حديثها متأملةً بأن يكون قرار العودة إلى المدارس هو القرار الصائب، وقالت: “لأنني أرى أن طريقة التعليم المباشر هي الأفضل بالنسبة لطلاب المرحلة الابتدائية ونأمل من كوادر التعليم والمدرسين أن يكونوا على قدر مسؤولياتهم اتجاه أبنائنا, وأن تتم عمليات تعقيم المدارس على أكمل وجه لدفع هذه المخاطر عن الجميع ويتكلل العام الدراسي بالصحة التامة والنجاح لأطفالنا”.
في ذات السياق أشارت الإدارية في مدرسة محمد سليم خلف في مدينة قامشلو للمرحلة الابتدائية خاني عيسى إلى حرص الإدارة على تعقيم المدرسة قبل أن تعاود افتتاحها أمام الطلاب، حيث حدثتنا عن حملة التعقيم التي قامت بها كافة المعلمات في المدرسة بأنفسهن، حيث أوضحت بأنهن طالبن بتعقيم المدرسة من قبل المراكز المخصصة لحملات التعقيم وتجنباً لتأخر وصول الدور للمدرسة، وعدم استضافة الطلبة بدون تعقيم المدرسة والصفوف فقد عقمنها بأنفسهن.
ونوهت بأنه إلى جانب التعليم فإن تنظيم أعداد الطلبة في الصفوف سيتغير، وأردفت: “لن يتواجد في الصف الواحد أكثر من 15 طالباً ليكون لكل منهم مقعده الخاص به، تجنباً لتقاربهم في الصفوف وللحفاظ على المسافة الضرورية لتفادي مخاطر الإصابات عنهم, كما وستبقى حملات التعقيم قيد التفعيل مدى العام الدراسي، مضيفة إلى أنهم طالبن هيئة التربية والتعليم في إقليم الجزيرة بضرورة تزويد المدارس بالمعقمات والكمامات للطلبة لتوزيعها في الأيام المقبلة.
واختتمت الإدارية في مدرسة محمد سليم خلف في مدينة قامشلو للمرحلة الابتدائية خاني عيسى حديثها بالقول: “يقضي الأطفال وقتهم في المدارس مع أساتذتهم أكثر من أهاليهم في بيتوهم كما ويتأثرون بدور المعلمات وتأثيرهم عليهم، لذلك فإن متابعة العملية التربوية أصبحت ضرورية، والمحافظة على سلامة الطلبة بات من أولوياتنا، لذا فإن كافة المدرسين/ات في المدرسة مستعدون للبدء بعام دراسي ربما سيكون من أصعب الأعوام الدراسية التي ستمر عليهم لأنهم بالإضافة إلى واجباتهم في التعليم فإنهم سيقومون بدور الحماية والتوعية أيضاً ليكون واجبهم متكاملاً، ونأمل لكافة الطلاب والمعلمين السلامة والنجاح”.
التوعية خير من ألف علاج..
وفي السياق ذاته حدثتنا المعلمة شافعة محمد معبرةً عن علاقتهم بالتلاميذ داخل الصفوف المدرسية بعلاقة الأم مع أبنائها، وذكرت: “كما تعتني الأم في المنزل بكل ما يخص سلامة عائلتها هكذا نجد أنفسنا أمام طلابنا في المدارس, لكن انتشار هذه الجائحة أبعدهم عن الجو التعليمي لطول مكوثهم في المنزل ذلك ليس فقط نحن من واجبنا توعيتهم لأنه كان لأهاليهم النصيب الأكبر من الوقت معهم في المنازل، لذلك نتمنى أن يكون لدى أبنائهم شيئاً من الحذر والتوعية حول التباعد واتباع سبل النظافة الشخصية ليكون دورنا مع دورهم بمثابة درع توعوي سيبعدهم عن الإصابة سواءً من الجائحة نفسها أو من أوبئة أخرى لأن الوقاية خيرٌ من ألف علاج”.
وبهذا الصدد نوهت الرئيسة المشتركة لهيئة التربية والتعليم في إقليم الجزيرة روهات خليل سبب تأخر افتتاح المدارس عن موعد القرار الأول الصادر بهذا الشأن في الأول من الشهر التاسع للعام الحالي، إلا أن الموعد المقترح تأجل إلى الرابع من الشهر القادم للعام الحالي بقرار صادر من هيئة التربية والتعليم بشمال وشرق سوريا بالتنسيق مع هيئة الصحة.
وأكملت روهات: “نفذت خطط العمل التي درست من أجل تعقيم كافة مدارس الإقليم بالتعاون مع البلديات، وإصدار قرار بضرورة عدم تجاوز الصف الواحد 15 طالباً, وعقمت 2225 مدرسة وقسمت صفوفها على الدوامين الصباحي والمسائي”.
ووضحت روهات بأن تاريخ بدء العام الدراسي أو تأجيله ليس بالأمر المستبعد، فهو مرتبط بحسب ما تؤول إليه الأوضاع في المنطقة من زيادة عدد الإصابات بفيروس كورونا أو تقلصها وسرعة انتشارها وما إلى ذلك.
مبينةً بأنهم يعملون على تطوير الناحية التكنولوجية والتعليمية لقسم التعليم الإلكتروني أيضاً من باب الضرورة أو الحاجة المفاجئة إليها، حيث ستعرض الدروس أيضاً على شاشة قناة روج آفا أو عبر النت.
اختتمت الرئيسة المشتركة لهيئة التربية والتعليم بإقليم الجزيرة روهات خليل حديثها قائلةً: “تعرض التعليم في الفترة الأخيرة للكثير من الظروف الصعبة والتحديات بمناطقنا، إلى جانب الأوضاع السياسية غير المستقرة والهجمات الخارجية على سري كانيه/ رأس العين, وكري سبي/ تل أبيض، وتلاها ظهور الجائحة التي اجتاحت معظم مناطق العالم، الشيء الذي عاد سلباً على الطلاب أيضاً، وتفادياً لذلك نحاول بكافة السبل أن نطور نهج التعليم وتوسيع آفاقه قدر المستطاع، ونأمل من العائلات أن تمنح أبناءها الشي نفسه من التوعية وصولاً بهم إلى أعلى مستويات النجاح والتعليم”.