أرجع مسؤولون في الإدارة الذاتية ونشطاء مدنيون في الرقة ازدياد أعداد المتسولين في المدينة خلال شهر رمضان إلى البطالة وقلة فرص العمل، مشيرين إلى ضرورة تضافر جهود عدة أطراف معنية لمعالجة هذه المشكلة الاجتماعية التي تفاقمت خلال سنوات الحرب.
قال الرئيس المشترك للجنة الشؤون الاجتماعية والعمل في مجلس الرقة المدني عبد السلام حمسورك لـ “نورث برس” إن “ظاهرة التسول غريبة في مجتمعنا، وإن وجدت سابقاً فهي قليلة، قياساً بها بعد الحرب”، ويعزي السبب وراء ازدياد عدد المتسولين إلى “العوز وقلة فرص العمل”.
ضرورة زيادة عدد المشاريع الاقتصادية
وأشار حمسورك إلى أن حل ظاهرة التسول يكمن في زيادة عدد المشاريع الاقتصادية، وتوفير فرص عمل وتضافر جهود جميع المؤسسات، معتبراً أن منظمات المجتمع المدني معنية أيضاً بالتصدي لهذه الظاهرة والسعي للحد منها، على حد قوله.
ولا تمتلك لجنة الشؤون الاجتماعية والعمل أيّة إحصاءات دقيقة حول عدد المتسولين في الرقة، في حين تقول إنها تعد خطة بالتنسيق مع بعض الجمعيات والمنظمات لمتابعة أوضاع المتسولين، ومعرفة مدى احتياجاتهم، والأسباب التي دفعتهم للتسول، بحسب ما أوضحه حمسورك.
وأضاف الرئيس المشترك للجنة الشؤون الاجتماعية والعمل في مجلس الرقة المدني عبد السلام حمسورك بالقول: “لكن منذ البدء بإجراءات الوقاية من انتشار فيروس كورونا المستجد وفرض حظر التجول في شمال شرق سوريا، انصب عمل اللجنة باتجاه تقديم المساعدات الإغاثية والمعونات للمحتاجين”.
من جانب آخر نوه مسؤول التواصل في مركز الدعم المجتمعي (جهة غير حكومية)، عبدالله الخليل إلى أن “أهم أسباب انتشار ظاهرة التسول هي البطالة، وقلة فرص العمل، وقدوم نازحين كثر إلى الرقة”، حيث لم يعد بمقدور الناس معرفة من هو فعلاً بحاجة للمساعدة، ومن يتخذ من التسول كمهنة”، على حد قوله.
الحاجة لعمل وتنسيق كبيرين
وبحسب الخليل، فإن منظمات المجتمع المدني، غير قادرة بمفردها على معالجة الظاهرة، “بسبب ازديادها وانتشارها، لذا فإن السيطرة عليها، بحاجة لعمل وتنسيق كبيرين، لمعرفة من هم فعلاً بحاجة للمساعدة”.
وتشهد معظم المناطق السورية انتشاراً لظاهرة التسول بعد نحو عشرة أعوام من الحرب وتحول نصف عدد السكان إلى نازحين ولاجئين داخل وخارج البلاد.
ويرى خبراء اقتصاد أن الأزمة التي تعيشها سوريا منذ العام 2011، أدت إلى أن يعيش أكثر من 80% من السوريين تحت خط الفقر.