سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

ارتفاع سعر الفروج يُثير استياء السكان في إقليم شمال وشرق سوريا ودعوات لمقاطعته لحين عودة الأسعار

روناهي/ محمد حمود ـحسام الدخيل ـ

ارتفاع سعر الفروج يُثير استياء المواطنين ودعوات بمواصلة حملة مقاطعة “الفروج” لحين عودة الأسعار، ومطالب بفرض رقابة صارمة على أسعار الفروج والضغط على التجار؛ فيما حذّر اتحاد الأطباء البيطريين في سوريا من جائحة سيُسببها “الصوص التركي” المُهرب.
شهدت أسواق شمال وشرق سوريا ارتفاعاً مفاجئاً في سعر الفروج، حيث قفز السعر من 30 ألف ليرة سوريّة إلى 45 ألف ليرة للكيلو الواحد. هذا الارتفاع الكبير أثار استياء السكان المحليين، وخاصةً إن الفروج آخر ما تبقى لهم من اللحوم، بعد الارتفاع الكبير بأسعار اللحوم الحمراء.
فيما سجلت أسعار الفروج الحي انخفاضاً ملحوظاً في محال بيعها بمدينة الحسكة؛ وذلك بعد بدء المقاطعة التي نادى بها بعض نشطاء مواقع التواصل الافتراضي داخل المدينة.
يذكر أنه مع بدء المقاطعة كان سعر الفروج قد تراوح بين 43 ألف و47 ألف للكيلو الواحد، فيما انخفض إلى 40 ألف مع أول أيام المقاطعة في مدينة الحسكة.
المقاطعة كفيلة بخفض الأسعار
وبحلول عصر اليوم الثاني للمقاطعة (29 تموز 2024) كان سعر الكيلو الواحد قد انخفض حتى 32 ألف، فيما يطالب ناشطون باستمرار المقاطعة؛ بينما أكد باعة للمادة أن يومين آخرين من المقاطعة كفيل بخفض سعر الكيلو الواحد حتى 20 ألف.
يأتي هذا التحرك، في حين يؤكد الباعة في محال الفروج أن المتحكم الأوحد بالأسعار هم تجار الدواجن؛ وإن هوامش أرباح الباعة تنحصر في عملية ذبح وصلي الدجاج؛ خاصةً في الفترة الأخيرة.
إلى ذلك؛ أكد المواطن من مدينة الحسكة؛ “عيسى بشار” إن سعر الكيلو غرام الواحد من الفروج وصل في بعض محلات المدينة إلى 47 ألف ليرة سوريّة في الفترة الأخيرة.
كما أضاف: “لا توجد رقابة من قبل المؤسسات المعنية في الإدارة الذاتية الديمقراطية لأسعار الفروج في الأسواق؛ والأمر تُرِك لرغبة التجار في جني أكبر قدر ممكن من الأرباح”.
وطالب عيسى بشار بفرض رقابة صارمة على أسعار الفروج في الأسواق؛ وذلك عبر الضغط على التجار الذين يتحكمون بأسعاره.
ارتفاع أسعار الفروج بنسبة تتجاوز 50%
وفي مدينة الشدادي أيضاً، ارتفاع سعر الفروج يثير استياء السكان ودعوات لمقاطعته لحين عودة الأسعار. تذمّر السكان المحليين في مدينة الشدادي، وأعرب العديد من السكان عن استيائهم من هذا الارتفاع المفاجئ، مشيرين إلى أن هذا الأمر يُزيد من الأعباء المالية على الأسر، خاصةً في ظل الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها المنطقة.
يقول “علاء الخلف” وهو أحد سكان مدينة الشدادي جنوب الحسكة: “لم نعد نستطيع تحمل هذه الأسعار، الفروج كان أملنا الوحيد من اللحوم، والآن أصبح من الصعب شراؤه”.
ويضيف: “ارتفع سعر الفروج خلال أيام بنسبة تتجاوز الـ 50 بالمئة، حيث كان يباع الكيلو الواحد منه بسعر 30 ألف ليرة، بينما السعر اليوم وصل في بعض المحال إلى 48 ألف ليرة سوريّة، أي إن فروجة صغيرة بوزن كيلوين سيصل ثمنها إلى مئة ألف ليرة سوريّة، وهذا الرقم كبير جداً بالنسبة للأهالي، فالجميع هنا من ذوي الدخل المحدود، أي إن الفروج سيختفي نهائياً من السِفرة في حال استمرت على الأسعار على ماهي عليه اليوم”.
الماجي هو الحل
“ما حصّلنا لحم، كمان ما نحصّل مرقة”، بهذه الكلمات ختم “علاء الخلف” حديثه، في إشارة منه إلى أنهم سوف يلجؤون خلال الفترة الحالية إلى استخدام مرقة الدجاج “الماجي”، كحل إسعافي لحين انخفاض أسعار الفروج، أو كما يقال بالعامية “شم ولا تذوق”.
إغلاق المعابر السبب في ارتفاع الأسعار
وفي حديث مع “عمر الإبراهيم”، وهو صاحب محل لبيع الفروج، أكد أن التجار يعزون هذا الارتفاع إلى إغلاق المعابر الداخلية ونقص الكميات الواردة إلى إقليم شمال وشرق سوريا.
وأردف إلى: “نحن كباعة نحاول توفير الفروج بأفضل الأسعار الممكنة، ولكن نقص الكميات المتاحة يجعل من الصعب علينا الحفاظ على الأسعار القديمة، وخاصةً إن أسعار الجملة ارتفعت بشكلٍ جنوني، حيث يصل سعر الكيلو الواحد من تاجر الجملة إلى أكثر من 40 ألف ليرة سوريّة، ونحن محددين بهامش ربح بسيط، هذا الهامش نحن نربحه في حال كان سعر الكيلو عشرة آلاف أو إن وصل إلى 80 ألف ليرة”.
وزاد: “نحن كباعة تضررنا أيضاً من مسألة ارتفاع الأسعار، فمعظم الباعة أغلقوا محالهم لحين استقرار السعر أو عودته إلى مستواه الطبيعي، والبعض الآخر شبه انعدمت حركة البيع والشراء لديهم، وهذا بالطبع يعود بالضرر عليهم بدرجة كبيرة فقد انقطع مصدر رزقهم”.
جولات من مكاتب التموين على محلات بيع الفروج
 من جانبها، أكدت الرئيسة المشتركة لتموين الشدادي “سهام العضيب”، أنهم قاموا بعدة جولات على محال بيع الفروج، وتم تنظيم عشر مخالفات بحق المخالفين. وقالت: “نحن نعمل جاهدين لضبط الأسعار ومنع الاستغلال، ونسعى لتوفير الفروج بأسعار معقولة للمواطنين”.
وأشارت إلى أن الارتفاع المفاجئ في الأسعار يعود إلى نقص كميات الفروج الواردة إلى المنطقة نتيجة إغلاق المعابر.
وأكدت إن هناك تعميم صادر من لجان التموين، كان قد حدد سعر مبيع الكيلو الواحد من الفروج بمبلغ 28 ألف ليرة سوريّة، إلا أنهم لا يستطيعون العمل به حالياً ومخالفة أصحاب المحال على هذا الأساس، حيث أن سعر الجملة يفوق هذا السعر بكثير.
ولفتت إلى أن نسبة كبيرة من أصحاب محال بيع الفروج قد عزفوا عن بيعه في الفترة الحالية، فيما لجأ القسم الآخر ممن يملكون مبردات إلى بيع الفروج المقطع “فروج بالقطعة”، لحين عودة الأسعار إلى ما كانت عليه.
حملات لمقاطعة الفروج
وفي هذا الصدد أطلق ناشطون على مواقع التواصل الافتراضي حملة لمقاطعة الفروج، احتجاجاً على ارتفاع أسعاره، وأكدوا على استمرارهم في هذه الحملة لحين عودة السعر إلى ما كان عليه.
تداعيات الصوص والبيض المستورد
وفي سياق منفصل؛ حذّر اتحاد الأطباء البيطريين في مناطق سيطرة حكومة دمشق من جائحة قد تجتاح قطاع الدواجن السوري؛ بعد إدخال كميات من “الصوص” التركي إلى السوق السوريّة.
ونوه الاتحاد أنه رفع نداءً عاجلاً إلى “وزارة الزراعة وإدارة الجمارك التابعتين لحكومة دمشق بعد رصد انتشار كبير للأوبئة في “الصوص” التركي؛ مشيراً إلى أنها أوبئة شديدة العدوى؛ الأمر الذي قد يودي بسبعين بالمئة من قطاع الدواجن في سوريا”.
وأكد الاتحاد؛ إن “الصوص التركي” يحمل فيروسات فتاكة؛ مثل: “نيوكاسل والمايكو بلازما والتهاب الكبد”، مضيفاً أن العدوة سوف تنتقل عبر سيارات المسالخ والأعلاف؛ الأمر الذي يهدد المداجن السليمة. كما طالب “بفرض رقابة صارمة وتحاليل دقيقة على شحنات الدواجن”.
اتحاد الأطباء البيطريين في سوريا؛ أشار إلى المداجن الحالية تغطي حاجة السوق السوريّة في الفترة المقبلة من البيض والصوص واللحم الأبيض بأسعار مقبولة.
في السياق؛ حذر الدكتور “عبد العزيز شومل” نقيب الأطباء البيطريين بحماة من تداعيات تهريب الصوص والبيض التركي على منظومة الدواجن السوريّة لاحتضانه على جوائح فيروسية فتاكة.
وأكد شومل أنه تم رصد “نفوقات مخيفة” خلال الجولات على المداجن في حماة في الأيام الماضية؛ حيث تخطت نسبتها 70 بالمئة من كامل القطيع في المدجنة الواحدة؛ نتيجة هذه الأمراض التي “لها أثر كبير على منظومة تربية الدواجن في سوريا”.