انعكست آثار الحرب في السودان بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع بشكل مباشر على تفكيك الأسر بارتفاع حالات الطلاق في ظل الظروف المعيشية الضاغطة، وغير ذلك مقارنة بقبل الحرب.
من أبرز أسباب الطلاق، التي جرت خلال الحرب في السودان، الضغوط المعيشية التي تواجهها الأسرة بعد أن فقد عدد من الأشخاص وظائفهم وعدم تمكنهم من الحصول على بدائل ما اضطرهم للتنصل من مسؤولياتهم في المقابل يدخل الرجل في نزاع مع زوجته حول ذلك حتى يصل الطرفان لخلاف كبير تكون نهايته الطلاق.
تقول (م.ع) التي رفضت الكشف عن هويتها، إن الخلافات بينها وبين زوجها ازدادت بشكل كبير بعد الحرب بسبب الضغوط المعيشية والظروف التي يمر بها السودان، مشيرةً إلى أن زوجها فقد وظيفته، وكل ما يملك وأصبح غير قادر على توفير أبسط احتياجاتهم المنزلية، كما أنها لم تحصل على فرصة عمل، ما قادها إلى التوتر وعدم قدرتها على قبول الوضع الجديد ما أدى إلى نقاشات حادة يومية بينهما وصلت إلى حد الانفصال.
من جانبها أكدت المحامية إقبال إبراهيم التي عملت في عدد من قضايا الطلاق، أن نسبة الطلاق في السودان ارتفعت بشكل كبير بعد الحرب، “لا تعد ولا توصف”، وأن هناك تزايداً في الطلاق بشكل يومي، مضيفةً أنه عندما يكون هناك خلافات بين الزوج والزوجة توصلهم للمحكمة، فإن كل طرف منهما سيبوح بأدق أسرار حياته بما يؤدي لدخول شخص ثالث.
ونوهت إلى أن “الخلافات الزوجية تترتب عليها نتائج كثيرة فهناك بعض الأزواج يصطحبون أطفالهم للمحكمة وهو ما يؤدي لترسيخ أفكار لديهم خصوصاً وأن هناك بعض الأزواج تأخذهم الشرطة من داخل القاعة “ذلك له أثر سلبي تجاه الطفل”.
منذ اندلاع الحرب في الخامس عشر من نيسان العام الماضي، بين الجيش السوداني، وقوات الدعم السريع تواجه الأسر ظروفاً معقدة في ظل حالة اقتصادية تزداد سوءاً يوماً بعد يوم وانخفاض الجنيه السوداني أمام العملات الأجنبية.
وعدَّت الإخصائية الاجتماعية تقوى مبارك، أن مشكلة الطلاق بعد الحرب كبيرة بعد ارتفاع عدد الحالات نسبة للظروف الاقتصادية، التي جرت في البلاد، مبينة أن معظم الأسر نزحت من الولايات، التي يتواجد بها نزاع إلى ولايات أخرى، وانضمت لأسرها وحدث اكتظاظ سكاني كبير.
وأشارت إلى أن أي شخص لديه عاداته وحياته الخاصة، لكنه فقدها وحدثت مشاحنات بفعل الاحتكاكات والمشاكل والضغوطات النفسية والاقتصادية، مضيفةً أن معظم الأشخاص فقدوا وظيفتهم ومنزلهم وغير ذلك أصبحوا لا يملكون شيئاً وليس لديهم فرصة للعمل لتوفير احتياجات الأسرة.
وسبق أن أفادت منظمة “لبنة” للتنمية ودراسات المجتمع بارتفاع حالات الطلاق في السودان خلال عام 2023، حيث وصلت إلى 96 ألفاً، مرتفعة عن الأعوام الماضية بنسبة 36%.
ونقل موقع “أخبار السودان” عن المنظمة، أن السودان يشهد 11 حالة طلاق كل ساعة، وأكثر من ثمانية آلاف خلال الشهر، في ظل الحرب الدائرة بين الجيش والدعم السريع التي أدت إلى تدهور الأوضاع الإنسانية بالبلاد.
مقابل ارتفاع نسبة حالات الطلاق، التي جرت في السودان خلال فترة الحرب، هناك زيجات تتم في بعض المناطق وذلك بأبسط التكاليف باتفاق بين الشريكين نسبة للظروف الاقتصادية، وقد تمت بعض هذه الزيجات في مراكز إيواء النازحين بأن يلتقي نازحان في المكان نفسه، ويتفقان على الزواج أو قد يكون هناك ارتباط مسبق بينهما، وتم إكماله بالزواج.