الحسكة/ آية محمد – شهدت مدينة الحسكة ارتفاعاً غير مسبوق في أسعار الملابس الشتوية لهذا العام، حيث وصلت بعض الأسعار إلى أكثر من الضعف مقارنةً بالعام الماضي.
تواجه العائلات السوريّة تحديات مالية مضاعفة خلال فصل الشتاء، حيث تتعدد احتياجاتها لتشمل الملابس الشتوية ومصاريف التدفئة والمستلزمات المدرسية والجامعية، إضافةً إلى الضروريات اليومية، وسط أوضاع اقتصادية صعبة، وارتفاع مستمر في الأسعار وتراجع كبير في القدرة الشرائية، مما يزيد من صعوبة تلبية هذه المتطلبات في ظل ازدياد معدل الفقر إلى مستويات غير مسبوقة.
أسعار تفوق دخل المواطن
في أسواق الألبسة بمدينة الحسكة، لوحظت ارتفاعات كبيرة وغير مبررة في أسعار معظم أصناف الملابس الشتوية، وخلال جولة على بعض المحلات في المدينة؛ رصدت صحيفتنا “روناهي” أسعار بعض الألبسة الشتوية فتبين أن المعاطف الشتوية تبدأ أسعارها من 450 ألف ليرة سوريّة وحتى مليون ومئتي ألف ليرة، وسجلت الكنزات من النخب الأول أكثر من 300 ألف ليرة سوريّة، في حين وصلت أسعار الكنزات التجارية إلى 200 ألف ليرة، وسعر بنطال الجينز نحو 300 ألف ليرة، في حين بلغ سعر البنطال العادي 190 ألف ليرة سوريّة.
وتعد هذه الأرقام فلكية قياساً إلى متوسط رواتب العاملين لدى دوائر حكومة دمشق الذي تتراوح بين 300- 500 ألف ليرة سوريّة، ومليون ليرة سوريّة لدى الإدارة الذاتية الديمقراطية.
وفي السياق، أعربت المواطنة “رابرين محمد” من مدينة الحسكة عن استغرابها من الارتفاع الكبير في أسعار الملابس الشتوية، مؤكدةً أنها ارتفعت بنسبة تتجاوز الضعف مقارنةً بالموسم الماضي. وترى أن الأسعار باتت تفوق قدرتهم الشرائية، وهو ما دفعهم إلى تقليص مشترياتهم للحد الأدنى الممكن.
تدفع هذه الظروف الكثير من العائلات إلى خيارات أقل تكلفة، مثل التوجه نحو سوق الألبسة المستعملة “البالة” حيث تتوفر الملابس بأسعار منخفضة نسبياً، كما يلجأ الأهالي إلى الأسواق الشعبية والبازارات للحصول على الملابس والأحذية والكثير من الحاجات الأساسية بتكلفةٍ أقل، في ظل ارتفاع الأسعار وصعوبة تلبية الاحتياجات الأساسية.
أصحاب المحال
وبدوره، أوضح أحد أصحاب محال الألبسة الشتوية في مدينة الحسكة “آياز رسو” إن ارتفاع أسعار الملابس يرجع لعدة أسباب أهمها تدني قيمة الليرة السوريّة أمام الدولار الأمريكي وتبدل الأوضاع الاقتصادية بين العام الماضي وهذا العام، بالإضافة إلى أن العديد من المصاريف ازدادت عليهم مثل (أجرة المحل، رواتب العاملين في المحل) مضيفاً أن الكثير من المحال ازداد أجارها للضعف عن العام الماضي أما بالنسبة لموضوع البضائع المُخزنة فلا يستطيعون بيعها بسعرٍ منخفض لأن خسارتهم ستكون حتمية.
كما أرجع رسو أسباب ارتفاع أسعار الملابس الشتوية مقارنةً بالصيفية إلى أن وزنها أثقل، والخامات أغلى بكثير.
ارتفاع الأسعار يُعمّق الركود في الأسواق
وأشار “آياز رسو” في ختام حديثه إلى أن الأسواق ومحال بيع الألبسة تواجه ركوداً شديداً وضعفاً في الإقبال من جانب المواطنين نتيجة ارتفاع الأسعار، ما جعل العديد من المواطنين يستغنون عن الشراء، ويقررون الاكتفاء بملابسهم القديمة أو الاتجاه إلى الأرخص.