سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

إقبال أهالي مدينة منبج على شراء الأسماك كبديل للحوم المواشي

تقرير / آزاد الكردي –

سوق الأسماك هذه الأيام ينشط في مدينة منبج على غير المعتاد، حيث يشهد إقبالاً كبيراً على شراءها؛ بسبب انخفاض قيمة الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي، وسط فقدان كثير من الموائد للحوم الحمراء في ظل الارتفاع الحاد بأسعارها لتبقى الأسماك خياراً مثالياً وبديلاً مناسباً عند كثير من المواطنين لا سيما ذوي الدخل المحدود الذين لجأوا إلى شراء الأسماك بأنواعها المختلفة.
وتستفيد مدينة منبج وريفها من وقوعها غرب نهر الفرات بحدود 30 كم لتغدو وجهة مرغوبة لصيادي الأسماك والاتجار بها كونها لا تحتاج إلى رأسمال كبير، فضلاً على أنها مصدر يدر الرزق للعديد من الصيادين الذين يتاجرون بها من خلال بسطات لبيع الأسماك التي تنتشر في عدد من شوارع مدينة منبج، مما جعل هذه البسطات هدفاً من قبل المواطنين لشرائها نتيجة لاستقرار أسعارها بالمقارنة مع ارتفاع أسعار لحوم المواشي والفروج بنسبة ملحوظة. ولمعرفة المزيد، التقت صحيفتنا” روناهي”؛ بصاحب بسطة لبيع الأسماك الواقعة في دوار الصخرة؛ ناصر إسماعيل الحسين.
إقبال الأهالي على شراء الأسماك لاستقرارها
حول أسباب الإقبال على شراء الأسماك، حدثنا بائع الأسماك؛ ناصر اسماعيل الحسين قائلاً:” نعم، هناك إقبال على شراء الأسماك بنسبة كبيرة عما كان عليه من قبل في الفترة الماضية؛ بسبب استقرار أسعارها، إلى أن الأسماك لا تحتاج مصاريف زائدة ورأسمال كبير للتجارة بها. كما أنها لا تكلفنا مصاريف جانبية سوى أجور الشحن والنقل، وهذا بخلاف الدواجن والمواشي التي تحتاج إلى تربية واعتناء وأعلاف كثيرة. فالأمر ببساطة نقوم برمي شباك الصيد قبل منتصف الليل وحتى فترة طلوع الفجر، وهي فترة كافية لجمع أكبر قدر ممكن من الأسماك المختلفة ثم ننقلها بسيارة خاصة للباعة المنتشرين في أرجاء المدينة، ويبلغ عدد الصيادين حالياً قرابة العشرة حيث نقوم ببيعها على متن سيارة شحن صغيرة، أشبه بالبسطات الجوالة، كما أننا نقوم بتنظيف الأسماك ونبيعها بالمفرق أو الجملة حسب الطلب، وما يحدد عملية البيع عادة عامل العرض والطلب المؤثر الأبرز على أسعارها عموماً”.
الأسماك بديل مميّز عن اللحوم الحمراء
وحول مصادر جلب الأسماك وأنواعها، أشار بائع الأسماك في مدينة منبج وريفها؛ ناصر إسماعيل الحسين قائلاً :” إن إقبال الأهالي ازداد على شراء الأسماك بعد ارتفاع أسعار لحوم المواشي والدواجن التي تزامنت مع ارتفاع سعر صرف الدولار مقابل الليرة السورية. الأمر الذي دفعنا للمحافظة على أسعار الأسماك منذ فترة تزيد عن عام واحد. بينما يبدو أن اللحوم الحمراء حلقت عالياً ليس بمقدور المواطن ذو الدخل المحدود حيث يباع كيلو غرام الفروج بسعر 1600 ليرة سورية، بينما يبلغ سعر الكيلو الواحد من لحوم المواشي  10000 آلاف ل.س، أما لحوم البقر والعجل، فيباع الكيلو الواحد بـ 9000 ل.س. وفي المقابل ذلك، تتفاوت أسعار الأسماك حسب نوعها وحجمها، إذ يبلغ سعر النوع الذي يسمى محلياً بـ أم حميدي1300 ل.س للكيلو الواحد، أما الجري، فيبلغ 1100 ل.س، بالإضافة إلى أنواع أخرى صغيرة تباع فقط بين 600 – 800 ل.س. وكان سعر الكيلوغرام من لحم الخروف يباع من قبل بسعر 5000 ل.س، قبل ارتفاع الدولار، ليرتفع بعدها إلى نحو6500 ل.س تقريباً، كما ارتفع سعر الفروج من 700 إلى 1450 ل.س، بينما حافظ سعر الكيلو غرام من الأسماك على سعره الوسطي  1300 ل.س. وعادة ما يقوم الزبائن بشراء الأسماك بشكل متفاوت على الرغم أن نسبة شرائهم لها أيضاً لا تتجاوز مرتين أو ثلاث مرات شهرياً ومع ذلك فهي حل وبديل مميز عن اللحوم الحمراء لكثير من الزبائن”.
واختتم بائع الأسماك؛ ناصر إسماعيل الحسين بالقول:” ربما كان ارتفاع الدولار سبباً في إقبال المواطنين على شراء الأسماك لكننا من قبل كنا نبيع كميات كبيرة من الأسماك وتقدر الكمية بنحو 400 كغ يومياً لكل بسطة من البسطات الموجودة، وهذا يؤكد أن عملنا جيد، لكنه زاد في هذه الفترة بشكل أكبر”.
الجدير ذكره، إن الصيادين يقومون بجلب الأسماك من منطقتي “سد تشرين” و”جسر قره قوزاق” و” الصندلية” و”رمالة” و” التابعتين لمدينة منبج ومنطقة “تل عثمان” التابعة لمدينة الرقة. في حين تتوقف بسطات الأسماك عن بيع الأسماك بشكل عام في موسم تكاثرها من15 آذار- 15 من شهر حزيران في كل عام.