أكد إعلاميو مقاطعة عفرين والشهباء وحلب، أن حكومة باشور كردستان تشكل خطراً كبيراً على الصحافة الحرة وحرية التعبير وحياة الصحفيين، والصحفيات هنالك، مناشدين المجتمع الدولي العمل لوضع حد للانتهاكات الممارسة.
إخفاء للحقيقة، وبدافع الخوف من فضح انتهاكاته الممنهجة بحق شعوب المنطقة عموماً، والشعب الكردي على وجه الخصوص، يتعمد الاحتلال التركي إلى استهداف الصحفيين ووسائل الإعلام بآلة حربه، ضارباً عرض الحائط، المواثيق والاتفاقيات الدولية، التي تدعو إلى تحييد المدنيين ومن ضمنهم الصحفيون من الاستهداف، على الرغم من أن الاتفاقيات الدولية ومواثيق حقوق الإنسان تنص على احترام الصحفيين، وحمايتهم بمقتضى القانون الدولي الإنساني.
إلا أن الدولة التركية، لم ترتكب هذه الانتهاكات بحق الصحفيين على أرضها فقط، إنما تجاوزت بهجماتها عموم مناطق شمال وشرق سوريا، في سلسلة جرائمها وهجماتها العدائية ضد المنطقة وسكانها، إلى جانب ذلك، تقوم باستهداف الصحفيين في باشور كردستان، وهذا يؤكد مدى تواطؤ الحكومة العراقية، والحزب الديمقراطي الكردستاني في ذلك، وكان آخرها، بتاريخ 23-8-2024، استهداف جويّ نفّذته طائرة تركيّة لسيارة مدنيّة كانت تقِل صحفيين في منطقة سيد صادق ضمن حدود محافظة السليمانية، واستشهد على إثرها الصحفيتان هيرو بهاء الدين، وكلستان تارا، وأصيب الصحفي ريبين بكر من السليمانية، وهو المسؤول عن قسم الإعلام الرقمي لشركة “جتر”. ويعمل الثلاثة ضمن فريق إعلامي لشركة “جتر” الإعلاميّة، كما أُصيب بالهجوم خمسة أشخاص آخرين.
تزايد الانتهاكات ضد الصحافة ودق ناقوس الخطر
وتزايدت خلال الآونة الأخيرة، بشكل ملحوظ حدة الهجمات التركية واستهدافها للصحفيين، ففي 5/11/2023، قالت منظمة مراسلون بلا حدود، إنّها أحصت في الفترة الممتدة بين مطلع عام 2023 ونهاية شهر أيلول من العام نفسه، اعتقال نحو عشرين فاعلاً إعلامياً في جنوب كردستان، وأشارت إلى أنّ الأيام القليلة الماضية شهدت تفاقماً ملحوظاً في وتيرة الانتهاكات ضد حرية الصحافة.
فيما رصدت “نقابة الصحفيين في إقليم كردستان”، في تقرير سابق لها، 44 حالة انتهاك للحريات الصحفية والإعلامية خلال النصف الأول من عام 2023، بينما قال اتحاد صحفيي كردستان: إن الأشهر الستة الأولى من عام 2023 شهدت تعرض 80 صحفياً لـ 41 انتهاكاً.
وفي 2023، سجّل مركز ميترو، وهو منظمة تعمل على حماية حقوق الصحفيين في إقليم كردستان العراق، 37 حالة اعتقال للصحفيين، و27 حادثة تعرّض فيها صحفيون للاعتداءات والتهديدات والإهانات.
ووفقًا لتوثيق منظمة العفو الدولية، احتجزت سلطات إقليم كردستان العراق أو استدعت في الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2024 ما لا يقل عن عشرة صحفيين. ويقضي آخرون بالفعل أحكامًا بالسجن بعد خضوعهم لمحاكمات جائرة.
تكميم لصوت الحق والحقيقة
وبهذا الصدد، تحدث لصحيفتنا “روناهي”، مراسل فضائية روناهي في مقاطعة عفرين والشهباء “جوان مصطفى“، مشيراً، إلى أن استهداف الصحفيين يأتي ضمن سلسلة التستر على جرائم الاحتلال: “إن تاريخ الاحتلال التركي حافل بالمجازر والإبادة بحق الشعب الكردي، والشعوب الأخرى المضطهدة والمطالبة بحريتها، وعلى مدى كل هذه الأيام، تكون أي شخصية سياسية أو وطنية وثورية، ومثقفة تعارض النظام التركي الفاشي، أو تعمل لفضح سياساته، يتم استهدافه بالوسائل كافة”.
وتابع: “وفي يومنا هذا، يعود الدور العظيم في فضح سياسة الدولة التركية، للصحافة الحرة، ففي الثورات، التي حدثت في تاريخ نضال الشعب الكردي، وصولا إلى ثورة روج آفا، التي أعطت المعنى الأكبر للنضال الكردي، وما حققته من مشروع ديمقراطي بفضل فكر وفلسفة القائد عبد الله أوجلان، وتضحيات كبيرة للشهداء، إلى جانب إبراز أهمية هذه الثورة على الصعيد الاجتماعي والعسكري لما قدمته في محاربة داعش، فدون أدنى شك، كان للصحافة الحرة جهد كبير في إيصال صوت وإنجازات هذه الثورة للعالم أجمع، لذا كانت ولا زالت الصحافة الحرة هدفهم دائماً، وتواجه الهجمات”.
الديمقراطي الكردستاني مشارك في استهداف الصحفيتين كلستان وهيرو
وحول استهداف طائرة مسيرة تركية في 23 آب المنصرم، الطاقم الصحفي في مدينة السليمانية في باشور كردستان، حمل جوان مصطفى، الديمقراطي الكردستاني مسؤولية ذلك، وأكد بأن خط الخيانة لعب دورا بارزا في هذا الاستهداف: “إن جرأة الاحتلال التركي في رفع مسيراته على أرض باشور كردستان، واستهداف الشخصيات القيادية والصحفيين، لم يكن الأول من نوعه، وغير ممكن أن يحصل ذلك دون ضوء أخضر من حكومة العراق وحزب الاتحاد الديمقراطي، الذي يعد نفسه السلطة الحاكمة على أرض باشور كردستان، لذلك إن الاستهداف الأخير للطاقم الصحفي، واستشهاد الصحفيتين كلستان وهيرو، كان بمشاركة وخيانة الديمقراطي الكردستاني بشكل علني”.
وشدد مراسل فضائية روناهي في مقاطعة عفرين والشهباء، جوان مصطفى، في ختام حديثه، إن هذه الانتهاكات لن تثني عزيمتهم في إظهار الحقيقة بل تزيدهم إصرارا: “لا يمكن أن نسمي الديمقراطي الكردستاني بأنهم كرد؛ لأن حقيقة الكرد لم تكن يوما بالخيانة، أو التواطؤ مع الأعداء، بل على العكس تماما، تاريخ بالنضال والشهامة والشجاعة، لذلك إيمانا منا بهذا النضال، وتحديدا نحن إعلاميي وصحفيي الكرد، نؤكد ونجدد العهد في الاستمرار على درب زملائنا الصحفيين والصحفيات، الذين ارتقوا لمرتبة الشهادة، وأن نستمر في فضح سياسات العدو، وأن نكون صوتا للحقيقة وصوت شعبنا المقاوم، وهذه السياسات والأعمال التعسفية لن تثني عزيمتنا، بل تزيدنا إصرارا”.
باشور كردستان يشكل خطراً على الصحافة الحرة
ومن جانبها، أكدت عضوة Jin News في الشهباء وحلب “ميديا مقتاد“، بأن باشور كردستان بات يشكل خطراً كبيراً على مستقبل الصحافة الحرة، وخاصة مع تزايد الانتهاكات الأخيرة بحق الصحفيين والصحفيات هنالك: “تزايدت في الآونة الأخيرة، حدة الهجمات والانتهاكات بحق الصحفيين في باشور كردستان، سواء على يد الديمقراطي الكردستاني، بأعمال الاحتجاز والعنف والاعتقال، كما حدث مع زميلنا الصحفي سليمان أحمد، إلى جانب فتح المجال أمام الاحتلال التركي بالاستهداف المباشر عبر الطائرة المسيرة، حيث أصبح باشور كردستان بؤرة للانتهاكات، وخطراً كبيراً يلاحق العاملين في مجال الصحافة”.
وعبرت ميديا خلال حديثها، عن قلقهم حيال وضع الصحفيين هنالك، داعية سلطات إقليم كردستان أن تضع حدا لانتهاكاتها بحق الصحافة والصحفيين: “نحن قلقون بشأن وضع زملائنا الصحفيين في باشور كردستان، فهم غير قادرين على ممارسات عملهم بحرية، نتيجة السياسة القمعية، التي تمارس بحقهم هنالك، لذلك يجب على سلطات إقليم كردستان العراق أن تضع حدًا لاعتدائها على حق حرية التعبير وحرية الصحافة، بما في ذلك الاعتقال التعسفي والضرب والمحاكمات الجائرة للصحفيين، وعدم التواطؤ مع الاحتلال التركي”.
على المجتمع الدولي وضع حد للانتهاكات بحق الصحفيين
وفي ختام حديثها، ناشدت عضوة Jin News في الشهباء وحلب “ميديا مقتاد”، المجتمع الدولي والجهات المعنية والمنظمات والمؤسسات الحقوقية والمعنية بشؤون الصحفيين وحمايتهم، بعدم تغاضي النظر والعمل لوضع حد للانتهاكات الممارسة بحق الصحافة والصحفيين: “إن صمت المجتمع الدولي والجهات المعنية، دافع لتكرار الممارسات نفسها، والتشجيع عليها، لذلك على الجهات التي تدعي حماية حقوق الصحفيين العمل بجدية، لوضع حد للانتهاكات، وتحديدا محاسبة الاحتلال التركي على جرائمه وأعماله التعسفية، كما نناشد الإعلاميين والصحافيين، بعدم الصمت حيال ما يحدث، لأن مبدأ عملنا وواجبنا واحد بعيداً عن التحييز”.