سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

إعلاميات شمال وشرق سوريا: صدى أصواتنا سيكشف نهج الخيانة وجرائم الاحتلال بحق الصحفيين

قامشلو/ سلافا عثمان –

بينت الإعلاميات في إقليم شمال وشرق سوريا أن الاستهدافات الوحشية بحق الصحفيين، جريمة ضدّ الإنسانية، وأن تواطؤ حزب الاتحاد الديمقراطي الكردستاني، والحكومة العراقية مع تركيا يهدد حياة الإعلاميين، وطالبن المنظمات الدولية والإنسانية بوقف هذه الجرائم بحق الإعلاميين وحمايتهم.
تتكرر الجرائم والانتهاكات بحق الاعلاميين في أجزاء كردستان الأربعة والعالم من الأنظمة الديكتاتورية، وتسعى هذه الأنظمة من خلال هذه الانتهاكات إلى قمع الإعلام وتسيسه لصالحها، وعلى رأس هذه الأنظمة دولة الاحتلال التركي، التي تحارب أي وسيلة إعلامية لا تخدم مصالحها، فارتكبت عدة جرائم بحق الإعلاميين، ففي 20 تشرين الثاني عام 2022 استهدفت الإعلامي “عصام العبد الله”، وسبقه عدد من الإعلاميين، الذين فضحوا جرائم الاحتلال التركي في عفرين، وسري كانيه، وحاولوا كشف هذه الجرائم للعالم، فكانوا عرضة لأنياب دولة الاحتلال التركي.
وما زالت دولة الاحتلال التركي تستمر بجرائمها ضد الإعلاميين، ففي ذكرى استهداف سيارة jin tv في 23 آب المنصرم، ومع مرور عام على استهدافها بمسيرة تركية على الطريق الواصل بين قامشلو وعامودا، والذي أدى إلى استشهاد “نجم الدين سنان” وإصابة الإعلامية “دليلة عكيد” بإصابات بليغة عادت دولة الاحتلال التركي لتطال أذرعها الإرهابية الصحفيين في استهداف جديد في باشور كردستان، حيث استهدفت سيارة لوكالة جتر الإخبارية، واستشهد على أثرها الصحفيتان هيرو بهاء الدين، وكلستان تارا.
وأدانت العديد من الوسائل الإعلامية هذه الجريمة، وقُرِئت العديد من البيانات وخرجت مسيرات منظمة تستنكر هذا العمل الاجرامي، وعُدَّ انتهاكاً لسيادة الدولة العراقية، وبدورهن احتجت صحفيات في إقليم شمال وشرق سوريا على الانتهاكات بحق الصحفيات، ونددن بصمت المجتمع الدولي حيال ما يجري.
قمع الأنظمة السلطوية الإعلام
وبهذا الصدد؛ حدثتنا محررة قناة Jin TV “سامية كردي” عن استهداف إعلاميات في باشور كردستان، الذي تزامن مع الذكرى السنوية الأولى لاستهداف قناة Jin TV: “تسعى تركيا من خلال استهداف الإعلاميين والصحفيين لقمع صوت الحقيقة، وإخفاء جرائمها التي ترتكبها في العراق، وتحاول من خلالها إعادة المجزرة في ذكرى استهداف قناتنا زرع الخوف في قلوب الصحفيين، إلا أنها لا تعلم أن الصحفيين والصحفيات في إقليم شمال وشرق سوريا سيواصلان بأقلامهم الحرة، وبعدستهم نشر الحقائق لتحقيق أهدافهم المنشودة”.
وأشارت سامية إلى: “أن النظام التركي لا يختلف عن النظام الإيراني فمنذ مدة أصدرت السلطات الإيرانية حكم الإعدام بحق الناشطتين بخشان عزيزي، وشريفة محمدي، وأن هذه القرارات لا تمت للإنسانية بأي صلة، وذلك دليل على أن العديد من الأنظمة السلطوية تسعى لقمع أقلام الحقيقية”.
كما طالبت المنظمات الإنسانية والحقوقية والمجتمع الدولي بإيقاف هذه القرارات والقيام بواجبها حيال ما تتعرض له الناشطات والسياسات والصحفيات، والمدنيين في إيران وتركيا والعراق: “إن السلطات الإيرانية صعدت من قمعها للمرأة بعد انتفاضة Jin, Jiyan, Azadî التي كشفت مدى الظلم، الذي تتعرض له المرأة في شخص الشهيدة جينا أميني، وبذلك تسير على نهج تركيا التي قمعت المرأة، وسعت لإبادة الكرد، ويسير العراق على خطاهما”.
كما أكدت محررة Jin TV “سامية كردي” في ختام حديثها علة وحدة الرأي تجاه السياسة التركية: “نحن صحفيات إقليم شمال وشرق سوريا ندين هذه الاستهدافات، التي تتعرض لها مناطقنا، وبشكل خاص التي تنتهك حقوق وأرواح الصحفيات، اللواتي يطالبن بالحرية، ونتمنى من المجتمع الدولي أن يقف أمام تلك الانتهاكات، وقد وصفت منظمة العفو الدولية تركيا عام 2023 أنها أكبر سجن وأكثر خطورة للصحفيين والمراسلين، لذلك نتمنى من الجميع أن يقف بوجه تلك الممارسات، ويردع تركيا عن خططها، وبدورنا، علينا أن نكون صفاً واحداً لمواجهة هذه الهجمات، لكي نوصل الحقيقة للعالم”.
خيانة مشتركة بحق الإعلاميين
ومن جهتها، بينت عضوة الهيئة الإدارية في اتحاد إعلام المرأة خديجة ميرزا: ” أن الدولة التركية الفاشية من أجل أن تخفي قمعها للشعوب، وتجاه الكرد خاصةً، تسعى بشتى الوسائل والطرق إلى مهاجمة صوت الحق، وأن هذا الاستهداف الأخير بحق الصحفيين، واستشهاد “كليستان تارا” و”هيرو بهاء الدين” ليس الأول بل سبقه العديد من الانتهاكات بحق الإعلاميين والصحفيين، “وتسعى الدولة التركية بذهنيتها الشوفونية لقمع المرأة، لأنها خطر يهدد أفكارها؛ لذلك كانت الإعلاميات والناشطات، والمناضلات هدف تركيا الأول في الاستهدافات”.
وتابعت: “في الآونة الأخيرة كثرت الاتفاقيات الأمنية ويمكن أن نسميها وثائق خيانة بين الحكومة العراقية والدولة التركية، وقد اجتمعت الحكومة العراقية مع الاستخبارات التركية، ونتج عن هذا الاجتماع محاربة الصحفيين، وأيضاً زيادة التوغل التركي في مناطق إقليم كردستان، وهذه التوغلات والتوسعات تمت أمام مرأى حزب الاتحاد الديمقراطي، الذي يسمح للدولة التركية بدخول أراضيه واحتلال جباله وتهجير سكانه وقراه، كما أنَّ الاستهداف الأخير كان أمام مرأى الحكومة العراقية التي سارت على نهج الخيانة بحق شعبها”.
واختتمت عضوة الهيئة الإدارية في اتحاد إعلام المرأة “خديجة ميرزا” حديثها مستنكرةً الاستهدافات بحق الصحفيين: “نحن صحفيي إقليم شمال وشرق سوريا ندين بشدة هذه الاستهدافات، التي تتم بحق الصحفيين؛ لأن الصحافة تخدم الإنسانية، وتنشر الحقيقة، وستبقى أصواتنا وحناجرنا تصدح بهذه الجرائم، حتى ينال مرتكبوها العقاب العادل”.