No Result
View All Result
المشاهدات 4
تقرير/ صالح العيسى-
روناهي/ الرقة ـ إعداد السمن العربي لازال سائداً في الرقة، فهو موروث يتم توارثه جيل بعد جيل، ويدخل في الكثير من الأطعمة فيُضفي عليها مذاقاً أشهى وألذ.
قبل عقود خلت، وقبل انتشار السمن النباتي الذي تنتجه المعامل كان السمن البلدي من أهم المواد الغذائية التي يجب توافرها في البيت الراقي وحتى الآن مازال الطلب عليه مستمرًا، ومازالت نساء الريف يقمنَ بإعداده.
السمن العربي كما يُطلق عليه باللكنة المحلية تعدّه المرأة في الأرياف، والبادية، وطريقة إعداده متوارثة منذ مئات السنين، حيث تمر بمراحل عدة فبعد حلبِّ الأغنام يوضع الحليب في قدر كبير، وتقوم النساء بغليه فُيترك حتى يغدو فاترًا ليتم تخثيره فيتحول إلى لبن، أو خاثر باللهجة الرقاوية.
كيفية إعداد السمن العربي؟
يوضع الخاثر، أو اللبن في الشكوة والشكوة قربة مصنوعة من جلد الماعز، ثم يضاف إليه شيءٌ من الماء البارد، الذي يساعد في تكوُّن الدهون، وانفصالها عن اللبن، بعدها تقوم المرأة بالنفخ في عنق الشكوة حتى تصبح كالبالون، ويربط العنق بخيط لمنع تسرب الهواء خارج الشكوة التي يعلق طرفاها بالحبال التي تبعدها عن الأرض فتصبح كالأرجوحة.
بعد ذلك تبدأ عملية الخض التي تستمر لأكثر من نصف ساعة حيث يتم تحريكها جيئةً، وذهابًا حتى تتجمع الدهون، فتتشكل الزبدة التي توضع بدورها في المزبد وهو على غرار الشكوة مصنوع من الجلد لكنها تكبره حجمًا، وتخزن الزبدة حتى تتمكن النساء من جمع كمية مناسبة من الزبدة لصنع السمن. يوضع المخزون في القدر لكي يُذاب فيتحول إلى السمن ليوضع هو الآخر في الظرف، أو العُكَّة، وهي آخر مرحلة من مراحل صناعة السمن العربي، والعكة عبارة عن قربة مصنوعة من جلد الماعز أيضًا كالمزبد، والشكوة، والجمع منها عُكَكٌ، أو عِكَاك.
والجدير ذكره أنَّ السمن العربي يدخل في عدة مأكولات، ويكون فيها المكون الرئيس كالكشك، والسياييل أمَّا الكشك فهو لبن مجبولٌ بحبوب القمح المجروش يتم تشكيلها كأقراص، وتترك لتجف، وتؤكل شتاءً، والسياييل فهي عبارة عن أرغفةٍ كخبز الصاج لكنها أكثر سماكة تغرَّق بالسمن العربي، ويرش عليها السكر، وهي من ألذ الأطعمة بالنسبة لأهالي الرقة، وغالباً ما تكون هناك طقوس خاصة لإعدادها.
No Result
View All Result