No Result
View All Result
المشاهدات 0
محمد أرسلان
ما تزال المعارك مُستمرّة على تخوم مدينة إدلب التي كانت يوماً ما أو تمناها المُرتزقة أن تكون المأوى الذي يستظلون به بعد عنائهم في محاربة الكرد واحتلال مدنهم وتهجير سكانها، هكذا تمنوها أو أرادوها والأفضل حينما نقول: هكذا وعَدهم خليفتهم أردوغان إنّهم سيدخلون جنّة متكئين فيها ويشربون من نهر عفرين ويأكلون تينها ورمّانها، بعد أن يهجروها ويسرقوها ويرتكبون فيها جميع المُوبقات، إنّها نفسية العبيد الذين لا يفقهون شيئاً من الحياة سوى القتل والدّمار والسّرقة والاغتصاب، وكل ذلك تم ويتم باسم الدّين بعدما قرأ شيوخ الخليفة أردوغان سورة الفتح أثناء احتلال المُرتزقة لمدينة عفرين ومن بعدها سري كانيه/ رأس العين وكري سبي/ تل أبيض.
مرّ عامان على احتلال المُرتزقة لعفرين وكل يوم نسمع عن تتريك هذه المدينة وقطع أشجارها الُمعمِّرة مُنذ مئات السّنين واسكنوا الغرباء فيها، لكن بقيت عفرين في قلب كل إنسان عاشق للحرية ينتظر يوم عودتها لأصحابها الحقيقيين ويعيدون لها رونقها ويزيلون عنها السّواد وغبار المعارك التي رسمت لوحة الانتظار على جباههم التي لا تعرف معنى اليأس والخُنوع. ربّما كانت تكبيراتهم وضحكاتهم قد علا فيها أصواتهم وقد أصابتهم سكرات الذّل وهم ينفذون أجندات الخليفة أردوغان، وكم كانوا يهللون عبر وسائل الإعلام في أنّهم سيفدون بأرواحهم من أجل حماية الأمن القومي الأردوغاني التّركي، عسى يرضى عنهم ويباركهم في احتلالهم للمدن الكرديّة التي أصبحت غصة وشوكة في حلق أردوغان، هذه المدن التي أفشلت كافة مخططات أردوغان بمقاومة شعبها الذي لم يعرف معنى الذّل والارتماء في أحضان العثمانيين كما هم من أدعى المعارضة.
هذه المعارضة التي تركت كل جرائم النّظام السّوري في تدميره للمناطق التي كان المُرتزقة يسيطرون عليها وتركوا أهلهم ينزحون باحثين عن مأوى لهم، كل ذلك بلعوه غصة من أجل إرضاء أردوغان وأوهامه في احتلال المزيد من المدن الكردية وبعد ذلك عثمنتها. الآن وبعد أن سقطت ورقة التوت عن أردوغان وتعرّت حقيقته في تسليم المدن والقرى للنّظام السوري وفق تفاهمات أردوغانية – بوتينية، نرى أنّ المُرتزقة يتوعدونه ويلعنونه بعد أن فات الآوان وكما يقول المثل “يللي ضرب ضرب، ويللي هرب هرب”، ولم يبق لهم ما يسترون به عوراتهم بعدما باعوا أنفسهم وأهلهم بأبخس الأثمان وكأن شيئًا لم يكن..
إدلب المدينة المنكوبة التي باتت مُهجّرة من سكانها الذين يتوجّهوا نحو الشّمال ليستوطنوا في عفرين الحزينة التي تم تهجير أهلها أيضاً من قبل المُرتزقة أنفسهم الذين يبحثون عن مأوى لهم بعد أن غدر بهم السّلطان العثماني، أي لعنة حلَّت على الشّعب السّوري حتى يصابوا بمعارضة أسوأ من النظام بألف مرة، حتى وصل الأمر بالشّعب في أن يترحّم على النظام واستبداده مقارنة بما لاقوه من هذه المعارضة التي تحولت لمرتزقة لا تتقن سوى الفساد والقتل وجني المال وليذهب الشّعب إلى الجحيم. لم يعد لهذه المرتزقة مكاناً يأوون إليه جرّاء ما اقترفت أيديهم من آثام الجرائم، فلا الشعب بات يقبلهم ولا جيرانهم في الثورة يقبلوهم نتيجة خيانتهم لهم، ولا حتى من باعوه أنفسهم أردوغان يقبلهم على علّتهم هذه، لذا نراهم الآن يذهبون إلى ليبيا ليزدادوا فتنة وقتلًا وتخريبًا بالبلاد والعباد.
هكذا أصبحت إدلب المدينة التي فضحت أردوغان والمُرتزقة الذين معه وأسقطت قناعهم الذي كانوا يتوارون خلفه باسم الدّين تارة والقومية تارة أخرى، كذلك مقاومة شعوب شمالي سوريا من قوات سوريا الديمقراطية أيضًا كشفت حقيقة أردوغان ومرتزقته من الإنكشاريين الذين لم يكن يفكرون بالثورة ولا بالوطن في الأساس. فشل أردوغان وخسرت مُرتزقته كرامتها وهويتها الوطنية بعدما أصبحوا يبحثون عن المال مقابل القتل ولا يهمّ أين تكون الجّغرافيا، وبنفس الوقت بقيت قوات سوريا الدّيمقراطية على أرضها تُخطط لسوريا المستقبل الذي يحتضن الكل على أساس أخوّة الشعوب والتّعايش المشترك لبناء المجتمع الأخلاقي والسّياسي ليكون فيه الإنسان هو الهدف والغاية.
No Result
View All Result