أعرب إداريون في الإدارة المدنية الديمقراطية بمقاطعة منبج، أن ما حدث في شنكال لا يتقبله عقل ولا منطق، ووصفوا المجزرة التي حدثت بالمأساة والجريمة ضد الإنسانية، وأدانوا صمت المجتمع الدولي وفشله في التدخل لحماية الإيزيديين ومحاسبة الفاعلين، وأشادوا بالدور الذي بذلته وحدات حماية الشعب ووحدات المرأة ووحدات حماية شنكال.
صادف الثالث من آب الذكرى السنوية العاشرة لمجزرة شنكال، التي ارتكبت بحق الشعب الإيزيدي، ففي مثل ذلك اليوم الأسود من عام 2014 شنت مرتزقة داعش هجوماً دموياً على شنكال، والقرى التابعة لها، مستخدمة أنواع الأسلحة والعتاد ضد الشعب الإيزيدي الأعزل، وتم كل ذلك بدعم من دولة الاحتلال التركي، وتخاذل الحزب الديمقراطي الكردستاني وحكومة بغداد.
وبناء على ذلك؛ احتلت مرتزقة داعش منطقة شنكال، وشردت الآلاف من أبنائها، ولاحقت الآخرين إلى قمم الجبال، واستشهد الكثيرون منهم عطشاً وجوعاً، بالإضافة إلى اختطاف أكثر من خمسة آلاف امرأة وطفل إيزيدي، وتم اغتصاب الكثير من نسائهم، ثم بيعهن في أسواق النخاسة في مدن الرقة والموصل، والعديد من المدن الأخرى.
وفي المقابل؛ كان لوحدات حماية الشعب، ووحدات حماية المرأة، الدور الريادي والجوهري في فتح ممر آمن لنجاة وتحرير الإيزيديين المحاصرين، حيث قامت هذه القوات بعمليات إنقاذ شجاعة انتشلت الكثيرين من حافة الهاوية، وحالت دون وقوع المزيد من الضحايا في هذه المجزرة البشعة، فتمكنت من فتح ممر آمن بعدما ضحت بالعشرات في سبيل إنقاذ الإيزيديين.
في هذا الصدد، أجرت صحيفتنا استطلاعاً للرأي مع عدد من إداريي الإدارة المدنية الديمقراطية في مقاطعة منبج، فيما يخص صمت المجتمع الدولي إزاء هذه المجزرة البشعة، والحيلولة دون تكرارها في المستقبل بمناطق شمال وشرق سوريا، وكذلك موقف القوات العسكرية لحماية أهالي شنكال من تكرار مجازر أخرى بحقهم.
المجزرة جريمة حرب ضد الإنسانية
في هذا السياق، قال الإداري في مجلس الخط الغربي بمنبج، مصطفى الشيخ محمد، إن: “ما حدث في شنكال كان مأساة إنسانية مروعة، لا يقبله عقل ولا منطق، لقد استشهد آلاف الإيزيديين على يد مرتزقة داعش، بمن فيهم كبار السن والنساء والأطفال، كما تعرضت آلاف النساء للاعتداء الجنسي، والعنف الجسدي، والاختطاف، وتم بيعهن في أسواق النخاسة، في الرقة والموصل والعديد من المدن الأخرى”.
وتابع: “للأسف، لم يبدِ المجتمع الدولي موقفاً حاسماً تجاه هذه المجزرة بحق الإيزيديين في شنكال، لقد ارتُكبت هذه المجزرة أمام أعين العالم أجمع، ولكن لم يتخذ المجتمع الدولي إجراءات كافية لوقفها أو معاقبة مرتكبيها حتى الآن، هذا الصمت والإهمال الدولي كان مروعاً لم يشهد له التاريخ”. واختتم الإداري في مجلس الخط الغربي بمنبج، مصطفى الشيخ محمد حديثه: “نحمل حكومتي بغداد والديمقراطي الكردستاني المسؤولية الكبرى في سفك دم الإيزيديين بشنكال، كما نحمل المجتمع الدولي الذي كان مطالباً بالتدخل والتصدي لهذه الجرائم ضد الإنسانية، ولكن لم يفعل ما يكفي لحماية السكان المدنيين، وإنهاء هذه المأساة الإنسانية، وهذا الموقف اللامبالي للمجتمع الدولي سيبقى نقطة سوداء في تاريخه”.
على المجتمع الدولي القيام بمسؤولياته
بدورها؛ ناشدت الإدارية في مكتب الشهباء وعفرين، بمقاطعة منبج، ديانا الأحمد، حكومتي بغداد وهولير والمجتمع الدولي، وعلى رأسه مجلس الأمن، والأمم المتحدة، والمنظمات المعنية بحماية السكان، القيام بواجباتهم الإنسانية والأخلاقية والقانونية “لحماية إرادة الشعوب من تهديدات الإبادة والمجازر، وسياسات التطهير العرقي، وعمليات التغيير الديمغرافي في العديد من المدن بمناطقنا”.
وأكدت: “يجب اتخاذ وإبداء مواقف صارمة من المجتمع الدولي، للوصول إلى قرار بحماية الإيزيديين سواء في شمال وشرق سوريا، أم في شنكال ومخمور وباشور كردستان، الذي يتعرض لهجمات دولة الاحتلال التركي، وأعوانها من المرتزقة على مدار 24 ساعة”.
واختتمت الإدارية في مكتب الشهباء وعفرين، بمقاطعة منبج، ديانا الأحمد حديثها: “حكومة بغداد وباشور كردستان، يتحملان مسؤولية ما حدث بحق الإيزيديين، ولولا تركهم أرض المعركة لما حدث ما جرى، ومن هنا ينبغي على المجتمع الدولي التحرك بشكل عاجل لضمان عدم تكرار مثل هذه المجازر الإنسانية المروعة، كما أن عليها محاسبة المسؤولين عن هذه الجرائم وتقديمهم للعدالة، ومن الواجب اتخاذ خطوات ملموسة لتوفير الحماية اللازمة للسكان الآمنين والمعرضين للخطر، واتخاذ إجراءات فعالة لمنع وقوع مثل هذه الفظائع مرة أخرى”.
المقاومة البطولية أنقذت آلاف الإيزيديين
من جهته، قال الرئيس المشترك لهيئة الشباب والرياضة في مقاطعة منبج، صالح محمد محمود: “تُعرَف مجزرة شنكال، التي عرّفها شعبنا الإيزيدي بالمجزرة أو الفرمان الـ 74، في التاريخ كواحدة من أكبر المجازر التي ارتكبت بحق شعبنا الإيزيدي، لا شك أن الهدف من هذه المجزرة كان القضاء على شعبنا الإيزيدي بشكل كامل وإبادته، وبالتالي فهي إبادة جماعية بحد ذاتها، وجريمة ضد الإنسانية”.
وتابع: “نحن نعلم أنه لولا تدخل الكريلا، ومقاومة أهالي شنكال، ودعم وحدات حماية الشعب، ووحدات حماية المرأة، لكانت نتائج المجزرة أكبر مما حدث بكثير، وعلى الرغم من ذلك استشهد من الشعب الإيزيدي عشرات الآلاف من الإيزيديين، ولكن تدخل الكريلا ووحدات حماية الشعب، ووحدات حماية المرأة وفتحهم الممر الآمن لإيصالهم إلى بر الأمان، خفف كثيرا من نتائج الهجوم الذي كان هدفه الأساسي إبادة الشعب الإيزيدي بالكامل”.
واختتم الرئيس المشترك لهيئة الشباب والرياضة في مقاطعة منبج، صالح محمد محمود حديثه: “عندما تخلى الحزب الديمقراطي الكردستاني، والحكومة العراقية، عن أهلنا في شنكال، تدخلت الكريلا، وكان لها الفضل في توفير الحماية للشعب الإيزيدي، وأيضاً يجب ألا ننسى الدور الكبير لوحدات حماية الشعب، ووحدات حماية المرأة، التي تدخلت بالسرعة القصوى وبشجاعة لإنقاذ المدنيين الإيزيديين وإجلائهم من مناطق الخطر، هذا التدخل السريع والحاسم أنقذ أرواح عشرات الآلاف من الإيزيديين، وحال دون إتمام مخطط الإبادة الجماعية ضد هذا الشعب المسالم”.