تسعى المنظمات النسوية وفي مقدمتها منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة، وتحقيق العدالة الاجتماعية، فيما بينت الناطقة باسم منظمة سارا “رشا درويش” أن المرأة في مناطق إقليم شمال وشرق سوريا مازالت عرضة لجرائم العنف والقتل، وكشفت احصائيات الجرائم المرتكبة بحق المرأة لنصف عام 2024.
في خضم نضال المرأة في شمال وشرق سوريا، من أجل الوصول إلى كامل الحقوق، والحريات، ما زالت تواجه أبشع الجرائم، التي تُرتكب بحقها، في تهميش دورها الريّادي في قيادة المجتمع، يقابل ذلك في الجانب الآخر القيود المجتمعية البالية، تحت مسمى العادات والتقاليد التي تحرمها من التعليم والخوض في دروب التوعية والتثقيف، والبقاء في مرحلة متدنية من الإدراك.
تعمل منظمة سارا منذ افتتاحها عام 2013 على تنظيم وتوعية النساء والدفاع عن حقوقهن، ورفع مستوى وعيهن ليكون بإمكانهن مواجهة العادات والتقاليد البالية التي تنتهك حقوقهن وحرياتهن، بالإضافة إلى مواجهة العنف الذي يتعرضن له.
دور المنظمات النسوية للحد من الجرائم ضد النساء
وبالرغم من أن الجرائم بحق المرأة قد تناقصت منذ ظهور المنظمات النسوية في إقليم شمال وشرق سوريا التي دافعت عن حقوق المرأة في المجتمع، إلا أن العديد من الجرائم مازالت ترتكب بحق المرأة، ولمعرفة المزيد عن هذه الجرائم؛ التقت صحيفتنا “روناهي” الناطقة باسم منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا “رشا درويش“، والتي حدثتنا عن أهداف المنظمات النسوية، وسعيها لكسر صخرة الذكورية في المجتمعات: “إن هدفنا تفعيل، وتنظيم دور المرأة، وكذلك السعي إلى كسر الذهنيَّة القديمة، والعادات، والتقاليد البالية، التي أرهقت المرأة وكبلتها لعقود، وكانت سبباً في ممارسة العنف بحقها، وسلبها حقوقها، وهذه أحد الأسباب، الذي تُفسر عدم قُدرة مجتمعنا على التقدم”.
ونوهت أنه بالرغم من الجهد، الذي تقوم به منظمة سارا إلى جانب المنظمات النسائية الأخرى، لم تستطع التخلص من العنف المطبق على المرأة: “إن الفكر الذكوري راسخ في عقل المجتمع، ولا يمكن تغييره بسهولة، ولكن مقارنةً بالسنوات الماضية قد قلت الجرائم، التي ترتكب بحق المرأة كثيراً”.
إنهاء العنف يحتاج وقتاً
كما أكدت رشا أن الكفاح من أجل حرية المرأة طويل الأمد، ويستغرق وقتاً: “يجب أن تمتلك المرأة شخصية قوية تستطيع بها التغلب على الصعوبات التي تعترض مسيرة حياتها، وأن تجد نفسها ذات قيمة أمام هذه المسؤولية التاريخية”.
وبينت رشا أن منظمة سارا تتعامل مع النساء، اللواتي يتعرضن للعنف بتقديم الدعم النفسي لهن من خلال جلسات الحوار مع الطرفين: “إن العنف هو أساس المشاكل التي تحدث بين الطرفين، فإن سكتت المرأة على تعنيفها ستواجه ظلما وتهمشا كبيرين”.
وأدانت رشا الجرائم المجتمعية، والعنف الممارس ضد النساء: “نتعهد بتصعيد النضال ضد ذهنية التملك، والاستبداد، والظلم النابع من الذهنية الذكورية السلطوية المريضة، التي أفرزت العنف، والقتل، ومزقت جسد المجتمع، وحولته لطبقات يتم فيها معاملة المرأة على أنها دون الرجل، وأنها مجرد سلعة يبقيها، أو يلغيها إذا أخذ منها مراده”.
إحصائيات عام 2024
حسب الإحصائيات، التي وثقتها منظمة سارة من تاريخ 1/1/2024 لغاية 1/7/2024 على مستوى إقليم شمال وشرق سوريا، حصلت سبع حالات قتل، وخمس حالات انتحار، و24 محاولة الانتحار، وحالات الضرب والإيذاء 58 حالة، حالة واحدة للشروع بالقتل، وتعدد الزوجات 52 حالة، والتحرش خمس حالات، وتزويج للقاصرات 37 حالة، وحالة خيانة زوجية، وحالتا اغتصاب، وحالتا حرق، وأربع قضايا ابتزاز الكتروني، وخمسون حالة هروب، وثلاث حالات دعارة، و72 حالة نفسية، وست حالات قيد المتابعة.
وقد سجلت مقاطعة الجزيرة أكثر الحالات لتعدد الزوجات، وهي 40 حالة، وفيما يتعلق بزواج القاصرات وصل عدد الفتيات إلى 33 فتاة، وجميع النساء التي حاولت الهروب هن من مقاطعة الجزيرة.
وإحصائيات السنة الماضية 2023 فقد وصلت جرائم الضرب والإيذاء إلى 579 حالة، والدعارة 15 حالة، وتعدد الزوجات 179 حالة، وزواج القاصرات 38 حالة، والطلاق 287 حالة، و25 حالة قتل، و64 محاولة انتحار، و12 حالة انتحار، وثماني حالات اغتصاب، و132 خلافاً زوجياً، وست حالات نفسية، وأربع حالات تحرش، وسبع حالات ابتزاز الكتروني، وخمس حالات هروب، وحالة مخدرات، وحالتا حرق.
وبمقارنة مع إحصائية العام الجاري، فإن العديد من حالات الهروب والحرق، والحالات النفسية، والتحرش قد تجاوزت السنة الماضية بالرغم من أن السنة لم تكتمل.
وطلبت الناطقة باسم منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة في إقليم شمال وشرق سوريا “رشا درويش” في ختام حديثها من النساء اللواتي يتعرضن للعنف أو لضغوطات نفسيه، أن يتوجهن إلى المنظمات النسائية لتلقي المساعدة: “عليهن ألا يخضعن لهذه الحياة، فالمرأة لها مكانتها وحقوقها في المجتمع، ونحن نقف مع النساء المعنفات ونأخذ حقوقهن عن طريق القضاء، وكل امرأة قادرة على تغيير حياتها، ونحن سنقف مع النساء المعنفات حتى ينلن حقوقهن”.