No Result
View All Result
المشاهدات 0
في حوار أجرته وكالة أنباء هاوار مع رئيس حزب سوريا المستقبل إبراهيم القفطان حول أهداف حزب سوريا المستقبل وخريطة الطريق لحلّ الأزمة السوريّة، ورؤية الحزب في حلّ الأزمة السوريّة والعلاقات الداخليّة والخارجيّة للحزب وخطط الحزب المستقبليّة. وهذا نص الحوار:
-بعد انطلاق الثورة السوريّة تشكلت العديد من الأحزاب السياسيّة، لماذا لم ينضم حزب سوريا المستقبل إلى أحد الأحزاب الموجودة سابقاً، وأعلنتم تأسيس حزب جديد، ما هدف تشكيل الحزب؟
أغلب الأحزاب الموجودة في سوريا كانت تتبع لأطراف معينة ولم يكن هنالك أحزاب حرّة مدافعة عن المفهوم الوطنيّ في سوريا، بعد بدء الأحداث في سوريا تأسست أحزاب بعضها قوميّ وآخر دينيّ، والحقيقة أنّ الساحة السياسيّة تفتقد لأحزاب وطنيّة سوريّة، وهنا أنوّه بأنّنا لا نشكّك بوطنيّة بعض الأحزاب، ولكن مسار تلك الأحزاب أثّر على طابعها.
نهجنا في حزب سوريا المستقبل نهج وطنيّ، لا توجد لنا أجندة خارجيّة، بالإضافة إلى ترسيخ روح الانتماء وقبول كافة القوميات في سوريا، وكان السبب الأساسيّ من تأسيس الحزب هو الانتقال إلى مرحلة ما بعد مرتزقة داعش. تأسس الحزب في مدينة الرقة، المدينة التي جعل منها مرتزقة داعش عاصمة لهم، ونقول نحن حزب سوريّ وطنيّ ليس له أجندة إلا الوطنيّة والمواطنة، فالحزب له نهج خاص وأخذ على عاتقه السير بسوريا الى بر الأمان بعد استنزاف امتدَّ لسنين عديدة، وأن يكون تداول السياسة ضمن الصالونات السياسيّة لا أن يتحمل أبناء سوريا فاتورة هذه الصراعات الدوليّة والإقليميّة.
– ما هو محور النقاشات التي دارت في المؤتمر التأسيسيّ للحزب، وما هي الأولويات؟
تأسيس الحزب كان مطلب الشعب السوريّ، والمحاور الأساسيّة التي ينطلق الحزب على أساسها هي التعدّدية واللامركزيّة والديمقراطيّة. واعتمدت مبادئ الحزب على مرتكزات عدة أهمها المواطنة السوريّة مع الاحتفاظ والاحترام للقوميّات الأخرى إلى جانب التركيز على قضية الشعب الكرديّ.
-اتهمت بعض الأطراف بعد تشكيل الحزب مباشرة بأنّكم تعملون لمصلحة الدول الخارجيّة أو موالون لطرف أو لآخر، كيف يردّ حزب سوريا المستقبل؟
تركّز الوسائل الإعلاميّة دائماً على الإشاعات ولكننا نريد حقائق، وقد قال علي بن يلدرم بعد تأسيس الحزب بعدّة ساعات: إنّ حزب سوريا المستقبل هو الوجه الآخر لحزب الاتحاد الديمقراطيّ. فيما ذهب آخرون للقول بأننا تابعون لأمريكا. نعم الكلّ يقول فما الحقيقة؟ الحقيقة هي ما سنثبته على أرض الواقع والأيام القادمة ستثبت بأنّ العمل عندنا يسبق القولَ، وسنتابع ذلك، وسنرى في النهاية من يخدم السوريين. وأكررها نحن لا نخوّن أحداً في سوريا، بل نعتمد على سياسة حسن الظن لا إساءته، لأنَّ حسن الظن هو المعوّل عليه في توحيد السوريين، فيما الإساءة والشكّ والرمي بأسهم قاتلة هو ما يطيل الأزمة السوريّة، فنحن لا نريد أن نرمي أحداً بسهام التشكيك والتخوين بل نريد احتضان كل الوطنيين السوريين، وبناء الحاضنة الوطنيّة هدفنا الأساسيّ لتضمَّ كل السوريين، وستثبت الأيام أنّ حزبَنا يعمل من أجل مصلحة الشعب السوريّ.
من خلال زياراتنا ولقاءاتنا مع الأحزاب والتيارات السياسيّة وكذلك الاجتماعات الجماهيريّة، بات الكلُّ يعلم بأنّ حزب سوريا المستقبل حزبٌ وطنيٌّ ليس تابعاً لأيّ جهةٍ، ولا يرتبط بأيّة أجندات خارجيّة، منطلقنا ومستقرنا وطنيّ. ولكن ذلك لا يمنع من أن يكون لنا تقاطعات مع أطرافٍ أو دول أخرى، وهذه حالة طبيعيّة في العمل السياسيّ، لأنّ هنالك دولاً تتقاطع مصالحها مع دول أخرى، وهذه التقاطعات والمصالح سيتمّ العمل عليها استناداً إلى مصلحة الشعب السوريّ وليس العكس، كما فعلتها بعض الأحزاب والتيارات وبعض الفصائل العسكريّة التي اعتمدت على أطرافٍ أو دول لتستهدف أو تحتلَ بعض أجزاءٍ من سوريا، سنلتقي حيث نضمن مصالح الشعب السوريّ مع الدول الأخرى، وليس على حساب مصلحة الشعب السوريّ.
-احتضن المؤتمر التأسيسيّ لحزب سوريا المستقبل العديد من الشخصيات من المناطق السوريّة، كخطوة أوليّة بعد الإعلان عن تأسيس الحزب، ما الهدف من ذلك وما تقييمكم لمسار العمل والتعاون معهم حتى الآن؟
أيّ حزب سياسيّ يجب أن يكون له برنامج عملٍ، وهذا البرنامج محدد بمهلة زمنيّة كأنّ ينجز خلال عام أو أشهر، والأهم وجود برنامج عملٍ وطنيّ، وفي الحقيقة بعد اجتماعنا مع الجماهير والكتل الحزبيّة الموجودة داخل سوريا وتواصلنا مع أهلنا وأبنائنا السوريين في المهجر وجدنا استجابة كبيرة، فالكلّ كان ينظر لحزب سوريا المستقبل بأنّه سفينة النجاة لكلّ السوريين. والاختلاف في وجهات النظر حالة صحيّة، ولكن المهم أن نتقاطع في النقاط التي تخدم مصلحة الشعب السوريّ، وعليه يمكننا أن نناقش كافة النقاط وأوجه الخلاف.
-عقد حزبكم عدة لقاءات جماهيريّة في مناطق الشمال السوريّ، كيف وجدتم موقف الأهالي من الحزب وما هي أبرز الأسئلة التي وُجّهت إليكم؟
نعم عقدنا عدة اجتماعات جماهيريّة في مناطق الشمال السوريّ، والهدف منها تعريف المجتمع السوريّ بحزب سوريا المستقبل وأهدافه، والاستماع إلى آراء الشعب ومقترحاتهم، والأسئلة التي طُرحت في جميع الاجتماعات كانت من ناحية الأمن وتساءلوا عن إمكان حزب سوريا المستقبل بأن يسير بسوريا نحو الأمان وأن يكون حاضنة لجميع السوريين وهل سيحقّق الحزب ما يتطلع له السوريين وأكّدنا لهم بأنّنا بإمكاننا تحقيق إنجازات كبيرة ولدينا مؤهلات لذلك.
-إلى أيّ مدىّ وصلت علاقات تواصل حزب سوريا المستقبل مع الأطراف الوطنيّة في الداخل أو الخارج؟
نعم لدينا علاقات كثيرة مع الداخل السوريّ والكل يعلم فبلغ عدد الاجتماعات مع الأحزاب الموجودة في شمال شرق سوريا 18 اجتماعاً وحتى تجاوز ذلك والهدف كان خلق جبهة ديمقراطيّة. أما بخصوص علاقتنا مع أبنائنا في الخارج الكل يعلم أيضاً منذ أيام زارنا وفدٌ من بريطانيا من حركة التجديد، ولدينا تواصل أيضا مع بعض القوى السياسيّة في الولايات المتحدة الأمريكيّة وأوروبا، والكلّ يتواصل معنا لأنّ رؤية حزب سوريا المستقبل هي رؤية وطنيّة تسعى إلى السلم والسلام في سوريا.
-بعد نجاح المرحلة الأولى والتي تضمنت تأسيس الحزب واللقاء مع أهالي شمال سوريا والأحزاب السياسيّة ما هي الخطوة التالية لحزب سوريا المستقبل؟
ننظر كحزب دائماً إلى المشاريع كبناء ولطالما كانت مرحلة التأسيس ناجحة فباقي المراحل ستكون ناجحة حتماً وقريباً لدينا مشاريع كبيرة، ومنها التواصل مع الداخل السوريّ ولدينا أعضاء من الداخل السوريّ في المناطق التي يسيطر عليها النظام ولدينا أعضاء كثيرون في الداخل السوريّ. ولا يمكننا أن نفصح عن بعض الأسماء لأسباب أمنيّة، لكن سنفتح مكاتبنا ونتقارب مع كافة السوريين ولن ننحصر في الشمال السوريّ بل ستكون سوريا عموماً حاضنة لنا وأيضاً دول العالم ستكون حاضنة لنا لأنّ أيّ شخص سوريّ موجود في أيّ دولة سنرسل له شعار حزب سوريا المستقبل فحزب سوريا المستقبل له برنامج، ويقبل النقد والنقد الذاتيّ شريطة أن يكون نقد بنّاء لا نقد هدّام وسنصل إلى ما يسعى إليه الشعب السوريّ.
-أين هو حزب سوريا المستقبل من الاتفاقات وموقعه من السياسات المتبعة المفروضة على الساحة السوريّة في خضم التطوّرات والتغيّرات في سوريا؟
في بداية الثورة السوريّة كان الموضوع سوريّ سوريّ وبعدها تحوّلت إلى سورية إقليميّة ثم تحوّلت إلى إقليميّة وأصبحت بعدها المسألة السوريّة دوليّة، وأنا لا أريد أن أقول إنّ الملف السوريّ خرج من يد السوريين فعندما ينعقد في أيّ دولةٍ مؤتمر يُحضِرون السوريين هناك للادعاء بأنّ السوريين هم من يتحاوروا فيما بينهم، علينا أن نعيَ مصالح الدول لكن ليس على حساب مصلحة الشعب السوريّ. وذكرنا في مؤتمرنا التأسيسيّ أن ليس لدينا أيّة مشكلة لنتقاطع مع الدول الإقليميّة أو العظمى شرط ألا يكون كما حصل مع فصائل درع الفرات، لأنّه وبعد تقاطع مصالح هذه الفصائل مع القوى الخارجيّة احتلوا عفرين ومناطق أخرى، ولم تقطع مصالحها لوقف نزيف الدم السوريّ، وحلّ الأزمة، أما حزب سوريا المستقبل سيتقاطع مع الدول بحيث تكون لخدمة الشعب السوريّ، وليس على حساب السوريين بل من أجل السوريين.
-ما هو توجّهكم كحزب سوريا المستقبل لحلِّ الأزمة التي تشهدها المناطق السوريّة؟
حدثت ثورات عديدة وظهرت أزمات وانتهت بالحلِّ، لا نتمنّى أن يطول هذا الأمر إلى سنين إضافيّة، وما يتعهد به حزب سوريا المستقبل هو أن يقصّر مسافة النزيف، ويقصّر زمن هدر الدماء وهذا ما ندعو إليه من خلال علاقتنا مع أبنائنا في الداخل السوريّ. الحكومة المركزيّة في سوريا أصبحت من زمن ماضٍ ولم تعد صالحة، وما تأسّس عليه حزب البعث لا يمكن أن يكون صالحاً لمستقبل سوريا، وعهد الحكومة المركزيّة لا يمكن تطبيقه الآن، وفي هذا الصدد لدينا رؤية متكاملة للحلّ السياسيّ في حزب سوريا المستقبل، لسنا كبعض الجهات الأخرى التي اختزلت أهدافها بطلب السلطة، بل نريد تغيير ذهنية النظام وأخذه إلى أفق جديد متطور ونسعى في الحزب في سبيل التعدديّة واللامركزيّة وإيماننا كبير بشعبنا وأخوة الشعوب والديمقراطيّة ضمن إطار سوريا واحدة أرضاَ وشعباً وعلى أساس احترام كافة الثقافات والشعوب المتواجدة في سوريا.
-هل هناك تأثير للتدخلات الخارجيّة بإطالة الأزمة السوريّة؟
التدخّلات الخارجيّة كان لها حاضنة في الداخل السوريّ، أما السبب هو فساد النظام وجهل بعض التيارات الأخرى كما حصل في الائتلاف، فالائتلاف الآن ــ كما كان في البداية ــ في حضن تركيا، علماً أنّه عندما خرجت المعارضة أكثر من 100 دولة اعترفت بالمعارضة السوريّة بشكل رسميّ. وكانت مقبلة على انجازات غير مسبوقة لكنها قزّمت نفسها بالاقتصار على اعتراف دولة واحدة هي تركيا، استبداد النظام وجهل المعارضة أدخل الغرباء إلى سوريا ما أدّى لدخول التيارات الإسلاميّة والتكفيريّة وحتى التيارات القوميّة والقاسم المشترك بينها هو التطرف.
-هنالك اجتماعات تعقد خارج سوريا كجنيف وأستانا، وهناك تحضيرات لكتابة دستور جديد لسوريا، هل يشارك حزب سوريا المستقبل في أيّ من هذه الاجتماعات أو هل أنتم مدعوون لهذه الاجتماعات وما رؤيتكم لكتابة دستور جديد لسوريا؟
لطالما كنا نؤمن بأنّ سوريا موحّدة من البو كمال إلى دمشق ومن الجنوب إلى شمال سوريا، إذاً أيّ مؤتمر ينعقد بتهميش ثلث سوريا هو مؤتمر غير سليم ولا كامل، وهذا المولود الذي سيخرج من أجل بناء الدستور هو دستور ناقص، لأنّه أهمل جزءاً كبيراً من السوريين، وإن لم تشارك كافة الأطراف في الاجتماعات والمؤتمرات سيكون ناقصاً وعليلاً. روسيا وإيران وتركيا يحاولون كتابة دستور جديد لسوريا بحضور 50 شخص من المعارضة والآخرين من النظام وبالتالي سيكون العمل ناقصاً، ما لم نشترك فيه، وسنتواصل في المراحل القادمة وسنقدم مشروعنا أو دستور سوريا المستقبل وسنؤكّد على دورنا الهام في المستقبل.
تمكنت تركيا من احتلال عدّة مناطق شمال سوريا واليوم تهدّد بالدخول إلى مدينة منبج، كيف تنظرون إلى الاحتلال التركيّ للأراضي السوريّة وما هو سبب تدخّل الجيش التركيا إلى الأراضي السوريّة؟
كنا نتمنّى أن تحافظ تركيا على حسن الجوار وتحترم الجيرة، لكن مع الأسف الشديد هي كانت تفكر بإعادة المنطقة إلى ما قبل خمس قرون، لاحتلال المنطقة من جديد وقد تدخّلت عبر استغلال بعض السوريين الذين امتهنوا الارتزاق. عفرين كانت بلدة آمنة ونموذجاً للتعايش المشترك واستقبلت أكثر من نصف مليون مهجّر من المناطق السوريّة الساخنة، وبعد أن تحرّرت مدينة منبج من مرتزقة داعش على يد قوات سوريا الديمقراطيّة وبعد التجربة الديمقراطيّة تعرّف أهلها على الديمقراطيّة ومعنى الإدارات المدنيّة، ونؤكّد ليس بإمكان تركيا الدخول إلى منبج، ونناشد كافة أهالي منبج اللاجئين والمقيمين على الأراضي التركيّة بالعودة إلى بلدهم، ويشاركوا أهل المدينة والإدارات المدنيّة والعسكريّة في إعمار بلدهم وحمايته، فلنتشارك لبناء مدينتنا منبج، لنبنِ سوريا ونبتعد عن الأجندات الخارجيّة، لا نريد الاستقواء بأيّة قوة خارجيّة على أبناء سوريا، بل نستمدُّ القوة من أبناء سوريا لبناء سوريا التعدّدية والديمقراطيّة واللامركزيّة ولكلِّ السوريين.
No Result
View All Result