وصفت أسر الشهداء في ناحية تل تمر الاتفاق الكردي-الكردي بـ “الخطوة التاريخية والمباركة”، ولفتت إلى أن تهديدات الدولة التركية لا تستهدف طرفاً معيناً بل جميع الشعب الكردي, ودعت جميع الأحزاب والقوات العسكرية البدء بالمرحلة الثانية من أجل التصدي للاحتلال التركي.
أعلنت أحزاب الوحدة الوطنية الكردية والمجلس الوطني الكردي السوري في 17 من الشهر الجاري عن اختتام المرحلة الأولى من المفاوضات والوصول إلى رؤية سياسية مشتركة، وتفاهمات وفق بنود اتفاقية دهوك لعام 2014، وذلك من خلال بيان رسمي أُدلي به للرأي العام.
هذا التقارب الكردي أثار جدلاً كبيراً بين الدول الإقليمية والقوات المعارضة وفي مقدمتهم دولة الاحتلال التركي التي بدأت بتهديد المجلس الوطني الكردي “ENKS” على لسان وزير خارجيتها “مولود تجاويش أوغلو” الذي أكد من خلال تهديداته أن المجلس سيكون هدفاً للدولة التركية في حال اتفاقه مع الأحزاب الكردية في روج آفا، بالإضافة إلى إخراجه من الائتلاف السوري.
وبصدد هذه التهديدات أجرت وكالة أنباء “هاوار” عدة لقاءات مع أسر الشهداء في ناحية تل تمر بمقاطعة الحسكة، لتسليط الضوء على أهمية الوحدة الكردية في الوضع الراهن ومدى تأثير تهديدات الدولة التركية للمجلس الوطني الكردي “ENKS”.
اتفاق أخير يصون تضحيات الشهداء
أدرس نعمو، شقيق الشهيدين “سرحد ودمهات” وصف إعلان الاتفاق بين الأحزاب الكردية للمرحلة الأولى بأنه “خطوة تاريخية ومباركة”, وقال “لقد جاءت بعد مضي 9 أعوام على اندلاع الحرب في سوريا بشكلٍ عام وثورة روج آفا بشكلٍ خاص واجه الشعب العديد من العوائق والحروب الدامية”.
وبيّن نعمو، أن الحروب في مناطق شمال وشرق سوريا أدت إلى وقوع أكثر من 12 ألف شهيد و25 جريح, وتابع “المفاوضات الأخيرة التي جرت بين الأحزاب الكردية، وتضامنها يأتي في خدمة دماء الشهداء, لذلك يجب على الأحزاب الكردية بشكلٍ كامل العمل للوصول إلى اتفاق أخير يصون تضحيات الشهداء والجرحى”.
ونوه نعمو, أنهم كأسر الشهداء يتمنون من الأحزاب السياسية البدء بالمرحلة الثانية للحوار الكردي-الكردي عاجلاً، وتوحيد خطابها قائلاً “توحيد الخطاب الكردي في روج آفا سيكون خطوة لتوحيد الخطاب الكردي في جميع أجزاء كردستان”.
وقد هددت الدولة التركية في الأيام المنصرمة على لسان وزير خارجيتها ” جاويش أوغلو” المجلس الوطني الكردي “ENKS”، ومن خلال تهديداتها بيّنت عدائها للشعب الكردي، وبصدده قال نعمو “نحن نطالب إخوتنا في المجلس الوطني الكردي بالرد على تهديدات الاحتلال التركي، والوقوف إلى جانب إخوتهم الكرد، لأن وحدة الأحزاب الكردية في روج آفا هي الخلاص من الهجمات التي تستهدف المنطقة ومحل اطمئنان لشعوبها”؟
التهديدات لا تستهدف حزب بعينه
ومن جانبها لفتت، هدلة عبدالوهاب، زوجة الشهيد “سرحد”, أنه “بفضل دماء الشهداء وصلنا إلى هذه المرحلة، كما أن الاتفاق الأخير بين الأحزاب السياسية سيكون له إيجابيات كبيرة على شعوب المنطقة وذلك من خلال وحدتها وتضامنها”.
وأضافت “تهديدات الدولة التركية لا تستهدف المجلس الوطني الكردي “ENKS” فقط وإنما تستهدف جميع الأحزاب السياسية في جميع أجزاء كردستان، الدولة التركية لا يمكنها أن تصبح صديقة للشعب الكردي فهي تهدف إلى إبادة الكرد أينما وجدوا”.
أما صلاح محمد، شقيق الشهيد “آزاد” فبين أن الاحتلال التركي يحارب الشعب الكردي منذ القدم وحتى وقتنا الراهن, وتهديداته لا تنحصر فقط بالشعب الكردي، بل يهدد كافة شعوب المنطقة.
ودعا صلاح في نهاية حديثه, الشعب الكردي وجميع القوات العسكرية والأحزاب السياسية إلى الوحدة للتصدي لهجمات الاحتلال التركي على كردستان.