No Result
View All Result
المشاهدات 0
كشفت دراسة حديثة عن وصول أول كائن بحري غازي دخيل إلى سواحل القارة القطبية الجنوبية محمولاً على ظهر نوع من الطحالب. يعتبر هذا الاكتشاف الدليل العلمي الأول على بلوغ نوع من الحزازيات البحرية شواطئ إحدى جزر القارة -التي تعد دخيلة عليها- بهذه الطريقة، الأمر الذي يوفر فهماً أعمق لغزو بعض الأنواع لبيئات جديدة، كما يمثل دليلاً جديداً على التأثيرات السلبية للتغير المناخي على البيئة.
وتم اكتشاف نوع من الحزازيات البحرية يعرف باسم حصير البحر -الذي يحمل الاسم العلمي “ميمبرانيبورا ميمبرانيسي”، بشواطئ جزيرة ديسبشن التابعة للقارة القطبية الجنوبية، الأمر الذي يحدث للمرة الأولى، حيث لا ينتمي حصير البحر إلى النظام البيئي بأنتاركتيكا.
بينت الدراسة أيضاً كيفية وصول ذلك الكائن الدخيل إلى سواحل القطب الجنوبي، حيث إنه قطع مئات الكيلومترات من بيئته الأصلية بجنوب شرق المحيط الهادي وصولاً للقارة القطبية الجنوبية على ظهر أعشاب بحرية تتبع الطحالب البنية تدعى (طحالب الكِلْب)، والتي انجرفت إلى هناك بفعل التيارات البحرية وحركة الرياح.
يعد ولوج كائنات دخيلة إلى نظام بيئي جديد -بخلاف بيئاتها الأصلية- أمراً غير مستبعد في عالمنا المعاصر، إذ إنه بفعل التوسع غير المسبوق بالأنشطة البشرية، إلا أن ما يجعل هذا الكشف العلمي فريداً من نوعه، أن تلك هي المرة الأولى التي يصل فيها كائن غازٍ إلى أنتاركتيكا على متن طحالب الكِلْب وهو على قيد الحياة، حيث كان يعتقد بأن هذا الأمر غير وارد بالقارة القطبية المتجمدة بفعل عزلتها وظروفها المناخية القاسية.
يرجع السبب في قدرة طحالب الكِلْب على حمل كائنات حية أخرى لبيئات جديدة إلى كبر حجمها وتركيبها الصفائحي الذي يشبه طبقات متراكبة، الأمر الذي يُمكنها من نقل كائنات بحرية كالحزازيات والرخويات والمفصليات وشوكيات الجلد واللاسعات والإسفنجيات مسافات هائلة تبلغ آلاف الكيلومترات أثناء انجرافها بفعل الرياح والتيارات البحرية.
هذا، ولا يزال الكثير من العلماء يقومون بدراسة التنوع الحيوي والنظم البيئية بأنتاركتيكا، وذلك بهدف الكشف عن وصول أية أنواع غازية أو دخيلة إليها قبيل توطنها ومحاولة تدارك الأمر قبل فوات الأوان.
No Result
View All Result