No Result
View All Result
المشاهدات 0
أزهر أحمد –
طالما يكون هناك احتلال ستكون المقاومة وكلما اخترع المحتل أساليباً للقهر والاحتلال؛ تنوعت أساليب وطرق المقاومة، بالسلاح بالقلم بالغناء والفن والريشة، وهكذا كانت “يلدا عباسي” الكردية الخراسانية، ومنذ وطئت قدمها أرض مطار إسطنبول وهي ترى الحفاوة والتقدير والتحية الحارة من جماهير المستقبلين في قاعة الانتظار لمطار إسطنبول.
“يلدا عباسي” كردية خراسانية تفتخر بكرديتها وتحن إلى كل جزء من وطنها الكبير وتعتز بأخوتها وبمناسباتهم. هي تعيش أفراحهم وأتراحهم وتغني، فينطلق صوتها بين جبال كردستان ليرتد صداه بين طوروس وأمانوس وزاغروس وجودي وقنديل وآرارات، أملاً، طرباً، قوة لمن يعانق بندقيته في حضن السهول وقمم الجبال.
كعادتها كل عام شاركت يلدا في افتتاح مركز ميزوبوتاميا للثقافة في آمد، الذي يكون فرصة للمثقفين والفنانين للملمة جراح شعبهم وإطلاق العنان لفنهم، ليكون سداً ومقاومة في وجه لصوص الأوطان وأعداء الشعوب، فنانين وكتاب ومثقفين كرد وأصدقاء من جنسيات مختلفة يريدون البحث عن حقيقة شعبهم وحقيقتهم أسوة ببقية العالم الظالم.
يلدا سبق لها أن صرخت بوجه العدوان والاحتلال التركي لعفرين وباتت معرفة لدى الأمن التركي وكان لها بالمرصاد، لكن الفنانة الرقيقة القوية وذات الإرادة الفولاذية لم تستكن ولم تستسلم، ودوي صوتها ممتزجاً بالغضب والدموع وصرخات المقاومة، ولم يستطع أحد اعتقال صوتها الممتزج بالانتقام والتحدي.
كان لصرخات يلدا من قَبل ردود فعل عالمية على وسائل التواصل الاجتماعي، وهي تفضح أساليب الاحتلال التركي الإجرامية في عفرين وتشجب الانتهاكات والخطف والسرقة والاغتصاب وتخريب بساتين وحقول المدنيين وكسر الأشجار، وكسر أطراف الأسرى، والتمثيل بالجثث في عفرين، فهي تحمل حساً مرهفاً وفية لإخوتها ولقضيتها ولتراب وشعب كردستان أينما كان لا فرق لديها، تُعبّر عن وفائها وانتمائها لأبناء جلدتها بالتضامن معهم بصوتها بمواقفها بقلبها المعلق دائما بألم الجرحى وآمال عودة الأهل إلى عفرين والأسرى إلى أحضان أمهاتهم وأهاليهم. وقد شاركت في نشر صور المعذبين وفضح صور المجرمين في كردستان عامة وفي وعفرين خاصة. وكذلك كانت قد شاركت في لقاء في مدينة “وان” وفضحت المجرمين في تركيا ومعبّرة عن رأي المظلومين، ليكون صدى صوتها صادقاً صدق قضية شعبها، صافياً صفاء ينابيع زاغروس حلواً حلاوة ثمار خراسان.
ازدادت إصراراً على استمرار المقاومة بصوتها الرقيق وكلماتها الهادفة الثائرة الحماسية تارة والحزينة النابعة من جراح الأهل والمناضلين تارةً أخرى. ليكون كالرصاص يصب في آذان من قنع وجهه وهو مدجج بالأسلحة ووسائل الإرهاب. لتنهزم أجهزة الأمن التركية وتطلق سراحها بعد ان أحاطت بها الجماهير واضطرت لإخلاء سبيلها، وهي تهتف اوقفوا التطهير العرقي في عفرين.
عباراتها وصراخها “اوقفوا التطهير العرقي في عفرين” رقتها في صورتها لحظة محاولة اعتقالها، نظراتها كانت تقدح شرارة متوعدة بالانتقام بطريقتها، أغنياتها ونبرة صوتها رسالة إلى الغزاة، بأن المقاومة ستبقى ما بقي الاحتلال، وأن الأصوات الجريئة والغاضبة لن تصمت أبداً لتعانق صوت يلدا عباسي.
No Result
View All Result