سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

أهمية المسرح تربوياً

أحمد اليوسف –

“أعطني مسرحًا أعطك أمة”؛ مقولة تحمل الكثير من الصدق، ذلك أن للمسرح آثاراً تربوية لا تخفى على مبصر واع يدرك أهمية النشاط المدرسي، الذي يعد المسرح دعامة من دعاماته، وفق برامج هادفة تخطط لها مؤسسات التعليم تخطيطًاً مدروس الجوانب المتكاملة، أسوة بالعمليات التربوية  التي تسعى جاهدة  لتكوين شخصية أبناء المدارس بصقل مهاراتهم، عن طريق تنمية ملكاتهم وقدراتهم بشتى وسائل رفع قدراتهم المعنوية، تعزيزًا لمبدأ الشجاعة الأدبية، السبيل الأمثل لعلاج الخجل، والانزواء بعيدًا عن الآخرين خوفًا من تعليقات الأقران السالبة أحيانًا، حيث يسود التوجس، والرهبة، والتخوف.
يقولون: المسرح أبو الفنون، ففي داخل حجرات الدراسة أكثر من موقف سلوكي، تعليمي تربوي من خلال المواد الدراسية المختلفة في مقدمتها حصص اللغة بمهاراتها: القراءة، الكتاب، التحدث، الإملاء، الاستماع، وهذه كلها تتكامل عند التعبير الشفهي والتعبير الكتابي كونه النشاط اللغوي الذي يمثل ركيزة التربية عبر مجالات متعددة يلعب المسرح فيها الدور الرئيس، مضمونًا مرةً، وشكلاً مرةً أخرى، لذلك تعنى وزارات التعليم به كثيرًا، فتجدها تضع برامج خاصة تناسب الفئات العمرية من مرحلة لأخرى، مستعينة بخبرات بعض موفديها الذين توفدهم إلى دورات تدريبية لنيل دراسات في المسرح لتفعيل نشاطه بتأسيس فرق مدرسية، ومناطق تعليمية توفر لها جميع المقومات، فتزدهر حركة المسرح خاصة بوجود تربويين ميولهم مسرحية.
يتساءل البعض: ماذا يرجى من المسرح المدرسي؟ أيعد التمثيل من منظور علماء النفس وسيلة علاج فاعلة؟ ومن هنا نتعرف على المسرح المدرسي حول العالم، فمن أوائل بلدان العالم التي أولت المسرح المدرسي اهتماماتها أمريكا، وأوروبا، فقد أقيم أول مسرح تعليمي للأطفال سنة 1930 م بالولايات المتحدة الأمريكية بنيويورك بإشراف الاتحاد التعليمي. وفي الوطن العربي، تقدم زكي طليمات (رائد المسرح المدرسي) سنة 1936م بمذكرة وزارة المعارف بشأن الفرق التمثيلية بالمدارس الثانوية، حيث نصت المذكرة على إنشاء مسرح قابل لطيه، وتركيبه في أي مكان بكل مدرسة ثانوية.
ومن أبرز أهداف المسرح المدرسي أنه يُعين الطالب على التعليم، فيشعر بالمتعة، وتزداد قابليته لتلقي الدروس.
وكذلك المسرح يبسط مواد الدراسة عبر (مسرحة المناهج) بأساس تربوي. كما أنها تنمو حاسة الذوق الفني والجمالي لدى الطالب. ويكتسب طالب العلم والشجاعة الأدبية، التي تقوي ثقته بنفسه. كما يغرس المسرح روح الانتماء إلى الجماعة، والتعاون معها ويكوّن في الطالب مهارات التواصل اللغوية، والإسهام في حل مشاكل المجتمع وإصلاحها، ويساهم بتقوية علاقات الطالب ببيئته المدرسية من زملاء، ومعلمين.
يهدف المسرح أيضاً إلى توجيه طاقات الطالب توجيهًا سليمًا يكون منه شخصية اجتماعية واعية، وتنشيط حواس الطالب السمعية والبصرية وتربية الطالب على الانضباط والنظام وحُسن التصرف.
وإن أهم عوامل نجاح المسرح المدرسي، حرية المشاركة وتوافر الرغبة، الموهبة، حسن التصرف، القدرة على الابتكار، والتعاون مع الآخرين. تبادل أدوار التمثيل بين أعضاء المجموعة، النصوص المناسبة، التدريب، توفر متطلبات الإخراج، وإجراء عرض أولي يعزز بالنقد لتجنب الأخطاء في العرض المسرحي. وتقديم البروفات تحت إشراف لجنة متخصصة.