روناهي/ كوباني -لكل عام جديد أمنيات يتمناها الجميع أن تتحقق، ولكن أمنيات الشعب السوري تختلف عن أمنيات الآخرين؛ فأمنياتهم هي العيش بسلام وحرية، وفي كوباني تمنى الأهالي حلول الأمان في العام القادم، وتعزيز إخوة الشعوب أكثر فأكثر.
عندما يقترب الانتهاء من عام والدخول في عام آخر، يتمنى الجميع أن يكون العام الجديد عاماً مفعماً بالسعادة والنجاحات في حياتهم، ولكن أمنيات الشعب السوري ليست كأمنيات الشعوب الأخرى؟
شعبٌ عانى الويلات بسبب الصراع
فالشعب الذي ذاق الويلات على مدى السنوات المنصرمة من الصراع السوري، فمن الصعب أن ترى عائلة سورية لا يوجد فيها فقيد أو شهيد ضمن الحرب السورية، فالبعض فقد حياتها أثر القصف الجوي أو المدفعي من قِبل النظام السوري، أو رصاصة طائشة مجهول مصدرها، و البعض كان يقاتل في صفوف النظام السوري أو الفصائل المعارضة، وفقد حياته أثر الاشتباكات التي كانت تدور بينهم، والبعض الآخر قُتِل على يد النظام السوري أو داعش أو الفصائل الأخرى؛ بحجة أنهم كانوا يعملون مع الطرف الآخر، والبعض أستشهد في سبيل تحرير مناطقهم من الاحتلال ورجس مرتزقة ” داعش” وهم أصحاب الحق من أبناء وبنات روج آفا والشمال السوري، فهم استشهدوا أثناء نضالهم ومقاومتهم في وجه الاحتلال التركي ومرتزقته الذين يسعون باحتلال أراضيهم، والبعض الآخر لا يعلم أحداً مصيرهم في هذا النزاع، فهم مفقودين ولا أحد يعلم أين هم!!!! ومن أعتقلهم أو أنهم أحياء أو أموات، فهذا السؤال مازال حسرةً في قلوب الآباء والأمهات وأبناءهم.
وفي هذا الصراع لم تسلم معظم العوائل السورية من معاناة النزوح واللجوء، فقد أكتفوا من تذوق المعاناة والإهانة، لذا من المستحيل أن ترى أمنياتهم مثل أمنيات شعبٍ آخر، فمطالبهم الوحيدة هو أن يحلَّ السلام على موطنهم، وأن تنتهي هذه الأزمة ولا شيئاً آخر، وهزيمة المحتلين والمرتزقة وطردهم.
وبهذا الصدد كانت لصحيفتنا جولة ميدانية في شوارع مدينة كوباني بمناسبة قرب حلول العام الجديد 2019م، ورصد أمنياتهم للعام المقبل.
ليكن عامنا بداية لنهاية الصراع
وبهذا السياق هنأت الأم أمينة لالو عيد رأس السنة الميلادية على كافة شعوب العالم، متمنيةً بأن يكون العام الجديد عاماً يعمُّ فيه السلام والأمان والاستقرار على الشعب السوري، ونهايةً لكل الصراعات في سوريا.
مؤكدةً في حديثها بأن الدولة التركية هي من لا تسمح للشعب السوري أن يعيش بأمان واستقرار وسلام، وإنها تسعى إلى خلق الفتنة بين شعوبها، وتابعت بالقول: “مع اقتراب قواتنا “قسد” من القضاء على مرتزقة داعش في أخر معاقله في هجين، والإعلان بشكلٍ نهائي بالقضاء على المرتزقة، وفي ظل الأمن والاستقرار الذي تعيشه مناطق شمال وشرق سوريا، قامت دولة الاحتلال التركي بخلق بلبلة وفتن بين الناس، ذلك لإطالة عمر مرتزقتها في سوريا، وضرب مشروع التعايش المشترك الذي تعيشه مناطق شمال وشرق سوريا، من خلال تهديداتها التي تتزعم ببدء هجمات احتلالية على مناطقنا”.
وأضافت أمينة بالقول: “نحن شعب استهلكتنا الحروب والصراعات على مدى السنوات المنصرمة، ولم نطالب بالحرب يوماً، ولكن إذا واجهنا أي عدوان وأي احتلال على أراضينا، فإننا مستعدون للمقاومة والنضال أمام هذا العدوان”.
لنضع حداً للمحتل التركي في عامنا الجديد
وبدوره تمنى المواطن أنور مصطفى أن يكون عام 2019م، نهاية لكل الحروب والصراعات في سوريا، وأن يحل السلام والأمان والاستقرار على مدن سوريا، ونوه بالقول: “لقد أكتفينا من جميع هذه الصراعات والحروب، ونحن نطالب بالأمان والاستقرار والديمقراطية والذي تمثله الآن مناطقنا في روج آفا والشمال السوري، ونندد بتهديدات أردوغان لشعوبنا الآمنة”.
أما الأم فوزية مستو فقد هنأت بالعام الجديد جميع أطياف وشعوب سوريا، مطالبةً في حديثها جميع دول العالم والمنظمات الإنسانية عدم الاكتفاء بالتفرج على الشعب السوري وهو يعاني من هذه الصراعات القذرة بين الدول الخارجية، على ثروات ومكتسبات الشعب السوري، ووضع حداً لانتهاكات دولة الاحتلال التركي بحق شعوب شمال وشرق سوريا.