روناهي/ ديرك – استنكر عدد من أهالي شنكال, الذكرى السنوية السادسة لمجزرة شنكال التي ارتكبها مرتزقة داعش بحقهم عام 2014, وأكدوا أنه مهما حاولت القوى الفاشية إنهاء وجودهم وثقافتهم, لن يصلوا إلى مبتغاهم, منوهين بأن العدالة يجب أن تأخذ مجراها ومحاسبة كل من ارتكب الإبادة
صادف يوم الثالث من آب الذكرى السنوية السادسة لمجزرة شنكال, التي تعرض لها الإيزيديون على يد المرتزقة الظلاميين متمثلةً بداعش, الذي لاقى الدعم والتواطؤ من الأنظمة الاستبدادية الفاشية ورموزها السلطويين وعلى رأسهم الدولة التركية الهمجية.
وتعد مجزرة شنكال إحدى أكثر مجازر القرن وحشيةً، والتي كانت تهدف إلى القضاء على الشعب الإيزيدي وإبادته ومحو ثقافته الموغلة بالتاريخ, فحدثت هذه المجزرة الوحشية أمام مرأى العالم أجمع, بما حملت معها من جرائم بحق الإنسانية كقتل الأطفال والمسنين ومنهم من مات جوعاً وظمأً، وخطف وسبي آلاف النساء وبيعهن في أسواق النخاسة, ولم تسلم منهم حتى الأماكن المقدسة والمزارات.
وفي هذ السياق أجرت صحيفتنا “روناهي” عدة لقاءات مع البعض من الأهالي في شنكال, حول هذه المجزرة الوحشية التي ارتكبت بحقهم, والتي أصبحت وصمة عار على جبين الإنسانية.
“سنفشل مخططاتهم”
المواطن بركات إبراهيم تحدث عن المجزرة الأخيرة التي تعرض لها الشعب الإيزيدي مشيراً إلى الإرادة القوية التي وقفت ضدهم: “تعرض الشعب الإيزيدي على مر عقود للمجازر الجماعية وآخرها كانت على يد مرتزقة داعش المدعومين والتابعين للاحتلال التركي في شنكال، جميعها استهدفت الوجود الإيزيدي ومعتقده وثقافته، لكنهم لم ولن يصلوا لمبتغاهم، لأننا شعب ذو إرادة قوية ولن نسمح بأن تنجح تلك المخططات بإبادتنا”.
وتابع بركات إبراهيم قائلاً: “شعبنا الإيزيدي ورغم إرهاب ومجازر مرتزقة داعش وأعوانه, لم يتخلَّ أبداً عن المقاومة ودافع عن أرضه ومعتقداته وثقافته التي تمتد لآلاف السنين”. منوهاً إلى أن الإيزيديين تمكنوا من خلال المقاومة وبمشاركة وطليعة المرأة من الدفاع عن وجودهم وطرد داعش من شنكال, كما حققوا مكتسبات مهمة على صعيد الحماية والإدارة.
“لن ننحني أمام قوى الشر والظلام”
من جانبه استنكر المواطن قحطان خليل الإبادة التي جرت في يوم الثالث من آب عام 2014 وقال: “ننحني إجلالاً لشهداء فرمان الـ 74 الذين استشهدوا دفاعاً عن أرضنا المقدسة وعن الشعب الإيزيدي، في مجزرة القرن الوحشية التي ارتكبها داعش بهدف إبادة المجتمع الإيزيدي وطمس هويته وفرض الدين الإسلامي على الشعب الإيزيدي”.
مضيفاً بأن هذا اليوم ذكرى مؤلمة لشعب كامل عانى كل أنواع الظلم، حيث أن آلاف الإيزيديين الأبرياء خُطفوا وقُتلوا ونَزحوا, مؤكداً بأنه رغم الجروح العميقة والإبادة المستمرة لم ولن يستسلموا, وقال: “لن ننحني أمام قوى الشر والظلام، فالإنسانية لا تموت أمام الشر”.
الوحدة في مواجهة الإرهاب بكل مكان..
واختتم المواطن قحطان خليل حديثه بالقول: “على المجتمع الدولي والمنظمات الحقوقية والإنسانية الالتزام بمسؤولياتها ومحاسبة كل من ارتكب هذه الجرائم الوحشية, لأن العدالة يجب أن تأخذ مجراها ويحاسب كل من ارتكب الإبادة أو ساهم في ارتكابها, كما يجب أن يتوقف الإرهاب لكي لا تصبح مجتمعات أخرى ضحايا كالشعب الإيزيدي, حتى لا يتم سبي النساء واغتصاب الأبرياء وتجنيد الأطفال مجدداً, لذا على العالم أن يتحد في مواجهة الإرهاب والتطرف في كل مكان”.