No Result
View All Result
المشاهدات 3
تنقسم الثقافة إلى نوعين أساسيين هما:
ـ الثقافة المادية: الثقافة المادية تختلف من مجتمع إلى آخر بشكل واضح وتتطوَّر مع مرور الزمن، حيث أحدثت التكنولوجيا تغييراً في ثقافة البشر المادية، وساهمت الثورة الصناعية والزراعية في ذلك، ومن الأمثلة الدالة على الثقافة المادية لبعض الشعوب: الأسلحة، والآلات والمعادن والأبنية، والفن والرسومات، والمخطوطات المكتوبة، والمساجد، والكنائس، والملابس، وأشياء أخرى يمكن أن تنتج أو تستخدم من قبل البشر، وهذه الثقافة تتطوَّر وتتغيَّر بفعل اجتهاد المجتمع وتُسهم بشكل أساسي في التقدم الاقتصادي لأي أمة، ويمكننا أن نسمي هذه الثقافة بالثقافة الصناعية، والأمثلة كثيرة لأمم نمت بشكل ملفت وسريع حين اهتمت بثقافتها المادية (الصناعية) فلا يمكن أن تقوم حضارة على وجه الأرض بدون أن تضع الجانب الاقتصادي في حساباتها الأولية.
ـ الثقافة غير المادية: وإلى جانب الثقافة المادية المجردة يجب الاهتمام أيضا بالجانب اللامادي المتمثّل بالثقافة غير المادية والتي تعرف بأنها (تشكّل الأفكار والسلوك والمشاعر بناءً على القيم والقواعد واللغة حيث تشير إلى الأفكار غير الملموسة التي يمتلكها الناس، مثل: المعتقدات، والقيم، والقواعد، والأعراف والأخلاق وما إلى ذلك)، إذ لا يمكن الفصل بين هذين النوعيين إطلاقاً فلا يمكن أن تقوم حضارة أمة تهمل أحد هذين الجانبين فكل حضارة لها جانب اقتصادي وجانب أخلاقي حتى تدوم ويكون الجانب اللامادي بدور المراقب والمرشد ليؤدي الجانب المادي دوره بشكل يتناسب مع الإنسانية التي بمضمونها تضع الجانب اللامادي في مقام أعلى ومن الأمثلة التي يمكن طرحها عن الثقافة غير المادية تتكون الثقافة الدينية من مجموعة من الأفكار والمعتقدات حول الخلق وعباداتهم، وبناءً على ذلك تتمُّ الاستجابةُ للموضوعات الدينية، وقضاياها، وأحداثها. ومن هنا علينا أن نشير بشكل سريع إلى عدة طرق من خلالها يتم اكتساب الثقافة وتتمثل بالتالي: “الاهتمام بالثقافة من خلال الاطلاع على أخبار العالم وتاريخه وحضاراته ولغاته، وفهم العلوم السياسية، والتعرُّف على جغرافية البلدان والمعالم المعروفة. وقراءة المزيد من الكتب التي تحتوي على مواضيع مختلفة، مثل: الأدب، والمسرحيات، والموسيقا، والخيال. وخلق الثقافة الخاصة عن طريق كتابة الشعر، والقصص القصيرة، والكتب، بالإضافة إلى المسرحيات. واستخدام الإنترنت للاطلاع على الثقافات السابقة. السفر حول العالم مما يساعد على الاطلاع على ثقافات الشعوب الأخرى، وزيارة العديد من الأماكن كحديقة الحيوان والمتاحف للحصول على معلومات جديدة. والتبحُّر في العلوم الأساسية؛ مثل: الفيزياء، والرياضيات، والكيمياء، والعلوم الحياتية. الاطلاع على المعلومات الاقتصادية لدول العالم، والتعرُّف على علم النفس والفلسفة. الاهتمام بالفن والعمارة. وتعلُّم لغات جديدة”.
وهذه الطرق بمجملها تساعد على اكتساب النوعين الأساسيين للثقافة، المادية وغير المادية، وبذلك تكون ثقافة متكاملة الجوانب ومعدّة لبناء حضارة إنسانية تنأى بالمجتمعات والشعوب عن مخلَّفات التطوُّر الصناعي، فحين يتماشى التطور الصناعي والاقتصادي مع ثقافة إنسانية قوامها الأخلاق فلن تنهارَ تلك الحضارة ولن تنتهي مادامت ملتزمة بكلا الجانبين، بل ستظل قيد التقدم المستمر، وبالنتيجة لا يمكن المضي قُدماً بجانب واحد بمعزل عن الجانب الثاني، فلن يكفي أن نكون متقدمين في الجانب الروحي المحسوس، دون أن نبني قاعدة اقتصادية مادية قوية.
No Result
View All Result