روناهي/ كركي لكي- شددت أمهات الشهداء في كركي لكي أنهن يفتخرن بشهادة أبنائهن، وإن أرض روج آفا وشمال سوريا تستحق التضحية، وأكدن أن أمهات الشهداء يستبدلن دمعة الحزن بابتسامة انتصار.
في يوم الشهيد نستذكر مآثره، ونرى فيه القدوة لأجيالنا، فكل الأمم تفتخر بشهدائها وتعتبرهم أيقونة التميز والنصر الذي لا يزول، ولأم الشهيد مراسم خاصة تستذكر بها ابنها الشهيد، ففي أرض روج آفا التي ضحت بآلاف الشهداء من مختلف الشعوب نرى مراسم استذكارهم عند أمهات الشهداء لوحة ممزوجة بالإصرار والافتخار، مؤكدات بأن ما قدموه يستحق التضحية به من أجل الوصول إلى بر الأمان والسلام في شمال سوريا، وفي هذا الإطار كان لصحيفتنا لقاءً مع أمهات الشهداء بخصوص يوم الشهداء الذي يصادف الثامن عشر من شهر أيار.
لكل شهيد رواية سطرت في تاريخ الإنسانية
“الوطن غال ويستحق ما قدمنا في سبيله من تضحيات”، هذا ما قالته أم الشهيد قهرمان “منيفة سليمان” بفخر، وأضافت: “لكل شهيد على تراب روج آفا رواية سطرت بدمائه في صفحات تاريخ الإنسانية، فابني واحد من آلاف الشهداء الذين أبوا الاستغلال والخضوع لسياسات العدو، فمضى في طريق الشهادة ونالها، لأنها كانت مطلبه منذ انضمامه عام 2012إلى صفوف وحدات حماية الشعب وقد نال وسام الشهادة في سنة 2014”.
وتابعت منيفة بصوت حزين متقطع يطغى عليها ملامح فخرها بابنها الشهيد: “ستظل ذكراهم راسخة، وسنحافظ على ما حققناه بفضلهم، وسنحافظ على كل مبدأ من مبادئهم السامية، فهم الصورة الوطنية لأرض روج آفا التي تمثل التضحية بكل غالِ للانتصار على أعداء الحرية وإفشال مؤامراتهم”.
كما واختتمت حديثها قائلةً: “أتمنى أن يظل ذكرى الشهداء حياً قولاً وفعلاً، وألا نستغل قيمهم السامية في تحقيق مآرب لا تمت لأهداف قضيتنا بصلة”.
لو لم تكن الأهداف نبيلة لما ضحينا بنقطة دم واحدة
بامتزاج دماء أبناء شمال وشرق سوريا شكلوا لوحة فسيفسائية مليئة بالموزاييك تشير إلى أهداف وقيم إنسانية تدعو إلى أخوة الشعوب، بهذه الكلمات عبرت أم الشهيد هفراز “صالحة درويش” عن فخرها بشهادة ابنها هفراز.
مضيفةً بأنه في عيد الشهداء يستذكرن أبنائهن الذين ضحوا من أجل أرض روج آفا وكانوا يمثلون صوت كافة الشعوب الموجودة في المنطقة، مؤكدةً بأنهم ضحوا بدمائهم كي يحيا شعوبها بسلام، وتابعت بالقول: “فيجب علينا أن نحافظ على مكتسباتنا وحقوقنا التي ناضلوا من أجلها، لأن أمامنا طريق صعب سلكه إن لم نتحد، فأعداؤنا كثر، والمخططات الدولية الهادفة لإفشال ما حققناه بفضل دماء شهداءنا مستمرة، ولإفشالها يجب أن نستمر في التضحية ونكون على قدر عالٍ من المسؤولية والوعي في هذه المرحلة الحساسة، كي يظل اسم الشهيد حياً ويدعوا للبهجة حين التمتع بحقوقنا على أرضنا والعيش بسلام”.
واختتمت الأم صالحة حديثها بالقول: “أنا كأم شهيد لست نادمة ولا متحسرة بل فخورة دوماً بما قدمت وسأقدم المزيد والمزيد في سبيل أرض روج آفا فهي تستحق التضحية والعناء من أجل النصر”.