سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

أمريكا تُحاول إِرضاء تركيا على حِساب الكُرد!

نوري سعيد –

إذا كانت أمريكا تُحاول إرضاء تركيا انطلاقاً من مصالحها كدولة عظمى؛ لأن تركيا لها وزنها في المنطقة وهي عضوة في الناتو فهذا من حقها. ولكن؛ أن يكون ذلك على حساب شعبنا الكردي المظلوم وحساب شعوب المنطقة كافة، فهذا مرفوض بالمطلق. إن رصد أمريكا ملايين الدولارات لكل من يدلي بمعلومات عن ثلاثة من قادات حركة التحرير الكردستانية شيء يدعو للاستغراب والاستهجان في الحين نفسه؛ لأن القادة مراد قره يلان وجميل بايك ودوران كالكان ينتمون لحركة تحررية هدفها تحرير الإنسان والبشرية من الظلم والاستغلال، وليسوا من الدواعش والقاعدة؛ ولأن حركة التحرير الكردستانية تدافع عن حقوق شعبنا المهضومة؛ فلماذا لا تطالب أمريكا بزعيم الحركة القومية التركي دولت بهجلي الشوفيني والعنصري. إن النظام التركي حتى الآن ينكر وجود مسألة كردية في تركيا ويصف الكرد بأنهم أتراك الجبال الذين نسوا لغتهم التركية! شعب تعداده يفوق الخمسين مليوناً وفي تركيا وحدها يفوق العشرين مليون، وهذا الشعب يختلف عن شقيقه الشعب التركي لغوياً وثقافياً وبالعادات والتقاليد يعيش على أرضه التاريخية منذ آلاف السنين، أليس من حقه أن يُطالب بحقوقه مثل بقية الشعوب أم أن عليه أن يظل مضطهداً إلى ما شاء الله! تركيا حتى الأمس القريب كانت تمنع شعبنا من التحدث بلغته في الدوائر الرسمية وأوروبا ترفض ضم تركيا إلى الاتحاد الأوروبي بسبب ملف حقوق الإنسان والحريات العامة، فما الداعي لهذا القرار الأمريكي إذن؟! تركيا زجت نواب حزب الشعوب الديمقراطية في السجون لأنهم انتقدوا تدخل تركيا في شؤون كل من سوريا والعراق، ومع ذلك تدّعي الديمقراطية والعلمانية. إن القادة الثلاثة التي تطالب بهم أمريكا هم قادة حركة التحرر الكردستانية، وهم يدافعون عن شعبنا المهضومة حقوقه والذي تريد تركيا إبادته، وكان الأولّى بأمريكا أن تطالب بالجنرالات الأتراك الذين أعطوا الأوامر للجيش والمرتزقة باحتلال عفرين، وارتكاب المجازر بحق المواطنين والأهالي هناك. إننا ندرك بأن أمريكا ما كانت ولن تكون يوماً صادقة في تعاونها مع الآخرين وتنطلق من مقولة “لا عداوات ولا صداقات دائمة في السياسة”، من هنا؛ فإن شعبنا الكردي في الأجزاء الأربعة يستنكرون الخطوة الأمريكية ويطالبونها بالكف عن ملاحقة القادة الكرد الثلاثة؛ لأنهم لم يرتكبوا أي ذنب بحق أمريكا. أعلنت حركة التحرير الكردستانية في باكور كردستان وقف القتال من جانب واحد عدة مرات ودعت إلى الحوار. ولكن؛ النظام التركي كان يُصرُّ على مواصلة القتال. لا يجوز أن تقف أمريكا مع الأتراك لأنهم ما كانوا يوماً دُعاة سلام، بل كانوا ولا يزالون محتلين لأراضي الآخرين، وغزاة ومصاصي دماء ولا داعي لأمريكا أن تشوه صورتها بالتقرب من النظام التركي، بل عليها أن تقوم بردعه، ووضع حد لغطرسة أردوغان الداعم للإرهاب وجماعة الإخوان المسلمين التي باتت تُصنف على قائمة الإرهاب في الكثير من الدول، وبدعم من حليفتها قطر في عموم المنطقة، بدلاً من ملاحقة المدافعين عن حقوقهم والمظلومين والأبرياء من قادة شعبنا الكردي المغلوب على أمره الذي يناضل ضد الظلم والاستبداد.