سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

ألم الأذن

د. نديم عثمان_

قد ينجم الألم عن اضطراب في الأذن نفسها أو عن اضطراب في عضو مجاور يشترك مع الأذن في بعض الأعصاب المؤدية إلى الدماغ، فعلى سبيل المثال قد تكون المشكلة في الأنف، أو الجيوب، أو الحلق، أو المَفصِل الفكي الصدغي.
والأَسبَاب الأكثر شيوعًا لألم الأذن الحاد (الذي يستمر لمدة تقل عن أسبوعين) هي:
ـ العدوى في الأذن الوسطى (التهاب الأذن الوسطى)
ـ العدوى في الأذن الخارجية (التهاب الأذن الخارجية)
ـ تغيرات الضغط المفاجئة (الرضخ الضغطي barotrauma)
تُسبب العدوى في الأذن الوسطى والخارجية التهابًا مؤلماً، كما تُسبب العدوى في الأذن الوسطى زيادة الضغط خلف طبلة الأذن.
تؤدي هذه الزيادة في الضغط إلى ألم وتورم طبلة الأذن، قد تتمزق طبلة الأذن بعد أن تتورم وتحرر كميات صغيرة من القيح و/أو الدم من الأذن.
يمكن لعدوى الأذن أن تنتشر في حالات نادرة إلى العظم الخشائي وراء الأذن (مما يُسبب حالة يُطلق عليها التهاب الخشاء).
تتطور أشكال شديدة من التهاب الأذن الخارجية عند مرضى السكّري أو المرضى الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي (بسبب عدوى فيروس المناعة المكتسبة أو المعالجة الكيميائية للسرطان)، وتُسمى هذه الحالة بـ التهاب الأذن الخبيث أو التنخري.
كما يمكن لتغيرات الضغط الجوي في أثناء رحلات الطيران والغوص تحت الماء أن يُسبب ألمًا في الأذن (انظر أيضًا الرض الضغطي في الأذن).
ينجم ألم الأذن في هذه الحالة عن انسداد أو خلل وظيفة الأنبوب الواصل بين مؤخرة الأنف والأذن الوسطى (نفير أوستاش).
حيث يمنع ذلك من موازنة الضغط على جانبي طبلة الأذن، تؤدي فوارق الضغط على جانبي طبلة الأذن إلى دفعها أو شفطها، مما يُسبب الألم، كما يمكن لفوارق الضغط تلك أن تؤدي إلى تمزق الغشاء الطبلي في الأذن.
أما الأَسبَاب الأكثر شيوعًا للألم المزمن (الذي يستمر لأكثر من أسبوعين أو ثلاثة أسابيع) فهي:
ـ اضطرابات المَفصِل الفكي الصدغي.
ـ الاضطراب المزمن في وظيفة النفير (نفير أوستاش).
ـ التهاب الأذن الخارجية المزمن.
ومن الأَسبَاب الأقل شُيُوعًا للألم المزمن الاضطرابات التي تؤثِّر في الحنجرة، بما في ذلك السرطان (يسمى الألم الرجيع).
هناك بعض الحالات والأعراض والعلامات التي تستدعي القلق عندما تترافق مع ألم الأذن، وهي:
ـ داء السكَّري أو ضعف الجهاز المناعي.
ـ الاحمرار والتورم خلف الأذن.
ـ تورم شديد عند فتح قناة الأذن.
ـ خروج سوائل من الأذن.
الألم المزمن، خاصةً عند المرضى الذين يعانون من أعراض في الرأس أو الرقبة (مثل بحة الصوت، أو صعوبة البلع، أو انسداد الأنف)
متى ينبغي زيارة الطبيب..؟
ينبغي على المرضى الذين تظهر لديهم أعراض أو علامات مرضية أخرى أو خروج مفرزات من الأذن مراجعة الطبيب بأسرع وقت ممكن، ما لم يكن الألم المزمن هو العلامة التحذيرية الوحيدة، ففي هذه الحالة، يكون التأخر في استشارة الطبيب لأسبوع أو نحو ذلك غير ضار عادةً، ينبغي على المرضى الذين يعانون من ألم حاد في الأذن استشارة الطبيب في أقرب فرصة.
 يقوم الطبيب في البداية بتوجيه بضعة أسئلة للاستفسار عن أعراض المريض وتاريخه الطبي، ثم يقوم الطبيب بفحص أذني وأنف وحنجرة المريض بشكلٍ مباشر، إن ما يجده الطبيب من خلال تحري التاريخ الطبي للمريض والفَحص السَّريري سيساعده غالبًا على معرفة سبب ألم الأذن وتحديد مدى الحاجة لاختبارات أخرى (انظر جدول بعض أسباب وخصائص ألم الأذن).
يُعد فحص الأذن المباشر من الخطوات الضرورية لتشخيص ألم الأذن بشكلٍ سليم، بالإضافة إلى تحري الأعراض أو العلامات التحذيرية، تُسبب اضطرابات الأذن الوسطى والخارجية حدوث خلل في وظائفها، وإن تحري تلك المشاكل مع دراسة أعراض المريض وتاريخه الطبي سيساعد على تشخيص الحالة.
إذا أظهر الفحص السريري عدم وجود مشاكل في الأذن، فقد يكون الألم ناجمًا عن سبب آخر، مثل التهاب اللوزات، وإذا لم يعثر الطبيب على أية مشاكل في الأذن، وترافق ذلك مع ألم مزمن عند المريض، فقد يشتبه الطبيب أحيانًا باضطرابات المَفصِل الفكي الصدغي كسبب للحالة.
 ولكن، ينبغي أن يخضع الأشخاص الذين يعانون من آلام مزمنة لفحص شامل للرأس والرقبة (بما في ذلك التنظير البصري الليفي) لاستبعاد وجود سرطان أو ورم في الممرات الأنفية والجزء العلوي من البلعوم (البلعوم الأنفي)
غالبًا ما يتمكن الطبيب من معرفة تشخيص الحالة من خلال الفحص السريري المباشر، دون الحاجة لإجراء المزيد من الاختبارات، أما في حال لم يُظهر الفحص السريري أية مشاكل، مع وجود آلام مزمنة أو معاودة لدى المريض، فقد يتطلب ذلك إجراء اختبارات للتحري عن السرطان، تشمل هذه الاختبارات عادةً فحص الأنف والحلق والحبال الصوتية (الحنجرة) بالتنظير والتصوير بالرنين المغناطيسي (MRI) للرأس والرقبة.
أفضل طريقة لعلاج ألم الأذن هي مُعالَجَة السبب الرئيسي له.
يمكن للمرضى تناول الأدوية المسكنة عن طريق الفم، وغالبًا ما تكون الأدوية المسكنة من زمرة مضادات الالتهاب غير الستيرويدية (NSAIDS) أو الأسيتامينوفين (الباراسيتامول) كافية، قد يتطلب الأمر عند بعض المرضى تناول مسكنات أكثر قوة، وخاصةً في حالات عدوى الأذن الشديدة، مثل المسكنات الأفيونية لبضعة أيام (مثل أوكسيكودون أو هيدروكودون).
كما يمكن للطبيب في حالات التهاب الأذن الخارجية الشديد شفط القيح أو المفرزات من القناة السمعية وحشوها بضماد مناسب.
يمكن للضماد أن يكون مشرباً بالمضادَّات الحيوية و/أو قطرات الأذن الحاوية على الستيرويدات القشرية.
وعلى الرغم من أن قطرات الأذن الحاوية على مسكنات الألم (مثل أنتيبيرين/بنزوكائين) ليست فعالة جدًّا، إلا أنه من الممكن استخدامها لبضعة أيام.
ينبغي عدم استخدام تلك القطرات (أو أي قطرات أذن أخرى، مثل تلك المستخدمة للتخلص من شمع الأذن) من قِبل المرضى الذين قد يكونون مصابين بانثقاب في طبلة الأذن، لذلك ينبغي استشارة الطبيب قبل استخدام قطرات الأذن.