No Result
View All Result
المشاهدات 1
أجرت وكالة هاوار للأنباء حواراً مع المعارض السوري أكثم نعيسة للحديث حول الأزمة السورية والاجتماعات التي تعقد بين الدول من أجل سوريا عموماً وإدلب بشكل خاص. حيث قال: “إن مسألة إدلب لا تزال قيد الجدل والنقاش، وما جرى خلال مؤتمر طهران بين الدول الثلاثة (تركيا، روسيا، وإيران)، وقمة سوتشي التي جمعت بوتين وأردوغان هي على الأغلب اتفاقات عابرة ومرحلية وقابلة للتغيير في أي لحظة”.
وأشار نعيسة إلى أن الاتفاقات حول إدلب عابرة، وأن هدف تركيا هو الوصول إلى مآربها وتحقيق مصالحها في سوريا، وبخاصة في القضاء على المشروع الديمقراطي في الشمال السوري، مؤكداً أن المعارضة بكل أطيافها والنظام لم يستطيعوا بصورة أو بأخرى وضع حل للأزمة السورية وتحديد مستقبل سوريا، وأن تركيا هي الخزان الإقليمي للإرهاب والإرهابيين لطالما قدمت لهم الدعم منذ بداية الأزمة وحتى الآن. وجاء الحوار على الشكل التالي:
ـ عقدت عدة اجتماعات بين الدول التي تسمي نفسها الضامنة من أجل إدلب، برأيكم إلى أين يتجه الوضع في سوريا بشكل عام وإدلب بشكل خاص؟
في البداية؛ إن الحديث عن مناطق خفض التصعيد والدول الضامنة ومنذ زمن، بات من دون أي محتوى، وهذا المصطلح بات يشير فقط إلى الدول ذات التأثير الفعال في الأزمة السورية لا أقل ولا أكثر. وفي الحقيقة يمكننا الحديث ومن خلال الاستنتاجات الناجمة عن مؤتمري طهران وسوتشي فيما بعد. إن مسألة إدلب لا تزال قيد الجدل والتفاوض، وما جرى خلال مؤتمر طهران وقمة سوشي هي على الأغلب اتفاقات عابرة ومرحلية، قابلة للتغيير في أي لحظة؛ وهذا يعكس رغبة روسيا وتركيا في استخدام هذه الورقة إلى حدها الأقصى باعتبارها الورقة الأخيرة التي تستطيع فيها تركيا أن تبتز جميع الأطراف الأخرى الإقليمية والدولية، لتحقيق المزيد من المكتسبات السياسية لصالحها وأهمها على الاطلاق هو الطموح التركي الأساسي وهو شمال سوري وإيجاد مناخ إقليمي ودولي إيجابي، لإضعاف أو احتواء مناطق الإدارة الذاتية، أو إنهاء للوجود الكردي، وتحويل الشمال السوري بما يتناسب مع الطموح التركي، وبهذا المعنى؛ فإن تركيا التي فتحت أبواباً وثغرات عديدة في قمة سوتشي، فإنها ستسمح لدبلوماسيتها من خلال تلك الثغرات ممارسة ابتزاز الأطراف المؤثرة الأخرى في اتفاقية سوشي مثل آليات نزع السلاح الثقيل والمكان الذي سينقل إليه، ومكان نقل الآلاف من الإرهابيين، وضمان الطريق الدولي المار من إدلب. ومن جهتها روسيا أيضا، لن تقبل بوجود قواعد تركية أو قوات متطرفة معادية لوجودها، على الشريط الحدودي التركي السوري، يهدد قواعدها وتواجدها في سوريا. لذلك؛ يمكن القول: إن إدلب لا تزال تطحن بين رحى المطحنة ومن جميع الجهات. أما ما يخص الأزمة السورية ورغم أنها قد أدخلت في مسار عام يقود إلى حل وإنهائها، إلا أن تفاصيل هذا المسار يجعلها على صعيد التفاوض والمساومة السياسية مفتوحة وإلى أمد غير معروف. إن القرار ٢٢٥٤ وكذلك ورقة إعلان المبادئ، يؤكدان على ضرورة إحداث تغييرات سياسية في بنية النظام السوري، كشرط للمضي قدماً في عملية الحل السياسي الذي يمتلك جميع عوامل الاستقرار. وعليه يمكن القول: إن النظام السوري يوماً إثر آخر؛ بات يشكل حجر عثرة أمام حل نهائي للأزمة السورية، هذا إضافة إلى تعقيدات أخرى تتعلق بالمكتسبات السياسية لأطراف التدخل في سوريا. في كل الأحوال أرى أن إحداث تغييرات داخل النظام السوري أو على الأقل إجراء تغييرات سياسية ديمقراطية في سوريا “انتخابات وغيرها ” سيمهد الطريق لحل سريع للأزمة السورية.
ـ يرى مراقبون للوضع السوري أن تركيا تحاول أن تظهر نفسها للعالم بأنها تحاول القضاء على الإرهاب في إدلب وذلك من خلال إعلانها هيئة تحرير الشام منظمة إرهابية، فيما لا تزال هناك العديد من الفصائل التي تعتبر إرهابية وتستمر تركيا بتقديم الدعم لهم تحت ستار تقوية نقاط المراقبة التابعة لها، كيف تقرؤون هذا السيناريو؟
تعتبر تركيا اليوم الخزان الإقليمي الداعم للإرهاب والارهابيين، عملياً كانت البوابة الرئيسية التي دخل منها الإرهاب إلى سوريا وهي المحطة التي يعيد فيها الإرهابيون ترتيب أوضاعهم، وهي الملجأ الذي يستعيدون فيه أنفاسهم، هذا الأمر يمكن لأي زائر لتركيا أن يلاحظه، حيث ينتظر مئات، بل آلاف الإرهابيين في شوارع اسطنبول وغيرها من المدن يتحدثون في الشوارع عن عملياتهم القتالية والإرهابية دون خوف. والدعم اللوجستي الذي تقدمه تركيا للإرهابين والمرتزقة، أيضا ليس خافياً على أحد، ومنذ أيام قليلة حددت موقفاً خجولاً من هيئة تحرير الشام حيث اعتبرتها إرهابية قولاً لا فعلاً وهي بالأساس على قائمة الإرهاب الدولية، وأيضا الكثير من وسائل الإعلام الغربية تحدثت عن إرسال تعزيزات تركية إلى إدلب، وتقديم أسلحة متطورة إلى الفصائل الإسلامية بما فيها هيئة تحرير الشام. وهذا الموقف التركي كان رسالة واضحة لجميع الأطراف بأن الفصائل الإسلامية ما هي إلا مجرد أوراق بيدها، وهي وحدها قادرة أن تقرر مصير هذه المجموعات، وبذلك تصبح الطرف الأقوى على طاولة المفاوضات الذي بدونه لن يتم إيجاد أي حل لتعقيدات الموقف في إدلب، والذي هاج الغرب نفاقاً على مصير المدنيين والمهاجرين المحتملين وغيرها. ولا بد هنا من التنويه إلى أن جميع التحالفات الإقليمية القائمة حالياً ما هي إلا تحالفات ذات طابع آني، وهي معرضة في كل لحظة للتبدل، واعتقد أن موضوع إدلب أو بالأحرى المراحل النهائية لحل الأزمة السورية، ستنشئ تحالفات إقليمية ودولية جديدة، ونظراً للبعد الدولي للمسألة السورية وتأثيرها العميق في السياسة العالمية، فإن طابع هذه التحالفات الجديدة لن يكون مرحلياً فقط وإنما استراتيجياَ وبعيد المدى.
ـ لكل دولة من هذه الدول “الضامنة” أهدافها الخاصة في إدلب، بحسب متابعتكم للأوضاع السورية كيف ستكون العلاقة بين هذه الدول إذا لم يتفقوا على مصير إدلب؟
من الطبيعي أن تلعب وتتلاعب تركيا بأوراقها وأدواتها بما يتناسب مع مصالحها الآنية والاستراتيجية، ومن بين تلك الأوراق الفصائل الإسلامية، وإن اعداد تلك الفصائل متناقضةً؛ فهذا ايضاً يعتبر جزءاً من عملية تلاعب إعلامي واضح الدلالة، فإشارتها في لحظة محددة إلى أرقام كبيرة، في لحظة كانت الحرب على وشك الوقوع ما هو إلا رسالة إلى مدى الخسائر التي ستقع في صفوف الروس والنظام إن حاولوا اقتحام إدلب، وهذه رسالة ترهيب، وحين الاتفاق تم تخفيض الرقم إلى بضعة آلاف، وذلك لحماية عشرات الآلاف من هؤلاء الإرهابيين والمرتزقة من الترحيل أو إلقاء السلاح أو الإبادة أو الاعتقال.
ـ ما تأثير هذه التجاذبات والتصريحات التي تجري حول إدلب، على مساري سوتشي وآستانا؟
استانا، سوشي وجنيف، كل هذه المسارات وإلى حد كبير قد وضعت على الرف، وبدأت الأزمة تأخذ مسارات أخرى أكثر عملية، مؤتمرات قمة، مؤتمرات ثنائية وثلاثية وغيرها من المؤتمرات، والأهم من كل هذا وذاك هو أن الأطراف المحلية في الصراع السوري لم يعد لها أية مكانة في جميع هذه النشاطات المتعلقة بسوريا، فلا المعارضة بكل أطيافها ولا النظام يشارك بصورة أو بأخرى بوضع حل أو يساهم بوضع تصور لمستقبل سوريا، وهذا يعكس مدى الانهيار والتهافت السياسي لهذه الأطراف.
No Result
View All Result