سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

أكثر من 1564 امرأة تعرضنَ للانتهاكات على يدِ الاحتلال التركي

تعرضت أكثر من 1564 امرأة في المناطق المحتلة للانتهاكات من قبل تركيا خلال عامين ونصف، فيما لم تحاول المنظمات الحقوقية العالمية الخاصة بحماية حقوق المرأة تقصي الحقائق، وحماية النساء في المناطق المحتلة، بل اقتصر ملفها على منظمات نسائية محلية.
ازدادت وتيرة العنف والانتهاكات ضد المرأة في مناطق” جرابلس، الباب، إعزاز وإدلب، وعفرين، سري كانيه/ رأس العين وكري سبي/ تل أبيض” منذ احتلالها من قبل تركيا في آب 2016، وشبّهت بعض التقارير تلك الانتهاكات بما مارسته مرتزقة داعش ضد النساء في مناطق سيطرتها سابقاً.
وكشفت نساء مُهجّرات وبعض المصادر المطلعة من المناطق المحتلة من قبل تركيا عن معاناة النساء في تلك المناطق التي تضاعفت نتيجة ممارسات وانتهاكات الاحتلال التركي ومرتزقته؛ إذ انقلبت حياة المرأة رأساً على عقب.
يُحسِبنَ كل دقيقة يعيشونها هناك
وتقول النساء المُهجّرات، بأن النساء يحسبن كل دقيقة يعيشونها هناك، لا يعرفن ما ينتظرهن من هجوم على منازلهن، أو الاعتداء عليهن وتعنيفهن، أو خطفهن واغتصابهن في السجون.
منذ احتلال تركيا للمناطق المذكورة آنفاً لم تظهر أية إحصائيات أو تقارير تقديرية حول حالات القتل والاغتصاب والاعتداء وما شابه للنساء، كما لم تظهر أية محاولة من أي منظمة نسائية أو خاصة بحقوق الإنسان في رصد وضع النساء في المناطق المحتلة من قبل تركيا.
وبحسب ما أفادت به الرئيسة المشتركة لمنظمة حقوق الإنسان في إقليم الجزيرة أفين جمعة، فإن المنظمة وثّقت بعض الانتهاكات الممارسة ضد المرأة في المناطق المحتلة من قبل تركيا منذ احتلالها لمنطقة عفرين في عام 2018، حيث وثقت في مقاطعة عفرين 40 حالة قتل، وجرح 128، و60 حالة اغتصاب أدت 5 منها إلى الانتحار، وألف حالة خطف وإخفاء قسري”.
كما وثقت المنظمة، انتهاكات الاحتلال التركي بعد احتلالها لمدينتي سري كانيه وكري سبي في تشرين الأول العام الفائت إلى الآن، منها ثماني حالات قتل، وتعرض 48 امرأة لإصابات مختلفة، بالإضافة إلى توثيق قتل امرأتين وإصابة أخريات في ظروف غامضة، ناهيك عن توثيق وجود ست حالات خطف واغتصاب.
شاهدة على ما يجري في المناطق المحتلة
جيهان أحمد إحدى الشاهدات المُهجّرات من مدينة سري كانيه/ رأس العين تقول لـ “وكالة هاوار”: “ارتكب الاحتلال التركي فور دخوله إلى مدينة سري كانيه وقراها الجرائم، وهدم البيوت والآثار ونبش المقابر، وسرق، واعتدى على النساء واغتصبهن، وقام باعتقالات تعسفية, كل هذه الممارسات كانت تتم على مرأى من العالم”.
وتضيف جيهان إن ممارسات الاحتلال التركي لم تختلف عن ممارسات مرتزقة داعش، وتقول” قام الاحتلال التركي بإعدامات ميدانية وخطف النساء وسباهن وفرض عليهن ارتداء النقاب”.
تقول عضوة منسقية مؤتمر ستار في روج آفا داليا حنان بأن: “الانتهاكات التي يمارسها الاحتلال التركي في المناطق المحتلة في كل من جرابلس، وإعزاز، وعفرين، وكري سبي، وسري كانيه، وإدلب، والنظرة الدونية التي ينظر بها إلى المرأة، واتباع مفاهيم تحت مسّمى الدين الإسلامي، وجرِّ المرأة إلى مستنقع لا خلاص منه، مشابهة تماماً لما قامت به داعش”.
وأشارت داليا حنان إلى أنه وحسب المصادر الخاصة بهم، وعبر مواقع التواصل الاجتماعي وجدوا أن المرأة تتعرض في المناطق المحتلة للعنف بشكلٍ كبير من خطف وتجاوزات واعتداءات سواءً من الناحية النفسية أو الجسدية.
وجوب الضغط على المجتمع الدولي لمنع الانتهاكات
وأردفت داليا حنان بأن الأهالي الذين ظلوا في المناطق المحتلة يعيشون كل يوم في الأنفاق، على أعصابهم يخافون من المصير المجهول، إذ لا يوجد أي شيء من مقومات الحياة من حيث الأمن والأمان وبشكل خاص للنساء على حد تعبيرها.
وطالبت عضوة منسقية مؤتمر ستار في روج آفا داليا حنان المنظمات النسائية، ومنظمات حقوق الإنسان بالضغط على المجتمع الدولي لمنع الانتهاكات والممارسات المتبعة من قبل الاحتلال التركي ومرتزقته، والتي تمارس بشكل خاص على النساء والأطفال، وإخراجهم من المنطقة وإعادة النازحين قسراً في المخيمات إلى منازلهم.
وحول إمكانية التواصل مع المنظمات الدولية والإقليمية المعنية بشؤون المرأة لفضح ممارسات الاحتلال التركي قالت الإدارية في منظمة سارا لمناهضة العنف ضد المرأة نجاح أمين: “بعد انتشار جائحة كورونا حول العالم انقطع الاتصال بالمنظمات النسائية الأوربية، ولهذا بات الأمر منوطاً بالمنظمات المحلية فقط”.
مؤكدةً بأنهن بقمن بكافة الإجراءات اللازمة لحماية المرأة، وسيسعين إلى التعاون مع المنظمات والمنصات المدنية العاملة في مجال حقوق الإنسان وجميع المؤسسات المعنية بشؤون المرأة في شمال وشرق سوريا بشكل خاص وفي سوريا بشكل عام، والمطالبة بتنفيذ العقوبات وملاحقة مرتكبي العنف ضد النساء.