بهدف نشر الفكر الديمقراطي وبث روح التآخي بين شعوب المنطقة،والتخلص من الفكر المتطرف، افتتحت أكاديمية “الشهيد ريزان قامشلو” في مدينة تل حميس، بتاريخ 16/7/2016.
تعرضت معظم المناطق الجنوبية لإقليم الجزيرة لهجمات مرتزقة داعش بمختلف مسمياتها، وتمكنت من السيطرة عليها بين أعوام 2012 إلى 2015، وحاولت بشتى السبل نشر أفكار تطرفية وعنصرية وطائفية بين شعوب المنطقة، إلى أن تم تحرير تلك المناطق من مرتزقة داعش من وحدات حماية الشعب والمرأة في بادئ الأمر، ومن ثم قوات سوريا الديمقراطية بعد تأسيسها في تشرين الأول 2015.
تسمية الأكاديمية وتأسيسها
وسميت الأكاديمية بهذا الاسم، إكراماً لروح الشهيد “ريزان قامشلو”، الذي قدم روحه فداءً لتراب الوطن، حيث انتسب إلى وحدات حماية الشعب عام 2015، وشارك بحملات المنطقة الجنوبية كافة، ابتداءً من حملة جزعة مروراً بتل حميس وتل براك والحسكة، حتى نال مرحلة الشهادة عام 2016.
ولمعرفة المزيد عن الأكاديمية، التقت صحيفتنا “روناهي”، الرئيس المشترك لأكاديميات المجتمع الديمقراطي في شمال وشرق سوريا، “عبد السلام بشار الجاسم“، والذي حدثنا بدايةً عن تأسيس الأكاديمية، والتحاق أول دورة للأكاديمية بعد تحرير المنطقة من مرتزقة داعش: “أُسِّست أكاديمية الشهيد ريزان قامشلو بتاريخ 16تموز عام 2016، لنشر الفكر الديمقراطي وبث روح التآخي، والتخلص من الفكر المتطرف، الذي حاولت مرتزقة داعش نشره بين الشعوب، وللوصول لسوريا ديمقراطية حرة”.
وأضاف: “والتحقت أول دورة للأكاديمية، بعد تحرير المنطقة من مرتزقة داعش بتاريخ 15/7/2016”.
مهام الأكاديمية
وعن مهام الأكاديمية، قال الجاسم: “نعمل في الأكاديمية لنشر الحقيقة التي عمدت المرتزقة إلى إخفائها وتضليل الأهالي، وكشف الزيف، وبناء إنسان حر خالٍ من الفكر المتطرف والعادات المجتمعية البالية”.
وأضاف: “واستطاعت الأكاديمية، خلال سنوات تأسيسها وضع الأسس المجتمعية، التي تدعو إلى فكر الأمة الديمقراطية”.
كيفية التدريبات في الأكاديمية
وتهدف التدريبات القائمة في أكاديمية الشهيد ريزان قامشلو بتل حميس، لنشر الوعي المجتمعي، ومعرفة العمل ضمن الإطار الكومينالي ومفاهيم الفكر الحر.
وعن مراحل ومدة الدورات في الأكاديمية، أوضح الجاسم: “يتم التدريب في أكاديمية الشهيد ريزان قامشلو على مرحلتين، “الأولى وثانية”، الأولى وتكون مختلطة ومدتها شهر واحد، حيث تعطى خلالها دروس أيدلوجية وفكرية وسياسية، وعرض أفلام وثائقية، وتعليم اللغة الكردية، حيث تكون هذه الدروس عن أهمية التدريب، والنقد والنقد الذاتي، وأساليب الحرب الخاصة، وتاريخ المرأة، وأسس الأمة الديمقراطية، والتنظيم، والدفاع المشروع”.
وتابع: “أما المرحلة الثانية، فمدتها شهران متتاليان، وتعطى من خلالها دروس ومفاهيم أيدلوجية، وفكرية وسياسية، وهي تكملة للدورة الأولى، مضيفاً: “والدورات جميعها طوعية فمستويات الدورة الثانية تكون أعلى من تدريبات الدورة الأولى، من خلال التدريب عن الحداثة الرأسمالية، والتعصب الجنسي، والمجتمع الطبيعي وحقيقة القيادة وحرب الشعب الثورية”.
وأردف: “أصبحت الأكاديمية بهذا التدريب الشامل، البوصلة الحقيقية لنشر الوعي والثقافة المجتمعية بين الأهالي، وتقديم الحلول المناسبة للمصاعب والمشاكل، وبيان سياسة الأمة الديمقراطية والحياة الندية”.
مؤكداً: “وقد خرجت الأكاديمية دورات عديدة، بما يقرب 80 دورة مغلقة، عدا الدورات المفتوحة، وعددها 20 دورة، وقد انضم عدد كبير من الشباب والشابات إلى هذه الدوارات وكان عددهم4500”.
الصعوبات التي مرت بها الأكاديمية
من الطبيعي أن تمر كل مؤسسة أو عمل بداية تأسيسه بصعوبات وعراقيل، وأكاديمية الشهيد ريزان قامشلو مرت بصعوبات عدة، وعن ذلك أوضح الجاسم: “بداية التدريبات كان الإقبال والانضمام إلى الأكاديمية من الأشخاص المنتمين والعاملين في مؤسسات الإدارة الذاتية، فكان هذا الفكر، جديداً في المنطقة، حيث كان هناك خوف من الانضمام من بعض الأهالي، وذلك لخوفهم من بقايا داعش الإرهابي، ولكن مع تطور هذا الفكر ومرور الوقت أصبح الإقبال من المدنيين أكثر، لأنهم عرفوا أهداف الأكاديمية الحقيقية، ومنافعها”.
وفي الختام أكد “عبد السلام بشار الجاسم”: “لازالت الأكاديمية تمارس مهامها التدريبية كافة، وبشكل منظم ومستمر، وستبقى أبوابها مفتوحة للشعوب بمختلف فئاتها العمرية، بهدف وصول المجتمع إلى حياة حرة كريمة، ومبدأ العيش المشترك وأخوة الشعوب، والوقوف ضد الأفكار، التي تحارب الإنسانية، والتي نادى بها القائد “عبد الله أوجلان “، الذي استطاع من خلال فكره الحر، تحويل مؤسساتنا المدنية كافة إلى أكاديميات تخدم المجتمع”.
والجدير بالذكر، أن هناك العديد من الأكاديميات، التي فتحت في تل حميس، والبلدات التابعة لها لما قدمته أكاديمية الشهيد ريزان قامشلو من نتائج إيجابية في مجالات الحياة ومن هذه الأكاديميات: أكاديمية الشهيدة روجين عرب، وهي خاصة بالمرأة والذي من خلالها استطاعت المرأة أن تدرك حريتها وحقوقها وتتجاوز القيود، التي كانت تعيقها منذ زمن طويل، وأكاديمية الشهيد محمد العباس بجزعة التابعة لمدينة تل حميس.