No Result
View All Result
المشاهدات 0
تقرير/ دلال جان – آلدار آمد –
روناهي / الحسكة- لقد عمدت السلطات والأنظمة الدولتية منذ نشأتها على نقل الحقائق والمعارف بصورة مشوهة إلى المجتمع، من أجل سهولة التحكم بهم من جهة وفرض المزيد من الاستبداد بحقهم من جهة أخرى، ولتعيش هذه المجتمعات تحت وطأة الفقر والجهل والتخلف فجاءت ثورة روج آفا شمال سوريا لتغيير هذا الفكر من خلال فتح الأكاديميات ومنها أكاديمية الشهيدة روكن.
مع التطور العلمي الذي يشهده البشرية، إلا أن الرأسمال العالمي تمكن من تسخير العلم لأهدافه وغاياته الاستغلالية وابتعد العلم عن حقيقته التي نشأت من أجلها وهي خدمة المجتمع ككل، فأصبحت الأكاديميات والجامعات مراكز سلطة ووسيلة هامة من وسائل التحكم بالمجتمع، ليبقى بعيداً عن الغاية الأساسية التي هي معرفة الحياة والكون والعيش فيها من أجل معاني سامية والنهوض بالبشرية إلى أرقى المستويات، ومعرفة الحقيقة الرأسمالية التي باتت تهدد البشرية والمجتمعات، وأصبحت وباءً خطيراً لا يمكن الحد من انتشاره ومن آثاره الضارة.
فتحت لفضح الرأسمالية وكشف حقيقتها
ومن منطلق معرفة الحقيقة ودور الإنسان البناء في الحياة والحفاظ على ديمومتها ومن خلال نهج وفلسفة القائد عبدالله أوجلان، الذي كشف حقيقة الرأسمالية والسلطة في استعباد الإنسان واستغلاله وتحويله إلى مادة لا قيمة لها، افتتحت أكاديميات علمية تكشف حقيقة ودور الرأسمال والسلطة في المآسي التي تعاني منها البشرية من حروب وأمراض ودمار للبيئة والتي تهدد بفناء الحياة في هذا الكون، ومنها أكاديمية الشهيدة روكن في مقاطعة الحسكة.
الأكاديميات محافل العلم والتوعية
قامت صحيفة روناهي بزيارة هذه الأكاديمية للاطلاع على ما تقوم به من فعاليات ونشاطات من أجل توعية المجتمع وتنميته لفهم المعاني الحقيقية للحياة وإدراك دورهم في بناء المجتمع الديمقراطي الحر الذي يكون فيه المجتمع سيد نفسه، وقد التقينا الإداري في أكاديمية الشهيدة روكن “باور جان” الذي تحدث عن المراحل التي مرت بها الأكاديمية والأعمال التي تقوم بها حيث قال: “بعد التطورات التي شهدتها ساحة روج آفا وشمال سوريا والثورة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية، والتي خلقت الظروف المناسبة من أجل إدارة المجتمع لنفسه كان لا بد من وجود منابر للعلم والتوعية قادرة على خلق الكوادر والشخصيات التي تستطيع إدارة المؤسسات والهيئات التي تأسست في روج آفا، وفق رؤى وأفكار تختلف عن السلطات الاستبدادية والتي تتحكم في المجتمع، حيث كانت تسعى دوماً إلى تحويله إلى قطيع مسلوب الإرادة والحرية عبر الاستمرار في العبودية التي فرضته عليه من خلال نظرياته”.
مؤسسة نوري ديرسمي أول مركز للفكر الحر
وأضاف باور بأنه كان من الضروري إنشاء هذه الأكاديميات من أجل تحرير المجتمع فكرياً وذهنياً من جهة، ولإعادة ثقته بنفسه من أجل بناء مجتمع ديمقراطي حر تسوده المحبة والإخاء والعدالة الاجتماعية، فكان الكونفراس التأسيسي الأول له بمدينة عامودا، بتاريخ 6/4/2013م، حيث تم الإعلان عن تأسيس مؤسسة “نوري ديرسمي” للعلم والفكر الحر، لتصبح أول مركز لتوعية المجتمع في روج آفا، ومن ثم تغير الاسم في الكونفراس الثاني ليصبح مؤسسة العلم والفكر الحر، ومع زياد ة دور هذه المؤسسة في المجتمع والإقبال الشديد عليه من قبل الشعب، الذي أدرك أهمية التدريب والوعي تم إطلاق اسم أكاديميات المجتمع الديمقراطي عليه في الكونفراس الثالث.
أكاديمية الشهيدة روكن منبر لحل قضايا المجتمع
وذكر جان بأن أكاديمية الشهيدة روكن افتتحت مؤخراً في الحسكة وهي إحدى أكاديميات المجتمع الديمقراطي والتي بدأت بنشاطاتها منذ اليوم الأول من افتتاحها، حيث أقامت الدورات المفتوحة لأبناء مقاطعة الحسكة، وثلاث دورات مغلقة بلغ عدد المتدربين حوالي 30 شخصاً من الجنسين ويقصدها أبناء المقاطعة من كافة المدن والبلدات التابعة لها، وتتم فيها عملية التدريب وفق دراسة علمية فهي ذات أهمية كبيرة للمجتمع حيث يتلقى فيها المتدربون محاضرات عن أهمية التدريب والتنظيم في المجتمع، بالإضافة إلى محاضرات عن العلم والسياسة والثقافة والاقتصاد وتاريخ المرأة وتاريخ سوريا وروج آفا، ومن خلال هذه الدورات يتمكن المتدرب من معرفة المجتمع وقضاياه الأساسية وكيفية معالجتها.
أسلوب التنظيم ضمن الأكاديمية…
أما الإدارية في أكاديمية الشهيدة روكن “تيجدا أحمد” فقد حدثتنا عن أسلوب التنظيم المتبع في الدورات قائلةً: “يبلغ عدد المتدربين والمتدربات في كل دورة مغلقة حوالي ثلاثون شخصاً من كلا الجنسين، حيث يتم توزيعهم على عدة كومينات خلال مدة الدورة، ليؤدوا مهامهم في الكومينات سواء فيما يتعلق بالتدريب أو غيره من المهام المكلفة، وقد تم تقسيم العمل إلى فترتين صباحية ومسائية حيث يكون التدريب والمحاضرات في فترة الصباح أما في الفترة المسائية فهي مخصصة للأخبار وبعض الأنشطة الثقافية والترفيهية بنفس الوقت. والأكاديمية تحتوي على جناحين للمنامة رجالي، ونسائي”. وأشارت تيجدا بأن الأكاديمية تقدم كافة المستلزمات والاحتياجات للمتدربين، وتؤمن كافة وسائل الراحة لهم.
طابع العيش المشترك يظهر في الأكاديمية
كما التقينا بالمتدربة ندى حسين من منطقة زركان التي أضافت حول هذا الموضوع قائلةً: جئنا للتدريب من أجل معرفة حقيقة المجتمع والظلم الذي عانته المرأة من قبل الأنظمة والسلطة الذكورية، وحقيقتها التي كانت مجهولة لنا على مدى عقود، ومن خلاله تعرفنا على مواضيع كثيرة”. وأكدت ندى إن المشاركة الجماعية ضمن هذه الأكاديمية تؤكد العيش المشترك القائم على المساواة الحقيقية بين الرجل والمرأة، والتقدم الكبير في حياة المرأة تتجلى بأبهى صورها في هذه الأكاديمية من خلال إرادتها الحرة في التطور والتقدم، من خلال فكر وفلسفة القائد الأممي أوجلان الذي جسد في تحرير المرأة تحرير المجتمع برمته، وقد تركزت التدريبات في الأكاديمية على المواضيع المتعلقة بالمجتمع وتطوره.
نحو مجتمع سليم يسوده العدالة المجتمعية
وأشارت المتدربة أفين سليمان من الدرباسية عن أهمية هذه الدورات قائلة: “في ظل الأنظمة البعثية الحاكمة، كانت هناك فكر ولغة وثقافة وتاريخ واحد تدرس في المدارس والأكاديميات التابعة للفكر القومي، وذلك لنشر ثقافة القومية الواحدة، وبذلك سلبت حقوق جميع القوميات والأقليات والمذاهب المتواجدة على أرض روج آفا والشمال السوري، وقد شهدت منطقة الشرق الأوسط العديد من الحروب والصراعات والفتن، ولكنها لم تستطيع إيجاد الحلول المناسبة، لذلك قامت الإدارة الذاتية الديمقراطية من أجل حقيقة وحل هذه المشاكل إلى بناء الأكاديميات الفكرية والفلسفية والأيدولوجية وإعداد كوادر تستطيع إدارة المجتمع، كخطوة أساسية في بناء مجتمع سليم يسوده العدالة المجتمعية بين كافة الأطياف”. ونوهت أيضاً بأن الأكاديميات لعبت دوراً كبيراً في تدريب المجتمع في جميع المجالات السياسية والاجتماعية والفكرية والأيدولوجية والاقتصادية، والتعريف بعلم المرأة (جنولوجيا)، وطرح قضاياها وإيجاد الحلول المناسبة لها. وذكرت أفين من خلال حديثها بأن المرأة عانت عبر العصور الظلم والتهميش من قبل الذهنية الذكورية والأنظمة الرأسمالية، وجعلوا منها أداة فقط لتحقيق غاياتهم ولكن مع بناء الأكاديميات الفكرية والأيدولوجية استطاع المجتمع من أن يرى المعرفة الصحيحة للمرأة ومكانتها المرموقة في التاريخ، وبذلك مهدت الأكاديميات ولادة الذهنية المجتمعية الجديدة.
إمكانية تطوير المجتمع من خلال الأكاديميات
ومن الشعب الإيزيدي حدثنا اسماعيل دلف: “تعتبر الأكاديميات مراكز علم من المستوى الرفيع والعالي، حيث تدرس فيها الفكر والفلسفة والعلوم والتاريخ والجغرافية والثقافة، وتناقش فيها جميع أنواع الفكر وإمكانية تطور المجتمع من خلالها، حيث تكون أهمية التدريب ضمن هذه الأكاديميات واضحة وجلية من خلال تطور وتقدم المجتمع، حيث شهدت منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع الممارسات التعسفية بحق الشعب الإيزيدي عبر عصور عديدة، فقد تعرض الإيزيدون إلى ثلاثة وسبعون فرماناً، من قبل الحكام المستبدين، ومارس بحقهم جميع أنواع الجرائم من قتل وتشريد ودمار، وكانت آخرها على أيدي مرتزقة داعش”. وتابع اسماعيل: “لكننا نرى اليوم بأن المناطق الأكثر أماناً هي المناطق التي تديرها الإدارة الذاتية الديمقراطية وذلك بفضل دورات التوعية وأكاديميات الفكر والفلسفة، التي دعت منذ بداية الثورات في الشرق الأوسط إلى التمسك بالأخلاق وأخوة الشعوب ومبدأ الأمة الديمقراطية، التي ضمنت لمنطقة روج آفا وشمال سوريا الأمان والاستقرار والسلام، واستطاع سكانها القضاء على الكثير من المرتزقة، والتي عجزت الدول الكبرى عن التصدي لها”.
No Result
View All Result