أمام هجمات القوى الاستبدادية التي سعت إلى فرض سلطويتها على المجتمع تحت اسم الإسلام والإساءة إليه، قام القائد عبد الله أوجلان بطرح فلسفة الإسلام الديمقراطي كخطوة لإعادة تصحيح الإسلام بعد تشويهه وتحويله إلى إسلام سياسي مرتبط بالسلطة والحكم؛ ذلك أن الإسلام يحمل في جوهره الديمقراطية والروح المجتمعية والثقافية. ولهذا؛ افتتحت أكاديمية الإسلام الديمقراطي في إقليم الجزيرة…
مركز الأخبار ـ بعد ظهور الجماعات الإرهابية والتكفيرية التي شردت ونهبت وقتلت الآلاف باسم الدين الإسلامي، واستخدام بعض الدول الدين لخدمة مصالحها الخاصة وإخراجه من مضمونه وجوهره، يتحضر اتحاد علماء المسلمين لافتتاح أكاديمية الإسلام الديمقراطي لتعليم دين الإسلام وفق حقيقته وعلى مبادئ الإسلام الوسطي “المعتدل”.
يتحضر اتحاد علماء المسلمين في إقليم الجزيرة لافتتاح أكاديمية الإسلام الديمقراطي الخاصة بالشريعة والفلسفة والبحوث الإسلامية، بعد سلسلة من الاجتماعات التي عقدها الاتحاد مع رجال الدين في الإقليم.
ولمعرفة أهداف تأسيس أكاديمية الإسلام الديمقراطي لتدريس الفقه الإسلامي في المنطقة كان لوكالة هاوار لقاء مع نائب رئيس مجلس الشورى في إقليم الجزيرة عبد الرحمن بدرخان، الذي أوضح من خلاله أهداف الأكاديمية، وآلية التدريس، وشروط القبول والنظام الداخلي للجامعة.
وحول أسباب اتخاذ اتحاد علماء المسلمين في إقليم الجزيرة قراراً بتأسيس أكاديمية الإسلام الديمقراطي، أشار عبد الرحمن بدرخان: “نعلم أن الإسلام هو دين السلام والمحبة والتآخي، وفي وقتنا الراهن ونتيجة لسياسيات وممارسات بعض الدول والتنظيمات؛ تم تحريف الدين الإسلامي الحنيف، فظهرت عدّة مسميات وتم إلصاقها بالدين الإسلامي، كالإسلام المعتدل والإسلام الإرهابي والإسلام الراديكالي”.
وتابع: “نرغب أن نبيّن للعالم أجمع أن الإسلام دين محبة ودين اجتماعي وأخلاقي، وأي مجتمع لا بد له أن يُبنى على الأخلاق، ولو نظرنا وبحثنا في سلوكيات المسلمين الأوائل الذين سبقونا والذين لهم الفضل في هذا الأمر، نرى بأنهم أسسوا مجتمعاً على أسس أخلاقية”. واستند عبد الرحمن بدرخان على قول النبي محمد (ص): “إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق”.
وأشار عبد الرحمن بدرخان إلى أن الدين الإسلامي في حقيقته يتبنى الديمقراطية، وقال: “إن الديمقراطية من الناحية السياسية هو حكم الشعب نفسه بنفسه والدين الإسلامي أيضاً ينادي بهذا المنطق، وخير مثال مبدأ الشورى، ومن الناحية الاجتماعية الإسلام يدعو إلى التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع ومد يد العون للمحتاجين، وهذه أيضاً ديمقراطية، ومن الناحية الإنسانية حافظ الإسلام على حقوق الشعوب من النواحي كافة، فالإسلام جمع هذه الحقوق في زمن لم يتساوَ فيه البشر وانتشر فيه الظلم والاضطهاد. لو رجعنا إلى مجلس حقوق الإنسان العالمي اليوم سنرى أن 60 بالمئة من مبادئه وأسسه مأخوذة من الإسلام”.
كما أوضح بدرخان أن هدفهم من تأسيس الأكاديمية شرح مبادئ وقيم الإسلام بصورته الحقيقية، وقال: “لأن هناك أموراً لا بد أن تتغير ليس في جوهرها، بل فيما تشرح به وما ينظر إليها لأنها عبارة عن تفسيرات وتأويلات وشروح من العلماء في إطار تلك النصوص لأغراض مختلفة ومصالح خاصة”.
وحول النظام الداخلي لأكاديمية الإسلام الديمقراطي بيّن عبد الرحمن بدرخان بأن النظام الداخلي للأكاديمية يعتمد على مبدأ احترام الجميع، وتطبيق الشريعة الإسلامية. وأشار إلى أن الأكاديمية ستستقبل الشباب والشابات، وبيّن وجود قاعات مخصصة للشابات وأخرى للشباب، وبعد التخرج يستطيع الشباب العمل كأئمة وخطباء في المساجد، أما بالنسبة للشابات فيستطعن التدريس في مدارس شمال وشرق سوريا وإعطاء دورس دينية في المساجد.
وستتخذ إدارة الأكاديمية الإسلام بمبادئه الحقيقية وفق أسس الإسلام الوسطي “المعتدل” كمنهاج أساسي لها، أي الإسلام الذي كان يطبق أيام النبي محمد والتدريس سيكون هذا العام باللغة العربية، ويتضمن دورساً في “التاريخ العام، العلوم الإسلامية وأصوله وعلوم الحديث، وعلوم القرآن، دروساً عن الأدب الكردي والأدب العربي، وأسلوب الإلقاء”. ونوه بدرخان: “أما في العام القادم فسيكون هناك منهاج باللغة الكردية أيضاً”.
وحول شروط الانتساب لأكاديمية الإسلام الديمقراطي، أشار عبد الرحمن بدرخان إلى أنهم يستقبلون خلال العام الحالي كل من حصل على شهادة الدراسة الإعدادية أو ما بعد الشهادة الإعدادية (الثانوية بفرعيها الأدبي والعلمي والمعاهد الأخرى). وبيّن أن حاملي الشهادة الإعدادية سيخضعون لامتحانات شفوية وكتابية لمعرفة قدراتهم العلمية وقدرة استيعابهم. ونوه عبد الرحمن بدرخان بأن أبواب الأكاديمية مفتوحة أمام أبناء شمال وشرق سوريا كافة وكل سوري يريد التعلم ضمنها.
وبالنسبة لمدة التدريس ضمن الأكاديمية فهي أربعة أعوام، وينتقل كل طالب إلى العام الذي يليه بعد إجراء امتحانات، وتقييم شامل له من ناحية الأسلوب والخطابة. ومن المقرر أن تفتتح الأكاديمية التي مقرها مدينة قامشلو أبوابها أمام الطلبة بعد الانتهاء من كامل التحضيرات.