No Result
View All Result
المشاهدات 1
تقرير/ حسام اسماعيل –
روناهي/ عين عيسى ـ أصبحت أكاديميات المجتمع الديمقراطي المؤسسة التنويرية التي سترسُم المُستقبل والطريق الصحيح لشعوب المنطقة بشكلٍ عام، من خلال نبذ الأفكار السلبيَّة الهدامة والتسلطية التي تُحاول التسلل إلى الأجهزة والإدارات التي أنشأت لخدمة الشعب، وذلك من خلال تدريب وتأهيل أفراد المُجتمع، والعمل على توظيف طاقاتهم وخبراتهم وصقل مهاراتهم لخدمة المواطن فقط.
الأنظمة المستبدة تهدف لإعطاء التدريب والتعليم لخدمة مصالحها
بهذا الخصوص كان لنا لقاء مع الإداري في أكاديمية المجتمع الديمقراطي في عين عيسى خبات عفرين الذي تحدث قائلاً: «أكاديمية المجتمع الديمقراطي في عين عيسى هي من أولى الأكاديميات التي افتتحت في إقليم الفرات والمناطق المحررة من نير داعش، وافتتحت هذه الأكاديمية في 30 من شهر تموز للعام 2017م. والهدف الأساسي منها ومن غيرها من الأكاديميات في شمال وشرق سوريا، هو تصحيح العمل ضمن المؤسسات وتغيير الذهنيَّة المُتراكمة منذ سنوات من قبل الأنظمة الموجودة التي لم تكن تعطي مجال لأفراد المجتمع لتطوير ذاتها وإحداث التغيير الذي يهدف لجلب المنفعة، فكانت هذه الأنظمة تُعطي التدريب أو التعليم عبر منظومة تعليميَّة تهدف إلى خدمة أجندته فقط.
وأضاف خبات: «هدف السلطة الأساسي هو تشغيل قوة الإنسان والمجتمع ضمن طبقاتها لخدمة سلطتها، أما فيما يخص التدريب ضمن أكاديميات المجتمع الديمقراطي فجاءت على أساس تغيير الذهنيَّة السلطوية، لأن كل الأفكار والتوجهات التي كانت هذه الأنظمة تبثها وتنشرها تخدم سلطتها فقط، وتعمل على بقائها لأطول فترة ممكنة لاستمرارها على أفراد المجتمع».
وأردف أيضاً: «من خلال الدورات التدريبية التي نقوم بها، ندرس جميع جوانب شخصية المتدربون وتطوير مجال العمل الذي سيمارسونه هؤلاء الأشخاص، وكيف يستطيعون إدارة البلد، وتغيير ذاتهم إلى الأفضل، هذا التغيير بحد ذاته هو ثورة لتستطيع القضاء على كل الذهنيات والأفكار السلبية التي تقف عائقاً أمام تطور المجتمع، ولذلك فهم يقومون بنقد أنفسهم إذا بدرت منهم أمور أو تصرفات خاطئة أو سلبية، والنقد عبارة عن البوصلة التي تهدي إلى الطريق الصحيح، ومن خلال التعرف على الأفكار الجديدة، وتقبل الآخر أصبحوا ينظرون إلى الفترة الماضية التي تمر عليهم في ظل الأنظمة السلطوية على أنها جعلتهم مجرد موظفين أو عاملين لخدمة أجندات الأنظمة الحاكمة، وليس لخدمة الشعب، والأن نستطيع القول بأن الصورة توضحت وتبينت بالشكل الصحيح»
النساء ودورهن الإيجابي في الأكاديميات الديمقراطية
ومن جانبها تحدثت الإدارية في أكاديمية المجتمع الديمقراطي في عين عيسى خود عن دور المرأة في الأكاديميات قائلة: «من أهم أهداف أكاديميات المجتمع الديمقراطي هو جذب العنصر النسائي أو النساء بشكل عام لأنهنَّ هنَّ اللاتي استهدفنَّ خلال السنوات الصعبة التي مرت على سوريا، فكانت من أولى الدورات التدريبية هي الدورات النسائية، وبحسب الطبيعة والذهنية السائدة واجهنا بعض الصعوبات لإقناع النساء في الاندماج بتلك الدورات التدريبية».
وأوضحت خود: «كان أغلب الكادر التدريبي هو من النساء إلى أن أصبح هنالك تقبل وفهم للأفكار الديمقراطية المطروحة التي نُوقش عليها بشكل مطول بين النساء، حينها أصبح هنالك اندماج وتقبل لهذا الأفكار من قبل الجنسين، ومن خلال التساؤلات التي تُطرح من قبل أفراد المجتمع إلى كيفية العيش ولفترة معينة في مكان واحد يجمع الجنسين الرجل والمرأة بعيداً عن الأفكار السلبية والجنسية البحتة».
وناشدت خود بأنه على الجميع خوض التجربة من خلال النقاشات والحوارات وتبادل الآراء المختلفة والتعرف على الروح الرفاقية والعمل الجماعي، حينها ستتغير النظرة بشكلٍ كبير تجاه المرأة أو العكس من خلال النظرة الإيجابيَّة لها والاحترام المتبادل التي يسود بين الجميع.
هل استطاعت الأكاديميات تحقيق أهدافها المنشودة؟؟؟
لا يمكن تجاهل التغيرات التي أحدثتها أكاديميات المجتمع الديمقراطي في شمال وشرق سوريا على المجتمع، وأكبر دليل على نجاح هذه التجربة هو اندماج الكثير من أفراد المجتمع في هذه الأكاديميات لتعليم مبادئ الديمقراطية وأخوة الشعوب والتعايش المشترك، ونبذ الفكر التسلطي الأناني الذي أدى إلى تفكك المجتمع، وانتشار الكراهية والتفرقة بين شعوبه.
أيضاً يمكن القول بأن من خلال خوض هذه التجربة وتطبيقها في المجتمع أثبتت بأن الأفراد الذين تدربوا في أكاديميات المجتمع الديمقراطي استطاعوا إدارة عملهم، وإحداث التغييرات في المجتمع من خلال اشتراك كل أفراده باتخاذ القرارات والتعاون وتشكيل الكومينات، ليستطيع الشعب حماية نفسه بنفسه وتأمين الخدمات الضرورية، كل هذه الأمور على سبيل المثال حققت نوع من الطمأنينة والثقة بين أفراد المجتمع، وولدت ترابط وانسجام وتعايش بين كل الشعوب في شمال وشرق سوريا.
No Result
View All Result