روناهي/ منبج: بمناسبة الذكرى السنوية الرابعة لتحرير منبج وريفها، أطلق فيديو كليب لأغنية شعبية، قام بأدائها نخبة من المغنيين والمصورين والمخرجين من كافة شعوب منبج وريفها، حملت عنوان “أوبرا هيربوليس”. لتحتفل مدينة منبج وريفها هذه الأيام، ذكرى التحرير والانتصار التاريخي على المرتزقة التي ارتسمت معالمه في تزيين الشوارع والدورات والساحات بالصور واللافتات.
غير أن ما يميز احتفالات التحرير هذا العام عن سابقه، هو إنتاج مركز الثقافة والفن إلى جانب الجمعية الشركسية والتركمانية؛ لأول فيديو كليب يجسد أغنية شعبية بعنوان “أوبرا هيربوليس”، سبق وأن تم المباشرة بإنتاجه منذ بضعة أشهر قبل أن يتم إصداره حالياً. ولمعرفة المزيد، التقت صحيفتنا “روناهي” بالرئيسة المشتركة لمركز الثقافة والفن في مدينة منبج وريفها؛ “روز إسحاق”.
تجسيد “هيرا بوليس” ضمن فلسفة أخوة الشعوب
بداية، وحول فكرة إنتاج الفيديو كليب، تحدثت الرئيسة المشتركة لمركز الثقافة والفن في مدينة منبج وريفها؛ روز إسحاق عن ذلك بالقول: “منذ تحرير منبج وريفها، كان التعايش المشترك سمة التآخي بين جميع الشعوب السائدة فيها من عرب وكرد وشركس وتركمان، الأمر الذي أدى إلى تماسك النسيج الاجتماعي في ظل فلسفة الأمة الديمقراطية. وتتناول فكرة الفيديو؛ الاعتزاز بالتراث والثقافة والفن، لا سيما بما تمتلكه منبج وريفها من زخم وفير للإرث والتراث الكبيرين ما حدا بأبنائها وبناتها؛ المشاركة والتغني بهذا الجمال الاجتماعي الفريد”. ووفقاً لذلك، فقد حمل إنتاج هذا العمل اسم “أوبرا هيربوليس” نظراً لما يحمله من قدسية شديدة، أي بمعنى “المدينة المقدسة”، وهو أحد أهم الأسماء الرومانية التي نعتت بها منبج بإحدى أهم فتراتها التاريخية القديمة والهامة.
العمل الفني؛ محلي المنشأ منبجي الهوى
وعن أجواء ومكان التصوير، وفريق العمل، أكدت الرئيسة المشتركة لمركز الثقافة والفن في مدينة منبج وريفها؛ روز إسحاق إن العمل على إنتاج فيديو الأغنية، بدأ منذ عدة أشهر, وأخذ الكثير من الوقت كونه العمل الأول من نوعه على مستوى المدينة تاريخياً. وقام بتأليف الكلمات عدد من أدباء وشعراء منبج, إلى جانب أن المصورين والمخرجين. وتميز العمل بطريقة عرضه التي أظهرت بأن كل شعب من الشعوب الكائنة فيها؛ بإمكانه التعبير عن قوميته وتاريخه وتراثه وثقافته بكل بساطة دون إقصاء فضلاً عن التذكير بتاريخ منبج العريق. وتم اختيار قلعة نجم؛ كمكان لتصوير فيديو الأغنية, كونها مكان أثري يتمتع بخصوصية تاريخية عند شعبها عموماً. كما واعتمد أبطال العمل فنياً في تصوير فيديو الأغنية على مشاركة كافة الشعوب، وتجلى ذلك- على الأخص- في ارتداء الملابس التراثية, وإظهار العادات والتقاليد لكل شعب من خلال ديكور التصوير. اللافت بالأمر أن المكون الشركسي اقتصر في مشاركته على أداء رقصة شعبية وذلك لعدم تطابق كلمات الأغنية على اللغة الشركسية.
واختتمت الرئيسة المشتركة لمركز الثقافة والفن في مدينة منبج وريفها؛ روز إسحاق قائلة: “هناك في الأيام القليلة القادمة إنتاج آخر إلى حد ما شبيه بذات السياق يتغنى بخصوصية المكونات بشكل أكثر تعبير من هذا الفيديو. وسوف يكون من إنتاج مركز الثقافة والفن أيضاً”.
الجدير ذكره، إن إنتاج هذا العمل من قبل مركز الثقافة والفن في مدينة منبج وريفها بالإضافة إلى الجمعيتين الشركسية والتركمانية. وتم طرحه على منصات التواصل الاجتماعي ضمن فعاليات الاحتفال بذكرى السنوية الرابعة لتحرير مدينة منبج وريفها.