No Result
View All Result
المشاهدات 2
نصرالدين عثمان –
في السنوات الأخيرة من الأزمات والحروب الماراثونيّة في العالم والشرق الأوسط وبخاصة سورية، لعبت الحكومة التركيّة الأردوغانية دوراً سلبيّاً وبعيداً عن الأخلاق بكلّ معنى الكلمة بسبب أطماعها التوسعيّة وحلم أردوغان الطورانيّ بالإمبراطورية العثمانيّة الجديدة فقد قامت بمشاريع وخطط وبرامج توسعيّة أكبر من الامبراطوريّة العثمانيّة القديمة جاهدة وبكلّ قوة لتحقيق ذلك الحلم من خلال الأيديولوجية الإسلامية المتطرفة والأب الروحيّ لذلك الإسلام المتطرف الداعشي عالمياً والإسلام منه براء، وإلى الآن يطمح لذلك وبأن يسيطر على منطقة الشرق الأوسط كاملة والتمدُّد إلى العالم، كما كان رودولف هتلر الألمانيّ فقام باستغلال واستثمار هذه الحروب والأزمات والاصطياد في الماء العكر للأزمات التي تنشأ بين الدول العظمى وبخاصة الأمريكيّة والروسيّة بين الحين والآخر، وتشكيل مجموعات وكتائب وأفواج وجيوش رديفة للجيش التركيّ النظاميّ ودخولهم في العمليات لتوتير الأجواء وافتعال الأزمات للدول وشعوب المنطقة عن طريق القتل والتخريب والتدمير والاعتقالات التعسفيّة وإجبارهم على الهجرة إلى مناطق أخرى وإلى حيث يريد أردوغان حتى أصبح عدد المهجّرين ملايين السوريين في تركيا وغيرها من دول العالم، وقامت الحكومة التركيّة بعقد صفقات دوليّة واستغلال واستثمار اللاجئين السوريين وتهديدهم، وفي الوقت نفسه تهديد الدول بالمهاجرين السوريين لصالح أطماع الحكومة الأردوغانيّة وتصديره الأزمات والقضايا الداخلية السياسيّة والاقتصاديّة والاجتماعيّة إلى الخارج بالتهديد والوعيد تارّة لأوروبا وتارة للولايات المتحدة الأمريكيّة، حتى وصل به الأمر إلى أزمة اقتصاديّة داخليّة خانقة، بعد أن قام بصفقات وتنازلات كبيرة عن المناطق التي كانت تدعم فيها المسلّحين والكتائب والفصائل والموالين له، وبأسماء لا تحصى وكلهم أتباعه، وهكذا سلّمت المناطق كافة بدءاً من ريف دمشق وحمص وحماة وحلب لصالح روسيا وإيران والنظام السوريّ مقابل إفشال المشروعِ الديمقراطيّ السوريّ وبخاصة مشروع الفيدراليّة الديمقراطيّة لشمال سورية، وتلك الصفقات والتنازلات قابلها احتلال الجيش التركيّ والمتطرفين والإرهابيين لعفرين بكل همجيّة وبكل أسلحة الفتك الحديثة وأسلحة الناتو في ظلٍّ صمت دوليّ وإعلاميّ مبرمج وتخلٍّ عن القانون الدوليّ وأخلاقيّات الشعوب، فقاموا بتدمير البنية التحتيّة والخدميّة من مياه وكهرباء ومستشفيات وإغلاق منافذ الحياة واستخدمت في هذه الحرب الشرسة والهمجيّة واللاإنسانيّة كل أنواع الأسلحة الثقيلة والحديثة والطائرات الحربيّة الحديثة، فكان ردُّ أهالي عفرين مقاومة فولاذيّة نادرة وخوض أقوى المعارك في الشمال السوريّ لمدة استمرّت قرابة شهرين والتي سمّيت بمقاومة العصر، كبّدت الجيش التركيّ الجبان الضعيف والمهزوز خسائر بشريّة وماديّة طائلة، وتبين للعالم أنّ الجيش التركيّ وهو ثاني أكبر قوة عسكريّة في الناتو خسر هيبته وعظمته أمام بسالة وصمود عظمة مقاومة الـ ypg ,ypj qsd وتفاجأت دول العالم حتى روسيا التي خذلت الشعب الكرديّ بالمقاومة الأسطوريّة التي أبداها الشعب في عفرين تلك المدينة الصغيرة على الخارطة وهذا يظهر بأنّ الدول التي تدّعي الديمقراطية والجمعيات والمؤسسات الحقوقيّة والإنسانيّة والأمم المتحدة فلم يصدر عنهم أي تصريح أو موقفٌ إيجابيّ تجاه الإرهاب التركيّ والأعمال اللاإنسانيّة واللاأخلاقيات ولم يسلم حتى الشجر ولا العمران ولا الأماكن المقدسة ومقابر الشهداء والميراث التاريخيّ الحضاريّ، والذي هو ملك الشعوب وهذا يدلّ على تواطؤ ومصالح الدول الكبرى وبخاصة الأمم المتحدة التي أصبحت مُسيرة ومخزية ولا ترتقي إلى القانونيّة والإنسانيّة والحياديّة في اتخاذ القرارات وحماية الشعوب… بالوقوف الى جانب إرهاب الحكومة التركيّة والتي أوصلت الشعب التركيّ إلى الهلاك وأزمات داخلية خانقة واقتصاديّة جمة… وهذا أدّى في تركيا إلى بلورة قوى سياسيّة وديمقراطيّة معارضة وتكاتف جهات علمانيّة محبة للسلام والأمن والاستقرار لكل الشعوب التركيّة وشعوب المنطقة. وهذا سيؤدّي إلى هزيمة قوى الظلام والإجرام والإرهاب المتعجرفة لأن إرادة ومقاومة الشعوب هي الأقوى وستصل الى أهدافها الخيرة. وبالتوازي معها فقد تبلورت بوقوعه في بحر من الأزمات الخانقة وكتل ستعاديه بالداخل والخارج بسبب سوء إدارة القضايا الاجتماعية والسياسات والاقتصاد المنهار والعلاقات الدبلوماسيّة الداخلية والخارجية ما يزيد فرص فشل وانهيار الحكومة الأردوغانيّة وكل النظام ودخول الشعب التركيّ في فوضى وعدم استقرار، وخلال الأيام القادمة للانتخابات الرئاسيّة والبرلمانية التركيّة ستكون هناك مفاجآت سارة تظهر حقيقة أردوغان وحكومته الرعناء…
No Result
View All Result