سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

أطفالُ عفرين… براعمٌ تأبى الخنوع

روناهي / الشهباء-نوري شكري برعمٌ من براعم عفرين الذي شاهد الكثير من الممارسات الوحشية تمارس يومياً بحق الأطفال والعزل على يد المحتل التركي، وبالرغم من صغر سنه يُقاوم في الشهباء أملاً بالعودة القريبة لحضن عفرين.
انتهاكات تجاوزت كافة الخطوط الحمراء بحق الأبرياء والعزل الذين يرفضون الاحتلال لأرضهم الطاهرة، ولم يسلم من بطش أردوغان ومرتزقته حتى الأطفال الصغار، الذين شاهدوا أفظع الجرائم من قِبل المحتل أمام مرأى أعينهم البريئة، متأملين هؤلاء الأطفال بخروج المحتل قريباً من عفرين للعودة إلى مقاعدهم الدراسية بعد تحريرها.
همجية المحتل بحق الأطفال
بعد قيام الدولة التركية باحتلال مقاطعة عفرين، لم يُراعِ في قصفه لا صغاراً ولا كباراً، حيث قام جيش الاحتلال التركي بقصفه بالطائرات والمدافع والصواريخ، ونتيجةً للقصف الذي تعرضت له عفرين، تم استشهاد المئات من الأبرياء والعزل ومن بينهم أطفالاً صغار ونساء، وكما جُرِح العشرات منهم؛ فبعضهم تم بتر أطرافه، ومنهم من فقد بصره، ومنهم من تيتم بسب استشهاد ذويه في القصف.
 وبعد دخول الاحتلال التركي ومرتزقته المقاطعة؛ بقي البعض من العوائل مُحتجزين في مقاطعة عفرين، وتم تهجير البعض الآخر إلى مقاطعة الشهباء، فالأطفال الذين بقوا حُرِموا من البهجة بسبب معاناتهم  من تعامل المرتزقة مع عوائلهم والاعتداءات التي يقومون بها بحق المدنيين وقيامهم بدخول المنازل دون مراعاتهم مشاعر الأطفال، وإرهابهم للمجتمع وقتلهم وضربهم للمدنيين أمام أعين هؤلاء  الأطفال.
أما الذين خرجوا يتمنون الرجوع إلى حضن أمهم عفرين مثل ما كانت عليه من قِبل. لم تتوقف الأعمال والانتهاكات التي يقوم بها جيش الاحتلال ومرتزقته داخل عفرين فحسب، بل ما بين الحين والآخر يقوم مرتزقة الجيش الاحتلال التركي بقصف القرى الحدودية الآمنة من ناحية شيراوا ومقاطعة الشهباء؛ كي يخلق جواً من الرعب وعدم الاستقرار بين الأهالي لزعزعة الأمان، وتعد هذه من أساليب الحرب الخاصة التي يتبعها المحتل لتهجير الأهالي.
 وفي إحدى الحوادث التي حدثت مؤخراً في قرية باشمرا صباح يوم الثلاثاء السادس من الشهر المنصرم وفي تمام الساعة السابعة والنصف، قامت مرتزقة جيش الاحتلال التركي بإطلاق الرصاص على الأهالي، ونتيجةً لذلك أُصيب أحد أطفال القرية في طريق ذهابه للمدرسة بطلقة في ظهره، حيث قام أهالي القرية بإسعاف الطفل محمد هلال حمادة الذي يبلغ من العمر السبع سنوات وهو طالب في الصف الأول، إلى مشفى نبل حيث يتواجد هنالك العديد من الأطفال الذين يعانون من الإصابات بسبب الألغام التي تم زرعها من قِبل المحتل التركي.
جمعتهم أغنية عن عفرين
وفي الآونة الأخيرة خرج طفل من عفرين بمفرده، حيث كان يقيم مع جدته في عفرين وبسبب خوفه الدائم من الجرائم التي كان يرتكبه المحتل التركي ومرتزقته ضمن عفرين، حيث يقول الطفل نوري شكري البالغ من العمر ثمانية سنوات: “كنت في عفرين أدرس في إحدى المدارس في جندريسة، مع جدتي هناك لكن المرتزقة كانوا يأتون ويطلبون من جدتي الخروج من المنزل ليُقيموا في المنزل”، وأضاف نوري بأنه تم تحويل مدرستهم إلى مدارس تعلم اللغة التركية، وأشار بأنه شاهد الكثير من أعمال العنف والترهيب بحق جيرانه في عفرين من قبل المحتل التركي ومرتزقته.
في المهرجان الأخير للشبيبة الذي انطلق في يوم الجمعة في الثاني من الشهر المنصرم، لم تخلُ فعالياته من مشاركة الأطفال، فقد شارك ثلاثة أطفال في المهرجان بأغنية غنوها عن عفرين؛ وكان لهؤلاء الأطفال دور كبير في المهرجان حيث تأثر بهم جميع الحضور لأن الأغنية التي ألفّوها بأنفسهم كانت تجمع آلام جميع أطفال عفرين، وكذلك تدعمهم وتدفعهم للمقاومة وحب الحياة لأجل العودة لأحضان عفرين.