طالب أصحاب الحصادات بمنبج إلى ضرورة إعادة النظر بالسعر المحدد للحصاد، إضافةً إلى تقديم التسهيلات لهم فيما يخص استلام المحروقات وأيضاً تقديمه بالسعر المدعوم؛ نظراً لارتفاع أسعار قطع الغيار وأجور الصيانة بالدولار الأمريكي.
مع اقتراب موعد حصاد الموسم الزراعي، بدأ أصحاب الحصادات بصيانة وتجهيز الآليات الزراعية، وتأمين الأيدي العاملة كالسائقين والخياطين وعمال العتالة استعداداً لموسم الحصاد.
باشر مزارعو منبج، بحصاد محصولهم من القمح والشعير، بعد هطولات مطرية جيدة هذا الموسم مقارنةً بالعامين الماضيين، حيث شهدت منبج خاصةً وشمال وشرق سوريا عامةً، موجة جفاف أثّرت بشكل سلبي وكبير على القطاع الزراعي في المنطقة.
“ما بتجيب همها”
مازن الفرج، (37 عاماً)، صاحب حصادة، تحدث لصحيفتنا «روناهي»، إنه قام بالاستعداد لموسم الحصاد منذ الشهر الرابع حيث قام بفرط ميكانيك الحصادة، وقد لا يستبعد تنزيل المحرك كاملاً إذا لزم الأمر.
ووفقاً لفرج، “اختار قرية عين النخيل خمسة كيلو مترات شمالي منبج، لنصب (الشادر) الخيمة، كما يسميها. ويأتي اختياره هذا بعد القيام بعدة جولات لعدة أماكن بالريف مسبقاً حتى يتسنى للمزارعين مراجعته للاتفاق معه على الحصاد بأي وقت”.
ووفق توقعات الخبراء الزراعيين، فإن كمية المحصول المتوقع في مناطق شمال وشرق سوريا بالنسبة للقمح، ربما تصل إلى مليون طن، دون أرقام رسمية حتى الآن.
ويقول الفرج: إن “تسعيرة الحصاد لا تتناسب مع أسعار قطع الغيار وأجور الصيانة، التي تباع بالدولار بالسوق الآن”، بينما عن تسعيرة الحصاد التي حددتها الإدارة بالليرة السوري حيث وصف أن سعر الحصاد “ما بتجيب همها”.
“الموسم حيل طيب سواءً لحصاد محصولي القمح والشعير أو للتبن، ولكن الإدارة لم تقدر السعر جيداً، وبالأخص أن تجهيز الحصادة فنياً قد يصل إلى ثلاثة أو أربعة آلاف دولار، عدا عن قطع الغيار التي قد تصل إلى 800 دولار”، على حد قوله.
دعم الحصادات بمادة المازوت
حددت لجنة الزراعة والري بمنبج خلال اجتماع، ضم كل من لجنة الزراعة واتحاد الفلاحين والوحدات الإرشادية ومكتب الآليات في منبج، تسعيرة عمل الحصادات خلال الموسم الزراعي الحالي.
إداري مكتب الآليات؛ التابع للجنة الزراعة في منبج، “محمد العلي” تحدث لصحيفتنا «روناهي»، بأنهم: “حددوا تسعيرة حصاد محصولي القمح والشعير المروي (بدون تبن) 450 ألف ليرة للهكتار الواحد، ومع التبن بـ 600 ألف ليرة للهكتار الواحد، بينما حددوا أجرة الحصاد مع تبن واصل بـ 800 ألف ليرة الهكتار الواحد”.
وأضاف بأن: “تسعيرة الحصاد للمحصول البعلي، بدون تبن بـ 275 ألف ليرة الهكتار الواحد، ومع تبن بـ 450 ألف ليرة للهكتار، وتسعيرة حصاد الهكتار الواحد، مع تبن واصل بـ 550 ألف ليرة”.
فيما أكد بأن: “اللجنة ستوزع مادة المازوت على أربع فئات من الحصادات. ويمكن أن تصل الكمية المخصصة إلى خمسة عشر ألف ليتر من مادة المازوت على الحصادات، بحسب أنواعها وسنة صنعها. وستوزع على خمس دفعات، في كل دفعة تُسلم ثلاثة آلاف ليتر، على أن تكون المدة بين كل دفعتين متتاليتين لا تقل عن سبعة أيام”.
وحددت لجنة الزراعة والري في منبج، سعر مادة المازوت الذي يُسلم للحصادات بـ 1200 ليرة لليتر الواحد، كما أن عدد الحصادات بمنبج أو العابرة لشرق الفرات 184 حصادة، وفق حديث المسؤول.
وتبلغ مساحة الأراضي المروية المزروعة بالقمح في منبج 2.918 هكتاراً، ومساحة الأراضي البعلية 678 هكتاراً، وفق تصريح سابق لصحيفتنا، مع مسؤول بلجنة الزراعة والري بمنبج.
“الإدارة ظلمتنا”
ياسر الخميس، (31 عاماً)، صاحب حصادة، يبين من جهته بأن: “تسعيرة الحصاد قليلة جداً ولا تتناسب مع ضعف الليرة السورية أمام الدولار الأمريكي بأجور الصيانة وغيار القطع. كما أن التسعيرة بالكاد تغطي أتعاب سائق الحصادة، بينما صاحب الحصادة لا يحصل إلا بخفي حنين”.
وطالب الخميس، “الجهات المعنية إعادة النظر بالتسعيرة إلى 6.5 دولار للمحصول البعلي و8.5 للمحصول المروي، مقارنةً بسعر شراء القمح من المزارع”.
وحددت الإدارة الذاتية في التاسع من أيار الجاري سعر شراء محصولي القمح والشعير من المزارعين والفلاحين في المنطقة، بمبلغ وقدره 43 سنتاً لكل كيلو غرام من القمح، و35 سنتاً للشعير.
وعدّ الخميس أن: “سعر المحروقات بـ 1200 ليرة سورية لليتر الواحد مرتفع جداً مقارنةً بالعام الماضي، ناهيك عن أن الحصول عليه يستغرق الكثير من الوقت، وهو أمر لا تتناسب وفترة الحصاد القصيرة”.
الخميس، ناشد لجنة الزراعة والري بمنبج إلى ضرورة “تقديم التسهيلات بإجراء المعاملات التي تتطلب وقتاً أكبر من اللازم، إضافةً إلى الازدحام الكبير أثناء تقديم الطلبات الذي لا يخلو من الروتين والمماطلة”.
وتجدر الإشارة إلى أن هيئة الزراعة والري بالإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، جهزت 28 مركزاً بشمال وشرق سوريا لاستلام محصول القمح. بينما افتتحت شركة تطوير المجتمع الزراعي بمنبج؛ التابعة للإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، مركز شراء القمح؛ لاستلام محصول القمح من المزارعين.