لفهم السلوك العدواني، عليك أولاً التفريق بين الغضب والعدوان، الجميع يشعر بالغضب، أليس كذلك؟ وهو في الحقيقة سبب لجرح بعيد عن الفهم، لكن العدوان هو نتيجة تطور سلوكي للغضب، قد تلاحظين أنه يمكن أيضاً رؤية السلوك عندما يقوم الأطفال بتدمير الأشياء عمداً في المنزل أو المدرسة أو في أي مكان آخر بسبب الغضب، وإليك أهم أسباب عدوانية الطفل:
– رؤية مسلسلات أو أفلام عنيفة:
يمكن أن يكون للمسلسلات التلفزيونية العنيفة التي تحتوي على شجارات ولغة مسيئة وبذيئة وعمليات قتل وألعاب فيديو عنيفة آثاراً ضارة على أذهان الجميع، لكن عقول الأطفال هشة ويمكنها استيعاب كل ما يتم عرضه، وبالتالي فإن خطر مثل هذا المحتوى العنيف يكون أكبر عندما يتعلق الأمر بالأطفال.
– شعور الطفل بالإحباط:
وفقاً لفرضية “الإحباط والعدوان”، فإن العدوان هو نتيجة للإحباط فينا نحن البشر، هذا “الإحباط” هو استجابة عاطفية حيث يكون الشخص غير قادر على تحقيق هدفه، وفيما يتعلق بالأطفال، يمكن أن يظهر الإحباط على السطح عندما لا يكونون قادرين على إيصال رغباتهم أو احتياجاتهم، التحولات أو التغيير الكبير المفاجئ في حياة الطفل قد يسبب الإحباط أيضاً.
– العادات في الأسرة الواحدة:
كل عائلة لديها عادات مختلفة، يتشارك أفراد الأسرة في روابط صحية أو غير صحية مع بعضهم البعض، في حين أن الروابط الصحية تُفسح المجال لتعزيز نمو الأطفال والعلاقات غير الصحيّة يمكن أن تؤدي إلى الضيق لدى الكثير منهم.
عندما تكون هناك سلوكيات غير صحية في الأسرة مثل العنف المستمر، أو سوء المعاملة، أو ضعف التواصل، أو الصرامة المفرطة أو الحماية المفرطة، فقد يظهر الأطفال العديد من السلوكيات مثل الاستسلام، أو الصمت، أو قد يكون الأمر متطرفاً آخر، وهو إظهار السلوكيات العدوانية.
– الإجهاد الذي يُصيب الطفل بسبب بيئته:
في حياتنا المعاصرة يبدأ “الإجهاد في مرحلة الطفولة” بدءاً من الامتحانات، وضغط الأداء الجيد في كل مكان، والمناهج الإضافية وأكثر من ذلك بكثير! وقد يشعر الأطفال بالتوتر بسبب التغيرات التي تطرأ على حياتهم، قد تكون تغييراً إيجابياً أو سلبياً، هذه البيئة المجهدة يمكن أن تجعل الطفل يشعر بعدم الأمان والارتباك والحيرة، إن فهم كيفية التعامل مع كل هذه المشاعر يمكن أن يؤدي مرةً أخرى إلى الإحباط ومن ثم إلى السلوكيات العدوانية.
– اضطرابات النمو العصبي:
اضطرابات النمو العصبي هي إعاقات تتعلق بالوظائف العصبية مثل الوظائف الحركية والكلام واللغة وما إلى ذلك، ويعتبر نقص الانتباه/ اضطراب فرط النشاط والتوحد وصعوبات التعلم من بعض اضطرابات النمو العصبي وفي اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط، يكون الدافع لدى الأطفال قوياً جداً لدرجة أنهم في هذه الحالة يميلون إلى أن يكونوا عدوانيين.
– سلوكيات الوالدين الغاضبة:
مثال آخر على السلوك المكتسب فالذي يحدث عند الطفل يرجع إلى مراقبة الوالدين أو أي أحد يعتني به، وبالنسبة للأطفال، تشكل سلوكيات والديهم جوهر سلوكهم من دون فهم ما إذا كانت صحية أم غير صحية أو حتى من دون فهم ما إذا كانت تتناسب مع الأعراف المجتمعية.
– التنافس بين الأشقاء:
التنافس بين الأخوة هو عندما يشعر الطفل الأكبر بالتهديد عند وصول الطفل الجديد، أي شقيقه، في مثل هذه الحالة، قد يشعر الطفل الأكبر أن كل الاهتمام الذي كان يحصل عليه سيتم منحه لأخيه الأصغر، وهذا قد يؤدي إلى مشاعر الخوف وعدم الأمان، ونتيجة لهذا، قد يميل إلى تصوير السلوكيات العدوانية أولاً تجاه أخيه الأصغر؛ وثانياً تجاه والديه، لجذب انتباههم؛ وثالثاً قد يظهر الطفل أيضاً سلوكيات عدوانية تجاه نفسه من خلال الانغماس في سلوكيات مثل عدم تناول الطعام، والبكاء الشديد حتى يشعر بالتعب، وضرب رأسه وما إلى ذلك.
طرق لتخلّص طفلك من السلوك العدواني
من المفهوم أنكِ قد تشعرين أيضاً بالإحباط بسبب سلوك طفلك، لكن اعلمي أن رد فعلك غير الصحي لن يساعد في التعامل مع سلوك طفلك العدواني. ابقَي هادئة وتحدثي بهدوء مع طفلك أثناء تعرضه لنوبات غضب.
قد يحدث لتجنب أي مشهد اجتماعي أو لتجنب الإحراج في الأماكن العامة، أن تستسلمي لرغبة طفلك ولكنك تعلمين أن هذا سيزيد من سلوكياته العدوانية ولن يساعدك على التعامل معها!
حاولي استخدام تقنيات تشتيت الانتباه عندما يكون طفلك يعاني من نوبة غضب، تقنيات مثل إظهار شيء آخر وتغيير الموضوع وما إلى ذلك.
ساعدي طفلك في التعرّف على المشاعر الكامنة وراء الغضب (والتي تنبع منها السلوكيات العدوانية). سيكون ذلك بمثابة مساعدة إضافية لتنظيم سلوكه العاطفي.
قومي بإنشاء نظام مكافآت مثل الرسم البياني لتتبع جميع سلوكيات طفلك، أضيفي نقاطاً لكل السلوكيات الصحية التي يُظهرها واخصمي نقاط لكل السلوكيات غير الصحية. تأكدي من مكافأة طفلك بشيء ما بعد الوصول إلى حدٍ معين من النقاط! وهذه تقنية تمارس في العلاج السلوكي.