بين ليلة وضحاها بدأت مدينة دمشق ومحيطها تعيش حالة من الشلل في الكثير من القطاعات الحيوية بالدولة، خصوصاً على مستوى خدمات النقل، التي تعدّ أهم قطاع في المدينة، إذ نفدت المحروقات (بكل أنواعها) من المدينة، لتعيش المدينة وريفها أزمة خانقة وسط غياب المواصلات العامة وحتى الخاصة.
وهذه هي الأزمة الأقوى، التي تتعرض لها المدينة ومؤسساتها الحكومية، منذ بداية الأزمة في عام 2011، بل يرى مواطنون أن أيام الحرب كانت أياماً جميلة من ناحية الخدمات مقارنةً بالأزمات، التي يعيشها المواطن السوري هذه الأيام.
موظفو القطاع العام في سوريا بمناطق حكومة دمشق هم الأكثر تضرراً، ففي الوقت الذي توقفت فيه خدمات النقل الرسمية الحكومية في كثير من القطاعات، يواجه قسم كبير من الموظفين صعوبة في الوصول إلى أعمالهم في الصباح الباكر، حيث تتحول المدينة إلى خلية نحل وازدحام لم تعرفه دمشق منذ عقود.
لم يتوقف الأمر عند تفاصيل الحياة اليومية، بل أصبح ذلك ينعكس على الأوضاع الاقتصادية أيضاً وخصوصاً الجانب التجاري والصناعي، فالمحال التجارية، والمنشآت الصناعية بدأت بحسب استطلاع للموقع، بتخفيض الإنتاج أو ساعات العمل، أو أيام العمل الأسبوعية، وحتى الموظفون والعمال، لعدم قدرتهم على تأمين المحروقات سواءً بالطرق الرسمية أو غير الرسمية، إضافةً إلى تهديدهم من قبل وزارة التجارة بإنزال العقوبات عليهم في حال اشتروا المحروقات من السوق السوداء، ما جعل تشغيل المولدات «شبهة»، بحسب ما يقول ناشطون في الداخل السوري.
هذه الأوضاع الصعبة، التي تعيشها دمشق على وجه التحديد، من شأنها أن تتفاقم في الأوقات المقبلة مع بداية عام 2023، بسبب الحاجة الماسة للطاقة في ظل صعوبة الحصول عليها سواء من الداخل أو عبر المساعدات الخارجية، وخصوصاً الروسية بسبب انشغال موسكو بما يجري في أوكرانيا.