قال الصحفي أردوغان آلتان: “إن دولة الاحتلال التركي تسعى إلى كسب قوى من باشور كردستان إلى جانبها عبر الوعود الخادعة بإعلان دولة كردستان، وتستغلها في الحرب ضد حزب العمال الكردستاني”، وأشار إلى أنها تسعى لتأجيج الحرب الداخلية بين الكرد للسيطرة واحتلال المزيد من الأراضي في باشور وشمال وشرق سوريا.
تتصاعد هجمات جيش الاحتلال التركي ضد مناطق باشور كردستان من خلال استهداف المدنيين، والقصف وتصعيد تحركات المخابرات التركية، فيما لم تبد حكومتا العراق وباشور كردستان أية ردود فعل مناهضة لهذه الهجمات، ويرى سياسيون من باشور كردستان أن هذا الصمت إشارة إلى قبول تلك الأطراف للهجوم التركي، فيما تنفذ إيران أيضاً هجمات على باشور كردستان.
تركيا تحاول خداع الجميع لاحتلال سوريا والعراق
حول ذلك تحدث الصحفي أردوغان آلتان لوكالة هاوار للأنباء بقوله: “إن الحرب الرئيسة في المنطقة هي بين إيران والولايات المتحدة الأمريكية، وأن ما تشهده العراق هو تمهيد لهذه الحرب، إن الولايات المتحدة الأمريكية ترتب جميع سياساتها في المنطقة وفق الحرب مع إيران، وأيضاً ترتب أمريكا جميع علاقاتها مع القوى والدول الإقليمية بما يتوافق مع سياستها، وفي هذا المجال تسعى إلى جر الجميع إلى هذا الوضع، أو أن تجعل من الجميع أداة لهذه الحرب، جميع علاقاتها مع جميع القوى تستند إلى هذه السياسة، كما أن إيران تنتهج سياسة مشابهة، حرب وصراع الهيمنة الدائر في المنطقة، يعيد ترتيب علاقات جميع القوى مع بعضها، والحرب الدائرة في المنطقة في يومنا الراهن تثبت هذه الحقيقة بشكل واضح”.
وحول أهداف القوى المهيمنة أشار آلتان إلى إنها تهدف إلى تقسيم العراق إلى ثلاث دويلات تنظيم دولة سنية في المنطقة، بجوار المنطقة الكردية الموجودة حاليّاً، إضافة إلى منح باقي المساحة للشيعة، وبالتالي إعداد تقسيم وتنظيم العراق من جديد، وبهذا الشكل فإن العراق سوف تدخل إلى حرب جديدة، وما يجب التمعن فيه بشكل جيد، هو كيف ستتعامل مختلف القوى السياسية العراقية مع الوضع السياسي الجديد، بالنسبة لموقف القوى الشيعية من هذه السياسة فهو معلوم، فهي تعدّ هذه السياسة هجوماً معادياً لها، أما الكرد فينظرون إلى هذه السياسة كفرصة يجب استغلالها، أما السنة فهم مترددون ويفتقدون إلى القرار والتنظيم بشأن مستقبل المنطقة.
وأكد آلتان أن الدولة التركية تلجأ إلى سياسة المراوغة، وتسعى إلى جر قوى باشور كردستان إلى فخها، عبر وعود خادعة بإعلان دولة كردستان، فقال: “إن الدولة التركية تخدع قوى باشور كردستان وتقول لهم: إذا حاربتم معنا ضد حزب العمال الكردستاني فسوف نسمح لكم ببناء دولة”.
واعتبر آلتان أن سياسات الدولة التركية تندرج في إطار استغلال واستخدام قوى باشور كردستان لصالحها بالقول: “طبعاً عندما نذكر قوى باشور كردستان، فإننا نقصد تعامل البارزانيين مع الدولة التركية، فنهج البارزانية بحد ذاته هو الاستسلام لتركيا، وإضعاف حزب العمال الكردستاني، والأتراك عندما يقطعون الوعود للحزب الديمقراطي الكردستاني ببناء دولة، فإنهم يسعون في الوقت نفسه إلى تأجيج الحرب الداخلية والفتنة بين الكرد”.
الميثاق الملي الهدف الأساسي للمحتل التركي
وحول الهجمات المستمرة وفق مخطط موسع وطويل الأمد، قال آلتان: “إن الدولة التركية تواصل هذه الحرب بشكل متدرج وعلى مراحل، فالغارات الجوية التي نفذها الاحتلال التركي ابتداءً من ليلة 15-16 حزيران، وكذلك الهجوم البري الذي شنته جيش الاحتلال التركي في حفتانين، يندرج في إطار خطة حرب جديدة يشنها جيش الاحتلال التركي، في المرحلة الأولى عملوا على السيطرة على منطقة زينه ورتي بمساعدة الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني، وضيقوا الخناق على مناطق ميديا الدفاعية، وفي المرحلة الثانية يسعون إلى استكمال الهجمات الاحتلالية ضد حفتانين، عبر الغارات الجوية ضد مخمور وشنكال ومناطق ميديا الدفاعية، هذه المستجدات جميعها تستهدف بشكل ملموس وواضح حركة التحرر الكردستانية، لقد تم الكشف عن تفاصيل هذا الهجوم الموسع للرأي العام، وكما أكد بعض الأشخاص إن هجمات الاحتلال سوف تشمل المناطق الواقعة بين نهر الخابور وجبال آسوس، فقد ظهر كيف بدأ الاحتلال من عفرين وصولاً إلى مناطق ميديا الدفاعية، وإذا نجحت الدولة التركية في مساعيها، فإنها سوف تحتل روج آفا وباشور كردستان بشكل كامل، وبالتالي سوف تصل إلى حدود الميثاق المللي”.
وربط آلتان صمت حكومة العراق وبشكل خاص صمت حكومة إقليم باشور كردستان، بأهداف الاحتلال التركي بقوله: “لقد أعطوا دور الهجمات المسلحة للدولة التركية، بينما أعطوا هذه القوى دور شرعنة وتبرير هذه الهجمات، وهم يؤدون دورهم في تلك الهجمات من خلال التزام الصمت، ومما لا شك فيه أن بعض الأصوات الضعيفة التي تصدر ضد مجازر الدولة التركية، تعود إلى المواقف الشعبية المناهضة لذلك. إلى جانب الهجمات المتواصلة التي تشنها الدولة التركية، تتواصل أيضاً هجمات النظام الإيراني ضد باشور كردستان”. وحول تصاعد هجمات النظام الإيراني بالتزامن مع التصعيد التركي في المنطقة قال آلتان: “بالنسبة لإيران فقد حصل ما كان النظام الإيراني يخشاه بشكل كبير من نشوء النظام، ما كانت تخشاه إيران هو أن تمتد الحرب إلى حدودها، والآن لم تصل الحرب إلى حدودها فقط، بل تغلغلت إلى الداخل أيضاً، الحرب التي كانت إيران تديرها على مدى سنوات عبر القوى والأطراف التابعة لها في العالم المنطقة، وصلت اليوم إلى داخل الأراضي الإيرانية، وبشكل خاص بعد مقتل قائد فيلق القدس قاسم سليماني من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وعدم رد إيران على العملية بأي إجراء عملي. وكذلك انتشار وباء كورونا والحصار الأمريكي على إيران أدى إلى إضعاف إيران بشكل كبير، وعليه فإن إيران تحاول من خلال تنفيذ بعض الهجمات وتحليق الحوامات والطائرات الحربية إلى أن تقول للشعب الإيراني والقوى الخارجية بأنها موجودة ولا زالت قوية، الولايات المتحدة تسعى إلى كسب الجميع إلى جانبها، ولذلك فإنها تنتهج سياسة التوازنات في منطقة الشرق الأوسط، وبشكل خاص في العراق، وإيران أيضاً تسعى إلى فعل الشيء نفسه، حيث إن إيران هي أحوج ما تكون إلى اتباع مثل هذه السياسة”.
الشعب الكردي يرفض التدخلات والألاعيب التركية
وتابع آلتان بقوله: “إن الدولة التركية تتجه نحو الهزيمة في حفتانين، لذلك فقد صعّدت المخابرات التركية (الميت) من تحركاتها في المنطقة”، وأضاف بهذا الصدد: “كانوا يعتقدون إنهم سوف يكسبون نصرًا عسكريًّا سريعًا في حفتانين من خلال الغارات الجوية وغارات الطائرات المسيرة، ولكنهم وجدوا أن مقاتلي قوات الدفاع الشعبي ووحدات حرية المرأة – ستار كانوا لهم بالمرصاد ويخوضون المعارك ضد هذا الهجوم، فاضطروا للجوء إلى أساليب مختلفة، كما حاولوا استخدام الأساليب نفسها عام 1990 ضد حركة الحرية من خلال استخدام العملاء وحماة القرى، فإنهم يسعون الآن إلى اتباع الأساليب نفسها في مناطق بهدينان ومحيطها”.
واختتم الصحفي أردوغان آلتان حديثه قائلاً: “أهالي المنطقة أدركوا جيداً أهداف وألاعيب الدولة التركية وأبدوا ردة فعل قاسية تجاه صمت المسؤولين وإدارة حكومتي العراق وباشور كردستان، فطردوا عناصر الميت التركي، وطبعاً هناك حقيقة ساطعة، وهي أن أعضاء المخابرات التركية يسعون إلى تنفيذ مخططاتهم من خلال الحزب الديمقراطي الكردستاني. المخابرات التركية تسعى إلى عقد الاجتماعات واللقاءات مع زعماء عشائر المنطقة، ولكن وبحسب المعلومات الواردة من المنطقة، فإن العديد من الأسر ورؤساء العشائر رفضوا تلك الاجتماعات، وبالتوازي مع هذه المساعي؛ فإن المخابرات التركية تسعى أيضًا إلى تجنيد العملاء والجواسيس عبر الإغراءات المالية، وذلك لاستخدامهم لجمع المعلومات حول قيادات حزب العمال الكردستاني”.