سياسية - اجتماعية - ثقافية - عامة، تأسست عام 2011

أخوة الشعوب ضمان للحرية والديمقراطية لسوريا والشرق الأوسط

حسن شرو_

في ظل المرحلة التي تمر بها المنطقة وتحول الشرق الأوسط إلى ساحة حرب من جميع الاتجاهات لرسم الخرائط والخطط المستقبلية لمئة عام، وبات النظام القومي والدولتي يخلق الكثير من الفوضى والصراعات لتكون
 منطقة الشرق الأوسط حلبة للصراعات والأجندات ومحاولة السيطرة عليها من النواحي الاقتصادية والطرق التجارية من قبل الدول العظمى ناهيك عن الحروب الباردة والخاصة التي تمارس بحق الشعب في الشرق الاوسط، وفي ظل كل هذه المآسي وضياع المجتمعات في الفوضى الحالية، لابد من إيجاد مخرج والاعتماد على خط أو نهج لإنقاذ المجتمعات وفتح المجال للحرية، ويتضح من خلال السنوات العشرة التي مضت وقيام شعوب المنطقة بالانتفاضات في أغلب دول الشرق أوسطية ضد الأنظمة القومية الحاكمة أن نظام الدولة التي تعتمد على القومية لم يعد بإمكانه الاستمرار بالتحكم في مجتمعاتها وبات التغيير أمراً لا محال.
ولكن القوى الدولية سرعان ما بدأت بالبحث عن أجنداتها وتنظيم أنفسها لرسم الخرائط والخطط المستقبلية
 للحفاظ على أجنداتها بعيدة عن المعايير الأخلاقية والانسانية بعيداً عن المحافظة على كرامة الشعوب التي ليست في حساباتهم أصلاً. ففي ظل ما ذُكر وأمام كل هذه المخططات؛ حاولت بعض القوى فرض نهج إسلامي لكسب عواطف شريحة واسعة من الشعوب في المنطقة، وبالفعل تمكنت هذه القوى من السيطرة السياسية والجغرافية في الكثير من المناطق، ولكن سرعان ما اكتشف فشلها وغاياتها المتخلفة، وبات استخدام القوة والمجازر هدفها الأساسي للحفاظ على وجودها بالإضافة الى الحفاظ على أجندات بعض الدول وعلى رأسها حكومة أردوغان.
لكن العقبة الأساسية التي كانت أمامها والتي قامت بكشف نواياها وفشل مشروعها كانت براديغما القائد آبو المتمثلة بالحداثة الديمقراطية ومشروع الأمة الديمقراطية، حيث بإظهار هذا النهج والمفهوم تمكَّن من تغيير مسار المؤامرات في الشرق الأوسط، فلولا الانتصارات في كوباني وشنكال بالأخص وشمال شرق سوريا بشكل عام؛ لكان الموت والدم يلتهم الشرق الاوسط والعالم عموما، فهزيمة الإرهاب في كوباني تحديداً أصبح صمَّام أمان لجميع العالم بالأخص الدول الأوروبية.
ورغم كل العقبات وسياسة الانكار والعداوات والحملات الاعلامية الشرسة المعادية للمشروع، بات أغلب المجتمعات في المنطقة وخصوصاً في سوريا مقتنعة بالمشروع. فباتت جغرافية شمال شرق سوريا نموذجاً ديمقراطياً لكل سوريا من الناحية الاجتماعية والسياسية، وحتى الاقتصادية في ظل الفوضى التي تخلق ويخلقها النظام القوموي.
فالانتفاضات التي تُقام في “السويداء” ليست إلا إثبات على ما ذكر، فالمجتمعات وشعوب المنطقة لم تعد تتحمل سياسات القوى المهيمنة بزرع النزاعات والكراهية والشوفينية بين الشعوب، بل تحاول بقدر الإمكان فهم المشروع الديمقراطي وتغذية الروح بمفهوم أخوة الشعوب ومحاربة الفكر الشوفيني الذي تم زرعه عبر مئات السنين.
فَرِهانُ حكومة دمشق وبعض اتباعها أو حلفائها على شعبنا في دير الزور لخلق وزرع الفتن بين مكونات شمال شرق سوريا باء بالفشل ولم يكن ليفشل هذا الرهان لولا فلسلفة أخوة الشعوب، ويجب على سلطة دمشق أن تدرك بأن سياساتها التي كانت تمارس قبل انتفاضة 2011 وزرع مفهوم القومية الواحدة بفكر عنصري شوفيني ونكران جميع المكونات والقوميات الموجودة في سوريا أنها لن تستطيع ممارسة هذه السياسة في الوقت الراهن، وموقف شعبنا ورؤساء عشائر ومثقفي دير الزور أثبت ما ذُكر.
وهنا من المؤكد أنه كلما حاولت الجهات المعادية النيل من مشروع الشعوب المتمثلة بأخوة الشعوب سيكون هناك النضال والتكاتف لإفشال المخططات ونجاح الديمقراطية بين شعوب المنطقة.