No Result
View All Result
المشاهدات 0
أكد الدكتور في التاريخ وعضو مركز روج آفا للدراسات الإستراتيجية أحمد سينو من خلال المحاضرة التي ألقاها في المنتدى الدولي حول التغيير الديمغرافي والتطهير العرقي الذي يحدث في عفرين بأنهم ومن خلال هذه المبادرة يحاولون إظهار حقيقة الدولة التركية وممارستها في التطهير العرقي والتغيير الديمغرافي بحق الشعوب وأهالي عفرين، وطرح بعض النماذج التي تتبعها تركيا منذ قرون والتي مازالت موثقة في التاريخ عن الإبادة التي مارستها والمعروفة من قِبل كل العالم ومنها مجازر الأرمن، السريان، الإيزيدين وكذلك العرب، البلغار، اليونانيين والكرد.
وتابع حديثه بالقول: “إن سياسات الإبادة والإنكار والتطهير العرقي هي سياسة قديمة تطورت وأصبحت منهجاً وفكراً بعد وصول الاتحاديين إلى سدة الحكم في تركيا لتوطيد هذه السياسة بحق كل شعوب الشرق الأوسط وكردستان. تركيا دولة قامت على السلب والنهب والإبادة وتعتبر هذه الممارسات نوع من العمل المشروع أو كنوع من الجهاد كما تسميه بالنسبة لها. هذا المنهج أصبح أكثر وضوحاً مع وصول الاتحاديين إلى السلطة وبدأت سياسة التتريك بحق الشعوب ولا تزال مستمرة في هذه السياسة إلى يومنا هذا وصولاً إلى عفرين وباقي المناطق المحتلة”.
واستشهد سينو في محاضرته بمقولة السفير الأمريكي في تركيا عام 1913/1916 والذي كتب: “شعب لا يملك أي شيء من التاريخ والحضارة ولم يؤسسوا دولة ثابتة ولا يعرفون سوى قانون الغاب ولا يملكون أي شيء هم فرسان متوحشون ومفهومهم العام الهجوم على الحضارات والقضاء عليها والجلوس على إنجازاتهم. إن تناقض مصالح الدول الأوروبية (وروسيا، بريطانيا ألمانيا وغيرها) جعل عمر الدولة العثمانية يمتد لـ 400 عام”، مشيراً إلى نماذج لعمليات الإبادة التي مارستها تركيا في التاريخ وتطرق إلى رسالة طلعت باشا إلى والي حلب والتي جاء في نصها “تم إعلامكم سابقاً فان الحكومة العثمانية وبأمر من حكومة الاتحاد والترقي أصدرت قرار إبادة الأرمن في تركيا ومناطق نفوذها، يجب وضع حد دون سماع أي صوت لتأنيب الضمير ودون استثناء يجب القضاء على الجميع أطفال، نساء، ومسنين والجميع دون أي تأنيب للضمير ولا حتى النظر إلى هؤلاء كشعب يعيش على أرضه منذ آلاف السنين”.
وأشار أحمد سينو إلى إبادة الأشوريين والسريان وقال: “بالأساليب نفسها تم إبادتهم بأبشع الصور في عموم الجغرافيا التركية في عام 1916، والمجزرة التي حدثت في سهل أورميا لوحدها راح ضحيتها نحو 500 ألف فيما سميت بمجازر سيفو 9 بحق السريان. وارتكبت تركيا مجازر بشعة بحق الكرد الإيزيدين ولا نملك إحصائيات دقيقة لكن هناك مجازر وتطهير عرقي وصل إلى 74 حملة بتواريخ مختلفة وآخرها في شنكال، محمد رشيد باشا قاد حملة دمر شنكال، حافظ باشا أيضاً قتلَ وسلبَ ونهب وخطف وأسر النساء وباعهم في الأسواق واستمرت الحملات حتى الحرب العالمية الأولى ولغاية دخول بريطانيا العراق ومجزرة زيلان التي راح ضحيتها 47 شهيد كردي. وتركيا اليوم تنفذ سياسات الإبادة في عفرين، وإلى اليوم البعض يعتقد أن تركيا دولة تؤمن بالقيم الإنسانية بينما على العكس هي دولة فاشية بكل معنى الكلمة أكثر من بريطانيا، روسيا وألمانيا النازية”.
ولفتَّ سينو في محاضرته إلى ضحايا الحرب التركية ضد حزب العمال الكردستاني في باكور كردستان وصلت حصيلتها إلى 60-70 ألف ضحية، وأحرقت عشرات الآلاف من القرى الكردستانية وتابع بقوله: “ما تفعله تركيا هي جزء من استمرار تلك السياسة الفاشية المرتكزة على الإبادة. وعلى مدار شهرين قصفت تركيا كل المناطق في مقاطعة عفرين بداية عام 2018 والتي راح ضحيتها المئات غالبيتهم من النساء والأطفال وآلاف الجرحى بحسب تقارير موثقة دولياً، استخدمت غاز الكلور في قصف بعض القرى وهي أسلحة محرمة دولياً، مثّلت بجثث الشهداء وهذا ما أظهرته جميع وسائل الإعلام العالمية. وبعد انسحاب القوات العسكرية من عفرين هجّرت بسبب القصف التركي آلاف العائلات، بدأت عمليات التغير الديمغرافي والتطهير العرقي، وتركيا في المجمل هدفها منع وجود كيان ديمقراطي في المنطقة وسوريا. لهذا؛ بدأت بنقل وتوطين مواطنين من مناطق أخرى وتوطينها في عفرين منهم نحو 50 عائلة من الغوطة الشرقية، و80 عائلة من ريف حماة وحمص، ونحو 200 عائلة يُعرفون بجماعات الحمزات تم توطينهم في قرى ونواحي عفرين”.
واختتم الدكتور في التاريخ وعضو مركز روج آفا للدراسات الإستراتيجية أحمد سينو حديثه بالقول: “وفقاً للوثائق الدولية تم خطف ما يزيد على 3300 مواطن بينهم نساء وتم الاعتداء عليهم، بالإضافة إلى عمليات قصف للمواقع الأثرية والتاريخية بهدف الإبادة الثقافية لكل مكونات عفرين بمختلف مذاهبهم وأعراقهم وطوائفهم، وهذه تعتبر جرائم حرب وفقاً للقوانين الدولية، تركيا تريد إزالة الثقافة والحضارة في عفرين وإحلال ثقافة الغزو والإنكار؛ بمعنى آخر إنها مصرّة على مواصلة سياسة التطهير العرقي وسياسات التغيير الديمغرافي. ولذلك؛ على الجميع القيام بمهامهم الإنسانية حول إعادة الوضع إلى ما كان عليه قبل الاحتلال التركي”.
No Result
View All Result